مقالات الرأي

سياسة “شق الحلاقيم”..ساسة باعو لنا الكلام

فضفضة|| عبد السلام القراي

في السودان الوطن المأزوم درج الساسة على إغراق السودانيين بالخُطب الرنانة عبر (شق الحلاقيم) بمناسبة او غير مناسبة، لقد أدمن السادة المسؤولين في الحكومات المتعاقبة على “شق” حلاقيمهم عبر الخطب المُعدة سلفا او إرتجالا ..وكما يقال العبرة دائما بالخواتيم ..ماذا كسب الشعب السوداني الموجوع وصابر من سياسة “شق” الحلاقيم؟
في عهد مايو ( تفنن ) السيد جعفر نميري له الرحمة في إلقاء الخُطب مع انه كان في البداية ( يتعتع ) في القراءة لكنه فيما بعد اصبح ( لبلب ) اي خطيبا مفوها لدرجة انه سن لقاءا شهريا سُمِي ( لقاء المكاسفة )
على نفس المنوال سار زملائه ( سدنة مايو ) في تقليده من خلال الخُطب في الفعاليات الجماهيرية
للاسف أُهدِرت موارد البلاد إنذاك في تنظيم اللقاءات الجماهيرية للسيد نميري وأعضاء حكومته وتلك اللقاءات مصحوبة بالأناشيد ( الحمراء ) اولها
نقول نعم والف نعم ليك يا القائد الملهم..
السؤال ماذا قدّم القائد الملهم جعفر نميري للسودان فرحل له الرحمة وترك السودان مخنوق بالأزمات تحديدا الإقتصادية
وبعدها شبع الشعب السوداني الموجوع وصابر من خطابات التنظير للسيد الصادق المهدي له الرحمة وأيضا رحل السيد الصادق وترك السودان في فوضى عارمة لدرجة ان قوات الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق إقتربت من الأجزاء الشمالية للبلاد
ويستمر مسلسل الخُطب الرنانة في عهد حكومة السيد البشير فهو ايضا ( بتع ) في إخراج الخطب التي كانت مصحوبة بفواصل من الرقص
للاسف بعضها اي الخطب نجح في “دغدغة” مشاعر الغلابة في السودان لكن صدمة الأغلبية الصامتة كانت كبيرة بإعتبار ان هذه الخطب لم تبارح الأمكنة التي أُلقيت فيها لتظل البلاد على حالها ازمات ونكبات وحروب وفساد ٠٠٠اما “القحاتة” كان  حمدوك يكرر عبارة ( سنعبر ) كثيرا
وبقية زملائه خموا الشباب الثائر بالشعارات الثورية ( الثورة مستمرة )
وذهبت “قحت” وبقي الحال على هو عليه لا حرية ولا سلام ولا عدالة والأهم ان “القحاتة” كرسوا جهودهم للإنتقام من خصومهم “الكيزان” التقليد اي نسوا الغلابة في السودان
وحتى  قادة المؤسسة العسكرية الذين يكن لهم الشعب السوداني كل محبة وتقدير لم يُقصِر هؤلاء القادة في إتحاف الشعب بالخطب القوية لكن ما زال الحكم عليها سابق لأوانه بإعتبار أن الشعب السوداني في إنتظار النتائج على أحرّ من الجمر
هذه هي ( سياسة شق الحلاقيم ) يا تُبع فهل وضعتم في حسبانكم ما هي نتائجها بالتاكيد لا لأنكم ألغيتم عقولكم
أف لكم وتبا لكل الساسة الذين ساهموا في الدمار الشامل الذي اصاب كل مفاصل الدولة السودانية
فضفضة حارة ٠٠٠
ما صرفته الحكومات المتعاقبة وتحديدا حكومتي النميري والبشير ما صرفته من اموال لتنظيم ( لقاءات شق الحلاقيم ) كان كفيلا بحسم ملف الكهرباء ٠٠الجدير بالذكر ان إنقلاب السيد البشير كان تحت شعار ( ثورة الإنقاذ الوطني ) للاسف هذا الشعار القوي لم ينزل لأرض الواقع والدليل على ذلك وفي قطاع الكهرباء ( سد مروي طلع ماسورة) على حد تعبير الغلابة في السودان ٠٠٠٠شهد يوم امس قطوعات متكررة للتيار الكهربائي ( اربع مرات ) والخامسة ما زالت مستمرة حتى كتابة هذه الفضفضة والتبع ( يُطبِلون ) ٠!
ربنا يجازي الذين كانوا السبب في إندلاع الحرب اللعينة من احزاب اليمين واليسار
لك الله يا وطن الغلابة المهمشين المحرومين من ابسط مقومات الحياة والعيش الكريم
دمتم سالمين بصحة وعافية.

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى