أحمد يوسف التاى

سيناريو ضرب العراق، هل يتكرر في إيران

نبض للوطن || أحمد يوسف التاي

بقلم / أحمد يوسف التاي
(1)
الاعتداء الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية الجمعة الماضية، يبدو في مجمله سيناريو محفوظ لكثير من الناس ومخطط له وأهدافه مكشوفة، وحبكته ضعيفة وفطيرة بفعل التكرار ..
الغارة الإسرائيلية على إيران الجمعة هي في الأصل مخطط أمريكي إسرائيلي لاستدراج طهران بالرد الذي ربما سينحرف نحو أهداف مدنية بسبب التشويش ، وذلك لتبرير ضرب برنامج إيران النووي والقضاء عليها كقوة إسلامية صاعدة بعد القضاء على العراق وليبيا كقوتين عسكريتين عربية صاعدتين.
(2)
بذات سيناريو القضاء على القوة العسكرية للعراق وليبيا يتم الآن تكرار السيناريو ، ومثلما تم استدراج العراق لاجتياح الكويت لتبرير ضربها والقضاء على قوتها العسكرية، يتم الآن استدراج إيران وجرها نحو الفخ..وهو فخ لاتستطيع طهران الفكاك منه طالما أن اسرائيل ابتدرت ضرب امنشآتها النووية بكل جرأة و(قوة عين) وفي قلب إيران وقتل (14) عالماً نووياً واغتيال كبار القادة العسكريين من الحرس الثوري والجيش.. وفي هذه الحالة لابد أن يكون الرد الإيراني قاسياً ومؤلماً وهو رد لايخلو من سقوط مدنيين ومن هنا تبدأ الذريعة..
(3)
بعد الرد الإيراني على الاعتداء الاسرائيلي وتحديدا في أحد الأحياء السكنية التي انحرف إليها صاروخ بفعل التشويش وأسقط مدنيين ، سارع نتنياهو إلى المنطة وحرص على مخاطبة المواطنين وأسر الضحايا مركزا حديثة على خطر البرنامج النووي الإيراني وأن الحرب الحالية هي حرب وجود ، مذكرا بما لو أن إيران تمتلك 20 رأسا نوويا فقط، ما الذي كان يمكن أن تفعله في إسرائيل..ومضي ترامب في ذات خط نتنياهو في التحذير من خطر السلاح النووي الإيراني على نحو يبرر القضاء على قوتها العسكرية بذات سيناريو العراق وليبيا مع اختلاف طبيعة واهداف السيناريوهين..
ولتغطية المخطط الأمريكي الإسرائيلي غرد ترامب طويلا متحدث عن مساعيه وتحركاته السرية للتوصل إلى سلام ينهي الحرب بين إيران وإسرائيل.. وهو أمر مفهوم بأن ترامب سيمسك كل الخيوط بيده إن رأى أن إسرائيل تغلبت وانجزت مهمة تدمير القوة النووية الإيرانية فذلك ما كانا يبغيان، وإلا فإنه سيمسك بلجام الصلح حتى لحفظ ماء اسرائيل وإنقاذها من الورطة التي دخلت فيها.
(4)
في تقديري وبناء على كثير من المعطيات فأن إسرائيل لاتخطو خطو دون مشورة ومباركة أمريكية لذلك يظل الاعتداء على إيران هو عمل مشترك بين أمريكا وإسرائيل ومخطط له وهدفه الأبرز هو القضاء على القوة النووية الإيرانية عن طريق رسم سيناريو مشابه للذي حدث للعراق تماما وليبيا الى حد ما..
(5)
في رأي يظل المخرج الوحيد هو وقوف العالمين العربي والإسلامي مع إيران مع الاستمرار في رفض هذا الاعتداء غير المبرر وذلك بالتأكيد على أنه لا إسرائيل ولا أمريكا تمثلين الشرعية الدولية عند اتخاذ مثل هذه القرارات الخطيرة، فهل أصبحت إسرائيل شرطي العالم وعلى عاتقه يقع تأديب الدول المخالفة للقوانين؟ الحق أنه لا إسرائيل ولا أمريكا لهما الحق في ضرب الدول بحجة أنها تسعى لامتلاك برناج نووي أو سلاح كيماوي كما حدث للعراق وليبيا ، فذلك هو التعدي السافر الذي يختزل المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن في أمريكا وإسرائيل..اللهم هذا قسمي فيما املك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى