بقلم / الطيب الصاوي الطيب الجبلابي
(محامي- وباحث في التراث الشعبي)
شاعر الدوبيت “العليش واقع نار” عليه رحمة الله وهو من أبناء قرية بيضا جنوب غرب الدندر في رباعية له قال ( اسمك سك ونون وسك معاهن سيك دعجات بسمه سابل ديسك الكاسيك دقس عيناك نفسك دعاش ومسيك قدمك سك يا الهسكة المشيك سكسيك ) قمة الإبداع والبلاغة والكناية اسمك سك ونون رمزية جميلة وسك معاهن سيك ( سكينة ) دعاجات بسمة غالبا ما نستخدم الدعج للعيون الواسعة ونقول عن البسمة انها بسمة عريضة استعار الدعج من العيون إلى البسمة الواسعة او العريضة ( الدعج هي العين شديدة السواد مع الاتساع ) والغناي قال ( دعجاء ومن فوق مقعد نونا كهارب الميناء ولعت من شعاع في عيونا ) سابل ديسك الكاسيك الديس هو الشعر الأسود الطويل واستعار أيضا كلمة سابل في رمزية جميلة ودائما ما نستخدم كلمة سابل للثوب الطويل الساتر اسبل الثوب اذا نزل إلى اسفل وهنا استعاره للشعر الطويل والغناي قال ديسك خلقة ربنا ما سرحوا بدهان وكذلك الغناي قال ( الليلة الصعيد هرس الجبال بي صبيبو العين لاجه والقلب طاري حبيبو يا رب يا كريم تقبل دعاي وتجيبو تبقى العودة للمربوع بقودو سبيبو ) والسبيب هو الشعر الطويل الناعم والشاعر ( قال الوجه مثل الصبح مبيض والشعر مثل الليل مسود ضدان لما اجتمعا حسنا والضد قد يظهر حسنه الضد ) والشاعر أحمد شوقي قال ( ودخلت في ليلين فرعك والدجى ولثمت كالصبح المنور فاك ) وكذلك استعار الكساء من الثوب وشبه طول الشعر وتغطيته لظهر المحبوبة بالكساء في جامع السبل والستر في كلن من الثوب والشعر قال دقس عيناك يعني العيون الفاترة المدنفه والشاعر قال ( وكأن وسنى اذا نظرت او مدنف لم يفق بعد بفتور عين ما بها رمد وبها تداوى الأعين الرمد ) وهي العيون الناعسة ( نفسك دعاش ومسيك ) نفسها يفوح كرائحة الدعاش المار على قطية النال الجديد وخام معه ريحة المحريب والريحان وأم دشيشه( ام كمبش ) وأم بنه هذا دعاش يعالج من الكوفارة والخنشليله ومع الدعاش اضاف مسيك ( مصغر المسك ) وعندما صغرها انعطنت في الجمال واصبحت نفاذة وانا قلت عن الدعاش جمالا حقيقي والجمال ما زيف والجمال ده طبيعي عند بنات الريف الريلة جات تتنى الشعر عليف الجمال جننا يا ربي اعمل كيف النفس البارد ريحة دعاش في خريف ده المجنن عاشقك زاد فؤادي نزيف ( قدمك سك يا الهسكة المشيك سكسيك ) القدم الواحل كناية عن ثقل الارداف والشاعر قال كأن مشيتها من بيتها لبيت جارتها مر السحاب لا ريث ولا عجل والشاعر أيضا قال تمشي الهوين كما يمشي الوجي الوحل والقدم الساك هو الواحل وقال عمر ابن كلثوم في معلقته ومأكمة يضيق الباب عنها وكشحا قد جننت به جنونا وساريتي بلنط او رخام يرن خشاش حليهمو رنينا وانا قلت الزول الشفتو بالصريف شغل قلبي وزاد النزيف يا حليلو الزهر الفتح في الخريف جمالك عادي بلا تكليف الشعر المسدل هضليما وريف القدم الواحل من تقل الرديف خطوة وتتاتي يا الساكن الجريف الزول الشفتو بالصريف والغناي قال اخدر ليهو ضل فوقو المحاسن شرن افلج فاطرو زي برق السواري الكرن يتقسم مقاطع في المشي ويتحرن زي فرخ القطا الاماتو ركن وفرن ) رحم الله اخونا العليش واقع نار رحمة واسعة واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة