مقالات الرأي

على خطى مبارك الفاضل

5Ws-service

بقلم/عصام محمد احمد (الساحر)

الافلات من العقاب…والحصانات القبلية..والايدلوجية..اسباب مباشرة لنقصان ڤايتمين الانتماء والوطنية..وحب الارض..
في اغسطس 1998..تلقت بلادنا ضربة موجعة من صاروخ امريكي عابر ..دمر مصنع الشفاء للصناعات الدوائية… صرح من اضخم صروحنا الاقتصادية الخدمية….وقتذاك..نتيجة لخبر كاذب مفبرك افاد ان المصنع بدا في صناعة اسلحة كيمائية..وللاسف لم يكن مصدر الخبر استخباراتيا ولا عسكريا ..ولكنه جاء على لسان مبارك الفاضل..احد قادة المعارضة السودانية…الذي اسقطت عنه تهم الخيانة وتقويض النظام الدستوري مرتين بعد ذلك…(لو كنت مكانه لكنت الآن داخل تنك عربية أو اسطوانة غاز )….ومازال الرجل لم يمل يناطح ويجابد ليتسلق اعلى قمم السلطة في بلادنا المأزوومة…
وعلى نفس الطريق يمشي أحد قادة (قحت)  ..بلا خوف ولا وجل….لانه يعرف حتمية وضرورة وصوله في نهاية النفق الي الضوء الذي في اخره….
السؤال …مالذي يعيد احداثا قديمة اكل عليها الدهر وشرب الي الواجهة مرة اخرى ..ولماذا فصلت كل هذه المسافه الزمنية بين الفعل ورد الفعل…
بكل بساطة لان مستجدات الأحداث في الميدان اصابت اللاعب الاساسي باحباط مبالغ ..وتحول الكفة لصالح جيشنا الذي حرم الامارات من تحقيق احلامها بالسيطره على القرار السيادي في البلد وادارة موارده بالريموت من ابو ظبي…لهذا سارع بن زائد بشراء رد الفعل من ترامب بمليارات الدولارات بشكل مبيعات اسلحة وحوافز شخصية..على شاكلة منح احدى شركاته الخاص الامتياز النهائي لبناء اكبر برج على مستوى العالم بتكلفة مليارية ايضا.ما اثار لغطا كثيفا حول غموض في اجراءات الصفقة التي مرت تحت جسر الكونقرس ودون علمه و اذنه……
اراد بن زايد اصطياد 4 عصافير بحجر واحد بشراءه موقف امريكا باموال الشعب الاماراتي التي يدفعها ببذخ ويصرفها صرف من لا يخشى الفقر ..على اطماعه ومغامراته واحلامه في السيطرة على ثروات بلادنا…..

اولها…افشال اي محاولة للبرهان لخلق توازن في قسمة السلطة بين العسكريين والمدنيين وسد ثغرة الفراغ التنفيذي وذلك عبر تعيين رئيس وزراء مدني..ليثبت للعالم الخارجي ان الجيش لا يريد الاستئثار بالسلطة ولا يرغب فيها اصلا انما ظروف الحرب هي التي تحكم ضرورة تواچده على سدتها..
كل هذه المبررات لن تجدي شئيا اذا جاء كامل ادريس الي الوزارة وفي رقبته سلسلة قيود تفرمل حركته وعقوبات تطاله شخصيا حتى قبل ان يؤدي القسم الدستوري لتولي المنصب….وهو المنوط به كوزير اول وكرجل من رچال منظمات العمل الدولي ان يستخدم علاقاته في رفع العقوبات عن قادة الجيش فيجد نفسه واحد منهم معاقب ..ومحدود الحركة..
ثانيا…
من ضمن خيارات المشروع الاماراتي ….تحييد الجيش وتفكيكه وتبديله بقوات موازية ..وهي مليشياتها حتى تستطيع من خلاله ان تحكم بلادنا حكما مطلقا..ولكنها تفأجأت بقلب الطاوله من قبل الجيش وتسفيه احلامها
وبعد حوالي العامين من بداية حربها قنعت من الحسم العسكري بل اصبحت اكثر قلقا وخشية على مشروعها..وبطبيعة الحال لن تقف وتتفرج عليه وهو ينهار ويتلاشى بعد كل ما انفقته عليه..فتفتقت هذه الفكرة في رأسها وتبلورت حتى اكتمل نموها..وبدأت في تنفيذها قبل ان تتجه طلائع الجيش الي ولايات دارفور بعد ان انتهت تقريبا من تحرير 3 من4 ولايات في كردفان …وقد جربت الجيش السوداني وخبرت مقدراته وعزائمه ..وعرفت انه اذا مشى في دربه فلا شئ سيوقفه..واذا وضع امامه هدفا فانه لا يلتفت حتى يصل الي هدفه ومهما كانت الكلفة فكان لابد من خلق قضية تهز موقفه الحالي و تتناسل مع توجهات بن زايد لخفض الروح المعنويه والقتاليه للجيش .حتى لا يصل الي دارفور فيسقط وينهار بالتالي كل المشروع الاماراتي نهائيا في بلادنا…
ثالثا…….
لما انهى صدام حسين حربه مع ايران ليتفرغ للحرب الحقيقيه ضد الكيان الصهيوني اكثر ما اخاف الامريكان ان الجيش العراقي اصبح قوة لا ينبغي الاستهانة بها…فالخبرة العملية التي اكتسبتها جراء حربه مع ايران وانواع الاسلحه وتشكيلاته كانت كفيله لتدفع بالهواجس والظنون ربما لاختلال حدث في توازن القوى بين الجيوش العربية وبين الجيش الاسرائلي فكان لابد من تدمير قوته وتحجيم امكانياته التسليحيه….فخلقت امريكا قضية انتاج وتصنيع العراق لاسلحة كيمائيه لتنفيذ مؤامرتها وافتعلت ازمة الكويت وسارعت باجتياح العراق…ونفذت اهدافها….فلو كان هذا هدفها الاستراتيجي من بناء رواية غبيه هكذا هنا وضد جيشنا فلابد ان خللا اصاب عقل المفكرين فيها..لاسباب لا اذكر من بينها ان الكلفة ستكون مرتفعة جدا لان الشعب كله جيش والشعب المسلح غير قابل للهزيمه..ولكني فقط احاول ان انشط ذواكر الامريكان انهم اتهمو العراق بتصنيعها لهذه الاسلحه اما في تبريرها لهذه العقوبات فلم يأت ذكر التصنيع وهذا يعني ان جيشنا اشتراها من دولة اخرى وفي تقديري ان من تملك امكانية تزويد الجيش بهذا النوع من الاسلحه لا يخرج من 3 دول روسيا او الصين او كوريا الشماليه…ترى هل تسطيع امريكا ان تحاسب او تحاكم ايا من هذه الدول التي باعتنا اسلحة محرمه دوليا بينما تمد مليشيا مجرمه متمرده خارجه عن الدوله باحدث الاسلحة التي تستخدمها في الفتك بالمدنيين وتمارس عن طريقها الابادات الجماعيه….

رابعا واخيرا…
تعزيز الشراكه الملياريه بين امريكا والامارات استمرارا لنهج الابتزاز الذي اصبح طريقة جديده مستحدثه لترامب للاستثمار في اموال الشعب الاماراتي المغلوب على امره…..
……….
ولكن الله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون..

هذا والحمد لله رب العالمين ….

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى