
بقلم/ عادل عسوم
طوال الشهر الماضي وبعض أيام هذا الشهر آليت على نفسي -اعادة- قراءة مجلدات كتاب البروف عبدالله الطيب رحمه الله، كتابه الفخم (المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها)، عدد مجلدات الكتاب خمس.
لعمري إن هذا الكتاب غير مسبوق في المكتبة العربية، لقد كتب مقدمته وزير المعارف المصري الدكتور طه حسين رحمه الله، وهو عميد الأدب العربي حينها ولم يزل!، وكما أبان الدكتور طه حسين فقد كان كاتب الكتاب متواضعا إلى درجة العزوف عن الرغبة في طباعة الكتاب! وقيل بأن الذي ألح عليه للذهاب إلى الدكتور طه حسين للتقدمة زوجه جيرازيلدا الطيب رحمها الله،
إنه التواضع الجِبِلّة الذي مافتئ يسم علماءنا في هذا السودان، والتواضع إن لم يكن لله لايودي إلى رفعة…
لقد سبق لي أن قرأت كتاب الدكتور طه حسين (في الأدب الجاهلي)، وهو الذي قيل بأنه السبب الرئيس في حصوله على عمادة الأدب العربي، أدعو كل مهتم بهذا الضرب من المعرفة أن يقرأ الكتابين ليحكم ويرجح!
ثم لماذا جعل وشاح عمادة العربي واحدا أحدا لاشريك له؟!، ولماذا حكم البعض على أرحام النساء بأن لن يلدن عميدا من بعد طه حسين؟!
أين الدكتور الصديق عمر الصديق الأستاذ بجامعة الخرطوم والعميد لمعهد البروفيسور عبد الله الطيب للغة العربية؟!
أين البروف الحبر يوسف نور الدايم؟!
أين الشيخ الدكتور عصام البشير؟!
أين المهتمون بالأدب العربي واللغة العربية في هذا السودان؟!
لان لم يجد البروف عبدالله الطيب النصفة خلال حياته؛ قمن بنا أن نسعى إلى ذلك بعد مماته، فالرجل يستحق ذلك وأكثر، لقد كان موسوعيا في معارفه وحراكه، كان مديراً لعدد من الجامعات في السودان وخارجه جعل للأدب العربي واللغة العربية فيها موطئ قدم وشجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء…
وقد حصل على جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب عام 2000
وهو الذي ألف -بجانب كتابه المرجع (المرشد)- عشرات الكتب، يضاف إليها عددا من الدواوين شعرية والقصائد ومن ذلك:
– أصداء النيل
– اللواء الظافر
– سقط الزند الجديد
– أغاني الأصيل
– أربع دمعات على رحاب السادات
– بانات رامة
– برق المدد بعدد وبلا عدد
ومن المسريحيات الشعرية:
• زواج السمر.
• الغرام المكنون.
• قيام الساعة.
• مشروع السدرة.
• نكبة البرامكة.
وظهرت له مؤلفات لم تر النور بعد!
ياترى من له سيرة باذخة كهذه لينافسه على عمادة الأدب العربي؟!
اللهم أرحم عبدك عبدالله الطيب الذي تعلم جهده في تفسير كتابك الخاتم، اللهم ارفع له ذكره عندك في الملئ الأعلى، فإنه لم يجد النصفة فينا وبيننا. اللهم افتح له في مرقده بابا من الجنة لايسد.
adilassoom@gmail.com