
بقلم /نصر الدين السقاري
(1)
وتمضي الايام ويزداد الحال سوءا ويضيق الاوباش على المواطن بالحصار المحكم، ومهاجمة الأهالي ليل نهار، لإجبارهم لترك بيوتهم، ليسكنوها مع أسرهم ويطردوا ساكنيها فيهيمون على وجوههم هربا من الضرب والتجويع والقهر والاذلال فاستغل من تمكن منهم على الهرب ظهور الدواب وعربات الكارو إلى القرى المجاورة والتي لم تكن احسن حالا من ابوسقرة خصوصا قرى الدنيقيلة وسمتبار وحلة دفع الله. (2)
وتمضي الايام ثقيلة وتزداد وتيرة الخوف والتوجس والترقب، وتتواتر الأخبار بتحرك جيوش سنار المتمركزة بمنطقة ام دلكة متجهة إلى مصنع سكر سنار بغية تحريره ودك حصون المتمردين فيه، بجحافل تسد الأفق ورجال يعانق حماسهم عنان السماء وكلهم عزيمة وإصرار وشعار هم اما حياة تسر الصديق وأما ممات يغيظ العدا، (اما النصر وأما الشهادة)، ليحس العدو الغاشم بتحركات الجيش ويضع الألغام وينصب الفخاخ والكمائن التي تعامل معها الجيش باحترافية عالية وتكتيك غاية في الدقة، ليباغت الميليشيا الغاشمة فجرا، من ثلاثة اتجاهات، ليلقنهم أقوى الدروس في فن الحروب والتكتيك والتكنيك الحربي، الذي لم يسمعوا به ولم يشاهدوه طيلة فترة تمردهم،،
(3)
وفي ملحمة حامية الوطيس تجلت فيها عظمة من يقاتل من أجل الحق ومن يندفع لأجل النهب والسلب و(الشفشفة )، فجاءهم الموت من كل جانب وتكبدوا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد فماتوا (موت الضأن) ولم ينجحوا من غضب الرجال الا القليل منهم مختلفين وراءهم جثث قتلاهم وعرباتهم وعتادهم، وولوا الادبار هاربين لقرى غرب الخزان فلحق بهم صقور الجو وعينك ماتشوف الا النور،، فتحرر مصنع سكر سنار وعاد لاحتضان الوطن فاحتسبت قواتنا المسلحة عددا من أبطالها بعد أن سطروا في سجل التاريخ بدماءهم الزكية أروع الملاحم نحسبهم في عالي الجنان مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا،
(4)
وبعد ارتكاز الجيش بعد تحرير المصنع (سكر سنار) فاحس العدو المتواجد في مدينة ود الحداد الخطر المحدق بهم فلاذ من نجا منهم صوب الحاج عبدالله وابوسقرة والقرى المجاورة فكانت ضربات صقور الجو التي تلاحقهم أينما هربوا و(عردوا) (لهم بالمرصاد) فتحررت ود الحداد أيضا، و(دخلت الفضل) بعد تكبد العدو فيها خسائر لا تحصى ولا تعد في الأرواح والعتاد والمركبات، ليبدأ فصل جديد من فصول التحرر والانعتاق ويواصل الجيش مده الذي لا يتحسر ويفرض سيطرته على قرى فارس ومزيقيلا في طريقه للحاج عبدالله وابوسقرة وكل القرى المجاورة التي اسبشرت خيرا بتحرير ود الحداد وفارس ومزيقيلة موزا هم ويقينهم (أن بعد العسر يسرا) سنعود لاحقا إذا كان بالعمر بقية،،فقط تابعونا
وصلى الله على الحبيب المصطفى