
بقلم /جعفر عباس
(كاتب صحفي سوداني مقيم بالدوحة)
أتناول اليوم واقعتين سبق لي نقل تفاصيلهما عن صحيفة عكاظ السعودية:
رجل في الـ34 دخل قسم طوارئ أحد مستشفيات المنطقة الغربية في السعودية، وعلى وجهه وكفيه بقع دم، وهو يئن فسأله الطبيب عن الكيفية التي أصيب بها بالجروح والقروح، ورد الرجل على السؤال بسؤال: وش رأيك اطلقها يا دكتور؟ فسأله الطبيب عن تلك التي تستحق الطلاق فأجاب بأنه يتحدث عن زوجته وأنها من أصابته بكل تلك الجروح والكدمات..
ثم واصل الرجل على مسمع من العشرات في قسم الطوارئ: تدري يا دكتور سبب المشكلة؟ صحيتها لصلاة الفجر، ولكنها واصلت النوم فحاولت إيقاظها مجددا، فنزلت من السرير وأتت بعصا خيزران وانهالت عليَّ ضربا. ما في رحمة بقلبها.. العصا وين ما تجي، تجي.. على الرأس والوجه والظهر والبطن والساق.. ربنا على المفترية!! قال له الدكتور: وطي صوتك يا أستاذ! ولكن الأستاذ واصل روايته: تصدق أنها أحيانا تضربني بالجزمة. وعادي جدا تمنعني أجلس معها وعيالي الأربعة على مائدة الطعام. ولو كنت ذلك الطبيب لأتيت بحقنة بنج وطعنته بها في لسانه لأضمن سكوته شهرا كاملا على الأقل، ولو أدت جرعة البنج القوية الى سكوته نهائيا وكومبليتلي لكان في ذلك راحة له وراحة لجنس الرجال!
عادي جدا تضربك بالجزمة وتمنعك من الأكل معها وعيالك؟ وعندك منها 4 عيال؟ تأخذ بالجزمة على رأسك ويقدمون لك الطعام كما الكلاب في صحن منفصل ولديها عصا خيزران مصنوعة خصيصا لك وصبرت عليها وأنجبت منها 4 عيال؟ لحظة: ربما هي التي صبرت عليك. شخص ينضرب بالجزمة والخيزران بانتظام لابد ان يكون من الصنف الذي «يستأهل». ومن يسكت عن العنف المنزلي المفرط المنتظم رجلا كان أو امرأة، لا يعرف معنى الكرامة، ورجل يشتكي للطبيب من أنه يعاني من العقاب البدني والإذلال على يد زوجته، لا يستحق ان يكون زوجا أو أباً. (لا أظن ان قرقورات السودان بهذه الدرجة من الوحشية)
وحكاية منقولة عن عدد قديم من صحيفة الرياض السعودية شهدتها أبها في أمارة عسير: تحدد موعد الزواج بعد كتب الكتاب، وكان العريس قد قام بتجهيز منزله المستأجر، وتزويده بالأثاث “من طقطق لسلامو عليكم”، ثم قام باختيار قصر الأفراح، ولكن العروس رأت أنه ليس “قد المقام”، فانصاع لرغبتها واستأجر قصرا آخر في مدينة أبها، ولكن العروس فاجأته: حيلك! ما في شي اسمه البيت جاهز.. لازم أنا بنفسي أتفقد محتوياته وأطمئن على صلاحيتها. وهكذا تم اصطحابها الى بيت الزوجية المرتقب وأحس العريس بالراحة لأنه قرأ في وجهها علامات الاستحسان، بل قالت له باسمة: ذوقك في اختيار الأثاث ممتاز، وكل شيء كما أتمناه.. بس سؤال: هل اشتريت تلفزيون ودش ورسيفر؟ ابتسم العريس ابتسامة الواثق وقال لها: نعم يا ست البنات.. التلفزيون وملحقاته في المخزن وسيقوم الفني بالتوصيلات اللازمة قبل حفل الزفاف.. ألقت العروس نظرة على التلفزيون وظهر الامتعاض على وجهها وتساءلت عن نوع الدش والقنوات التي يلتقطها فتلا عليها قائمة الأقمار الصناعية والقنوات الفضائية التي يستطيع تلفزيون بيت الزوجية التقاطها ولكنها قاطعته: ما يصير.. أولا لابد من تغيير جهاز التلفزيون نفسه، وبلاش الباقات الفضائية التي اخترتها!! يا بنت الناس لقد دفعت سلفا البطاقات الخاصة بتلك القنوات لأنني أحب قنوات أوربيت وشوتايم!! قالت: أوووف .. لازم تلغي بطاقاتك وتشتري بطاقات جديدة! رفض العريس هذا الطلب قطعيا حتى لو وصل الأمر إلى تأجيل الزواج.. هنا قالت العروس: أي تأجيل وأي بطيخ؟ ما لم يتم تغيير التلفزيون وشراء بطاقات عربسات ونايل سات لا حل سوى الفراق الذي هو الطلاق! ولم يتردد العريس وصوب نحوها ثلاث ”طلقات”، ولكن زميلا له في العمل قال له: عندي أخت في سن الزواج، وبعد النظرة الشرعية بينكما لك ان تقرر ما إذا كنت ترغب في الزواج بها في نفس المكان والزمان المخصصين للزيجة التي طارت بسبب الدش!! باختصار: تم عقد القران ووزع العريس رقاع الدعوة في نفس الموعد مع تغيير اسم والد الزوجة.

