زيارة هازم اللذات ومفرق الجماعات

بقلم/ مولانا حسين الفكي الإمام

(قاضي المحكمة العليا السابق – مقيم بدولة الإمارات)

زار هازم اللذات بالأمس مولانا مصطفي الهادي صالح ( الجنيد) وهي زيارة منه تتكرر كل لحظة ولا يسلم منها بشر ،وهي في تاريخ محدد فقد رحل عن دنيانا بالأمس القريب( ١٣ من شهر يوليو ٢٠٢٥م) وتمت مراسم دفنه بمقابر عين شمس وجاء الي مصر مهاجرا في سبيل الله منتصرا لعزة اهله وكرامتهم وقد وقع أجره علي الله تعالي ، وبموته احترقت مكتبة ذاخرة بالعلوم في شتي المجالات هذه المكتبة احترقت واحترقت افرعها في امدرمان وسنجة وكوستي وبارا
[١٥/‏٧ ٥:٣٣ ص] مولانا حسين الفكي: وانطفت شمعة واختفت بسمة . هذا وقد اتصف الراحل مصطفي بصفات قل إن توجد كلها في شخص واحد فقد لبس في حياته واكتسي بكساء التواضع بلا انكسار واتصف كما اجمع ناعوه بحسن الخلق متمثلا في بشاشته وسماحته التي عهدناها ، ووصفوه بأنه صافي السريرة واجمعوا علي ذلك كما وصفوه بأنه طيب القلب الي جانب علمه في الأحوال الشخصية والميراث بدا حياته وختمها والزهد من صفاته والورع بين جوانحه، فهو شخصية عامة بهذه الصفات مما اجبرنا علي ان نركز علي تلك الشخصية ذات الأثر الخالد لتكون مثالا تحتذي به الأجيال في إرسائه لقواعد العدالة والعمل من أجلها اكثر من خمسة وأربعين عاما قضاها صابرا مجتهدا في أداء وظيفة القضاء خدمة ممتازة بلا انقطاع فحق لنا ان نخلد اسمه في التاريخ الحديث .
وهو ليس كمن وصف به احد الشعراء ميته وقد قيل في هذا الميت ( تقطعت الامال بعد موته ،
وأصبح في شغل عن السفر ( بفتح الفاء ) السفر( والاخيرة
والاخيرة بسكون الفاء )
ولكن يصلح ان نقول في ميتنا ( مصطفي الهادي الجنيد ) كما قال ابن الرومي عند فقده لأعز أبنائه( بكاؤكما يشفي وان كان لايجدي ،
فجودا فقد أودى نظيركما عندي .
توخي حمام الموت أوسط صبيتي ،
فلله كيف اختار وسط العقد )
فالموت حق وهو سبيل الأولين والآخرين فقد فقدت القضائية أوسط أبنائها وليكن عزاؤنا بفقده ان الراحل ترك أثرا طيبا لاسرته ولمجتمعه في القضائية ولكل أطياف المجتمع العريض هذا الأثر جزء منه ان يصير درسا لفائدة الأجيال القادمة والجيل الحاضروعظة للأحياء فالموت موعظة صامتة ويبقي القران العظيم علي مدي الحياة هو الموعظة الناطقة نفعنا الله بالقرآن الكريم وعافانا من غفلة ذكر الموت .
اللهم هذه شهادتنا فيه بكل تلك الصفات والموت نقاد يستهدف الاخيار .اللهم اغفر ذنوب عبدك مصطفي الهادي صالح وارحمه وتقبل جهده وجهاده واجعله من الشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا واجعل البركة في ذريته ، وصلي اللهم وبارك علي افضل خلق الله وسلم علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه اجمعين.