
يوميات سياسي محترف:
أحمد يوسف التاي
زنكلوني يخاطب برنامج النفرة وجمع التبرعات
(زنكلوني شخصية نمطية رمزية تجسد شخصيات بعض السياسيين السودانيين في كل الإحزاب ، سلوكهم وممارساتهم واقوالهم وافعالهم وهي أشبه بالقبعة من وجدها على مقاسه لبسها).
غاب السيد زنكلوني من كل اجتماعات لجنة التعبئة والاستغفار في الولاية الطرفية؛ والتي وكانت – اي الاجتماعات – للتحضير لزيارة مسؤول كبير لولاية السيد زنكلوني..
تفاجأ السيد زنكلوني الذي لم يكن متابعاً للبرنامج بسبب انشغاله ببعض أعماله وصفقاته التجارية، تفاجأ بالحشد لاستقبال المسؤول الكبير، فرجع البيت على وجه السرع وبدل ملابسه وجاء مكان استقبال الضيف الكبير بكامل هندامه ..شقّ زنكلوني الحشود واخذ يلوح بعصاه الأبنوسية وهو يكبر ويهتف بأعلى صوته: (جيشٌ واحد شعبٌ واحد)؛ إلى إن وصل المنصة وتسيّد عليها وتربع دون استئذان من احد ؛ وآخذ المايك من مقدم البرنامج وطفق يهتف بقوة : جيش واحد شعب واحد ؛ ثم بدأ يهلِّل ويكبِّر ويدعو الحضور للترديد وراءه (اللاااااااااهُ اكبر) …ما سامع يا جماعة عايزنها داوية مرعبة قوية…بعدها خمّ مقدم البرنامج وهمس في أذن (قدمني يا أخونا عشان انا عندي نفرة تانية خارج الولاية) ثم أخذ بندقية من احد الحضور وانتظر تقديمه وقد كان له ما أراد..وجاء خطاب السيد زنكلوني المرتجل مخاطباً المسؤول الكبير: أخي “….” نطمنك إن العدو لن يأتيكم من قِبَلنا فقد تدربنا وتسلحنا بالإيمان ومنتظرين إما إن ننتصر أو نلحق بإخواننا الشهداء
أخي المجاهد “….” منذ شهر كامل نحن نواصل الليل بالنهار في اجتماعات متواصلة لجمع التبرعات ولانحاح برنامج النفرة واعداد الساحة الحماهيرية لاستقبالكم استقبالا يليق بسيادتكم…أخي المجاهد “….” نحن ننتظر العدو على أحر من الجمر ونحنا جاهزين ولانقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسى اذهب انت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ،ولكن نقول لك لو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك ما تخادلف منا احد..
( للمفارقة..عندما جاء يوم الكريهة الناس لم يجدوا السيد زنكلوني ولا الوالي ولا البحر زاتو..قال لخضناهُ معك قال)…