مقالات الرأي

(سلة غذاء العالم)…مطلوبات عملية لتطبيق الشعار

الطيب الصاوي المحامي يكتب ل"5Ws-service"

 

بقلم/ الطيب الصاوي المحامي

اجترار الماضي ووقوفنا على الحاضر وتطلعنا إلى المستقبل يجب أن يكون مادة للبحث الجاد والدراسة الدقيقة لان الماضي يعني مخزون من التجربة والمعرفة والارث الحضاري والعلمي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي الذي أصبح من تاريخ يدوّن في أمهات الكتب ويوضع في اضابير المكتبات بدون الرجوع اليه والاستفادة منه نحن نعيش على إرث أجدادنا وما تركوه بدون ان نطوره ونستفيد منه في حاضرنا ونستشرف به مستقبلنا منذ نعومة الأظافر يطرق اسماعنا ( أن السودان سلة غذاء العالم ) وذلك استنادا الي ما حبانا به الله من موارد ضخمة من أرض خصبة وبكر من موارد مياه عذبة ومتنوعة من انهار وبحار ومياه جوفية وأمطار وكذلك من تنوع مناخي يساعد على تعدد مواسم الإنتاج وتنوع المحاصيل من حقليه وبستانية وغابية ومن موارد بشرية هذه أسس وجدناها هل استفدنا منها وطورناها حتى نصبح سلة غذاء للعالم حيث يبدأ التطوير من جلب مدخلات الإنتاج من آليات ومعدات وبذور محسنة ومبيدات واسمدة ووقود وبنية التحتية مناسبة وكذلك التوعية الزراعية والارشاد وكذلك تطوير وسائل الرقابة حتى نحاصر دائرة الفساد التي تجلب اسمدة ومبيدات فاسدة وبذور منتهية الصلاحية.. لقد وجدنا أجدادنا واهلنا يزرعون مساحات محددة من مرحلة “الجبراكة” وصولا إلى البلاد أو الحواشة، وتطور الوضع إلى المشاريع الزراعية وكان إنتاج الفدان من المطري او المروي محدود هل استطعنا تطوير وتحسين إنتاجية الفدان بما ذكرنا من معينات يمكن أن تطور الإنتاج وهل هنالك دور ملموس لخريجينا من كليات الزراعية التي تنتشر في كل أنحاء السودان ولضعف الوعي بأهمية الزراعة والتخصص زمان كل طالب يتم استيعابه في كلية الزراعة يعمل جاهدا لتغير المجال إلى كليه أخرى حتى لو بالاعادة سنة كاملة وذلك لنظرت المجتمع للمهندس الزراعي يتم السؤال أين تدرس عندما يكون الرد كلية الزراعة يقول ليك الزراعة عايزة دراسة لا يعلمون أن الزراعة فن لا يتقنه الا المتخصصين وأصحاب الخبرات المتركمة الزراعة أصبحت فن لا يعتمد على المساحة بقدر ما يعتمد على تحسين إنتاجية الفدان نحن نمتلك الأراضي الشاسعة والخصبة ونمتلك الأيدي العاملة المدربة والرخيصة وموارد المياه المتنوعة والمناخ المتنوع ولكن من حيث تحسين الإنتاج والاستفادة من الخبرات السابقة والعودة إلى البحوث العلمية عن الزراعة مكانك سر اولا اهتمام الحكومات بمدخلات الإنتاج وتوفيرها في الوقت المناسب ضعيف جدا وقد يكون في بعض الأوقات معدوماً وكذلك تخلف البنية التحتية التي تربط مناطق الإنتاج بمناطق توفر مدخلات الإنتاج وكذلك مناطق التسويق والاستهلاك والتصدير لذلك ظلت مساهمة القطاع الزراعي في الناتج القومي ودفع عجلة الاقتصاد الوطني ضعيف جدا مقارنة بالامكانيات المهولة التي يتمتع بها السودان على الرغم من ان للسودان محاصيل نوعية مثل القطن والسمسم والفول السوداني ( الذي يطلق عليه في بعض الدول العربية فول العبيد العنصرية لم يسلم منها حتى الفول السوداني ) والصمغ السوداني لاهميته والذي ينتج منه السودان ٨٥ % من الإنتاج العالمي لم يرتبط اسمه ببلد المنشأ السودان ارتبط بالعرب يطلق عليه ( الصمغ العربي ) ولقد ذكر بعض الخبراء والمختصين أن الصمغ العربي يجب أن يباع بالجرام مثل الذهب لاهميته الكبيرة ودخوله كمادة مثبته في الكثير من الصناعات الغذائية وكذلك الصناعات الدوائية لذلك عندما طبقت أمريكا الحصار الاقتصادي على السودان لم تستثنِ ِمحصولا نقديا غير الصمغ العربي وللاستفادة القصوى من المحاصيل النقدية يجب أن نطور الصناعات التحويلية حتى لا تصدر في شكل خام وحتى نستفيد من القيمة المضافة وللاستفادة من مخلفات الإنتاج الزراعي يجب أن ندخل الزراعة المختلطة بتطوير إنتاج الاعلاف المحسنة التي يستفاد منها في تطوير وزيادة الثروة الحيوانية السودان ينتج كميات كبيرة من الذرة التي يمكن أن تصنع أعلاف مع قيمتها الغذائية الكبيرة يتم تحسين الجودة وكذلك الاستفادة من مخلفات الذرة ( القصب والبتاب ) في إنتاج كميات كبيرة من الاعلاف النوعية بدلا من تركها عرضة للموثرات المناخية وتحسين طرق التخزين بدلا من شغلها لمساحات كبيرة يمكن أن تشغل حيز ضيق جدا بعد تحويلها لاعلاف مصنعة بالاعتماد على الزراعة فقط وتطويرها يمكن أن نكون في مصاف الدول المتقدمة اقتصاديا وكذلك الاهتمام بالقطاع البستاني والغابي أيضا يتميز إنتاج السودان بالجودة والقبول في الأسواق العالمية لكنه طبيعي عضوي ولكن تنقصنا طريقة العرض من تغليف وغيره وكذلك ضعف الإعلام فإذا اتجهنا إلى الزراعة وتطويرها كما وكيفا يمكن أن نطلق على السودان سلة غذاء العالم وحتى التقيكم في مورد اخر من موارد السودان يستحق التطوير اترككم في رعاية الله وحفظه.

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى