مقالات الرأي

عدنا من الحرب كما كنا، وعاد الربا يغزو الأسواق بوحشية

مع الحق || غادة المنصور العجب

بقلم/ غادة المنصور العجب

يقول المولى عزّ وجلّ في محكم التنزيل : (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) صدق الله العظيم..
آية في كتاب الله العظيم وهو اصدق القائلين…”ومن أصدق من الله حديثاً”، “ومن أصدق من الله قيلاً”.. جاءت الآية أعلاه  واضحة البيان وظاهرة الدلالات والمعاني إلا أننا نجهل كثيرا من تصرفتنا عناداً واستكباراً أو غفلةً من غير قصد أو جهلا وهذا الأخير هو الخطير…

اتذكر الآية أعلاه عندما اسمع ويتناهى إلى علمي أن المعاملات الربوية عادت لأسواقنا بوحشية وبنهم شديد واخشى ان يأخذنا الله بعذاب من عنده ويأذن بحرب المرابين ويعمنا العقاب الذي لا يستثني الذين ظلموا خاصة..(واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة)..

آيات كثيرة وأحاديث نبوية شريفة متعددة وردت في تحسين السلوك وتهذيب الذات ومكارم الأخلاق وحسن العشرة والتعامل مع بني البشر بالصورة التي تعكس خلق المسلم والذي يجب أن يكون مخالفا لخلق جميع المخلوقات الأخرى لأن المسلم يقتدي بخلق النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان خلقه القرآن وبعث متمما لمكارم الأخلاق وقال الله تعالى مخاطبا له وإنك لعلى خلق عظيم…

ما قادني لكل هذه المقدمة الطويلة نوعا ما أننا وبعد كل الذي أصابنا لم نتعظ ولم نراجع نهجنا وسلوكنا الذي كان سببا في دمارنا ووصولنا لما نحن فيه الآن
عدنا أكثر جشعا وطمعا ونفاقا ورئاءا وبعدا عن الدين..!!.
نعم عدنا وكأننا لم ندفع ثمن أمننا وإستقرارنا إهانة وذلة وتشريدا وجوعا ومرضا وهلاكا ودمارا وفقدا للارواح والممتلكات واستباحة للعروض وفقدانا لكل ما نملك
عدنا ولم نتعظ… عدنا ولم نغير ما بأنفسنا من سلبيات وسلوكيات وتصرفات غير حميدة فكيف يغير الله ما بنا

عدنا وبدلا من أن نكون أكثر صدقا وقوة وتماسكا ومحبة من أجل إعادة البناء والتعمير والتنمية عدنا أكثر جشعا وأعلى كذبا ونفاقا وأوسع حقدا وإزدادت فينا روح الحقد والكراهية والبغضاء والمكر السيء الذي لا يحق إلا بأهله

لا زالت تنتشر فينا وبصورة مزعجة ظاهرة القيل والقال والكيل والوزن بمعايير غير متساوية
التربص التجسس و(الحفر) وسياسة ما يطبخ من تحت الطاولة عادت جميعها وبصورة أقوى وأكثر شراسة مما كانت
عدنا نتدثر بثوب النفاق وندعي النزاهة… تجدنا متزملين بسياسة الكذب والغش ونصف أنفسنا بغيرهما.
لماذا كل هذا يا هؤلاء الم تتعظوا مما حصل وماسيحصل إذا مضينا بذات النهج
إلى متي نسير على هذا المنوال الذي كان سببا في دمارنا..

لماذا لا نراجع أنفسنا ونتمسك بنهج القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ونلقى الله بقلوب سليمة
لا زلنا نصنع الدسائس ونضمر الأحقاد ونخطط لدمار غيرنا ونعمل في الظلام من أجل إلحاق الأذى بالآخرين….. تركنا خطط التنمية وإعادة التعمير لما دمرته الحرب وعملنا من أجل مصالحنا الضيقة نريد أن نقفذ إلى القمة لتحقيق الأطماع الذاتية وندعي الوطنية ونحن أبعد الناس عنها.
لست بواعظة ولا أدعي الكمال الكمال لله وحده لكنني أكتب عن الواقع وما قرأته بين سطور الأوضاع التي نعيشها.
كيف ننتصر ونحن بكل هذه السلبيات
مؤسسات تعليمة منهارة تماما بسبب الإهمال والدمار الذي أصابها ومثلها صحية آئلة للسقوط… وآبار مياه نسج العنكبوت فيها بيتا ووجد فيها بيض الطيور… وفقر وجوع وعوز ومرض كلها تنتظر من يأخذ بيدها فهيهات!!!
يا أهل بلادي ويا بني وطني تعالوا لكلمة سواء بيننا أن نترك كل هذا الرياء والنفاق وأن نصلح ذاتنا ودواخلنا ونغير ما بأنفسنا حتى يغير الله ما بنا…

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى