بقلم/ الطيب الصاوي المحامي
( الما عنده كبير يشتري ليهو كبير )..هكذا قلها أهلنا السالفين وهم صادقون.. لكن الكبير ما (بقعد شجرة بحر) لابد ان يلاحقه الفناء، فلكل أجل كتاب وكل ابن أنثى وان طالت سلامته يوما على آلة حدبا محمول..
منالضروري جدا أن تستفيد الاجيال من خبرات الكبار الذين عركتهم وجركتهم التجارب.. كان أهلنا يختلفون سياسيا ولكن يفرقون بين الوطن والحزب.. يمكن أن نقول الآن السودان فقد الكبير غفقد الحكمة وفقد الحنكة وكذا الدراية..
كان الرعيل الأول من الساسة على مستوى كبير من الحصافة إلى عهد قريب كان ما يجمعهم اكثر مما يفرقهم وكان خطابهم معتدل لايمس الأشخاص بقدر ما ينتقد أداء الحكومة او ينتقد برنامج حزب بعينه دون أن تصل الانتقادات حد العنف والقطيعة لأنهم كانوا أيضا يميزون ويفرقون بين العلاقات السياسية والعلاقات الاجتماعية قد نكون أخوة في بيت واحد وحرية الانتماء جعلت منا كل له حزبه الذي يقتنع ببرنامجه بدون ان يؤثر ذلك على العلاقات الاجتماعية الاخوية الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية واني قد اخالفك الرأي ولكن اقاتل من أجل أن تظهر رايك على الآخرين وتحتكر الصواب والحقيقة.
من هنا انطلقت حرية الرأي وحرية التعبير التي نفتقدها اليوم في السودان قديما كان في السودان أحزاب رئيسة وهي حزب الأمة والحرب الاتحادي الديمقراطي والحزب الوطني الاتحادي والحزب الشيوعي…
ثم ظهر لاحقا حزب الجبهة الإسلامية القومية وحزب البعث العربي والحزب الناصري والحزب الجمهوري وحزب المؤتمر السوداني والحزب القومي السوداني وعلى رأس كل حزب كبير يميز بين الوطن والحزب ويميز بين العلاقات الحزبية والعلاقات الاجتماعية لذلك كانوا يقدمون الوطن دائما ثم الحزب عند الملمات الكبرى..
تجد الكل مع الوطن ولم يكن هنالك تمييز ولا نظرة دونية كان الجميع سواسية أمام القانون وكل عليه واجبات وله حقوق لذلك كان الكل يقوم بعمله على الوجه الاكمل لذلك كان هنالك تجويد في الأداء والمشاهد الحصيف يرى أن السودان انحدر تدريجيا كل جيل سابق افضل من اللاحق في كل شئ في الفهم العميق في الحكمة في الحنكة في الدراية في القيم في الإنسانية الساسة الكبار لا يقبلون أن يشاهدون بلدهم تنهار أمام أعينهم ويقفون مكتوفي الأيدي لا يشاهدون أبناء بلدهم يتقاتلون وتسفك دماء الأبرياء وهم يتفرجون ولا يبحثون عن مخرج للازمة اذا كان هذا من أجل الوطن لابدا من ان نتواضع ونقبل السلام وان نقبله اليوم خيرا من ان نقبله غدا اذا كان الهم وطن والهم مواطن تعب ووصل حد التعب ونالت منه الحرب ما نالت ودفع فاتورتها باهظة التكلفة من دمه وعرضه وماله وصحته ومستقبل اجياله عليه يجب أن تتوقف الحرب اذا كانت النظرة قومية لا يقبل عقل ووجدان سليم ويفضل استمرار الحرب بدلا عن السلام أن هذه الحرب جريمة لا تغتفر وقعت بفقدان السودان للكبير ذو بعد النظر والبصيرة الذي يدرس العواقب ويزن الخطوات ويعرف مأسي الحروب أن كرامة الإنسان في أمنه وأمانه واستقراره ورغد عيشه ومستقبل اجياله لا في قتله واغتصاب الحرائر ونهب ممتلكاته وتهجيره قسريا وتشريده في ظرف اقل ما يقال عنه كارثي بمعني الكلمة لذلك الإنسان الوطني يبحث عن بارقة امل تحقن دماء أبناء الوطن الواحد من المؤكد لو عرف أطراف هذه الحرب العبثية اللعينة التي قضت على الأخضر واليابس واقعدت السودان واعادته إلى العصر الحجري مألات الأمور وحجم الدمار الذي اصاب الوطن في الأرواح والممتلكات والاعيان المدنية والحكومة والبنية التحتية لما اقدموا على هذه الحرب وكان يجب أن نتعظ من حرب الجنوب منذ العام ١٩٥٦م وماذا كانت النتيجة تفتيت الوطن والجنوب بالنسبة للسودان الفردوس المفقود وكذلك يجب أن نتعظ من حرب دارفور التي اندلعت منذ العام ٢٠٠٣م وضعت جميع اهل دارفور في معسكرات إلى يومنا هذا وفتحت الباب على مصراعية لتدخل خارجي وقوات اممية ووضع السودان بسبب دارفور تحت البند السابع يجب أن نجنح للسلام ونتفادي العداء للدول وخاصة دول الجوار في المحيط العربي والافريقي وان ننبذ خطاب الكراهية والعنصرية الجغرافية والعرقية والدينية كلكم لادم وآدم من تراب طبقوا القانون وسيادة حكمه واحترام الإنسان لاخيه الإنسان بذلك تحفظ الحقوق وتوضع الحدود التي تمنع التغول على حقوق الآخرين يجب أن نتدارك السودان قبل فوات الأوان والتدخل الأجنبي تحت البند السابع يجب أن نصل لسلام ونتناسى جراح الماضي ومرارة الحرب ما زال جرح انفصال الجنوب متقيح ولم يندمل يجب أن لا نفقد جزء اخر من الوطن ونساعد المستعمر الأجنبي على تنفيذ خطته ونعضي على أصابع الندم حيث لا ينفع الندم السودان فقد الكبير وفقد الحكمة والحنكة والدراية لا لا لا للحرب نعم للسلام الذي حيفظ السودان موحدا ويحقن دماء أبناء الوطن الواحد الدين لله والوطن يسع الجميع والسودان وحق المواطنة هو الذي يوحدنا كما قال الزعيم الراحل جون قرنق الذي يجمعنا هو السودان والمواطنة ويجب أن يوضع دستور السودان الدائم على هذا الأساس المتين نسأل الله أن يمن على الوطن الحبيب بالامن والأمان والاستقرار.