
بقلم/ نصرالدين السقاري
“1”
مهما ادلهمت الخطوب لابد للفرج أن يأتي (فإن مع العسر يسرا) ومهما طال ليل العذاب والخوف والهلع والتوجه والترقب،، لا بد للفجر أن ينبلج،، ومهما جدبت الأرض وأصابها الجفاف والمحل سينهمر مطر الخير يبشر بخريف الخضرة والنضار (فتحيا به الأرض بعد موتها) ومهما بعدت المسافات واضنانا السفر لابد من الوصول إلى المقصد ونعانق الاهل والاحباب ونسجد لله حمدا وشكرا لسلامة الوصول،
“2”
انه اليوم الذي انتظرناه طويلا. انه يوم التحرر والانعتاق وذهاب الكابوس الذي جثم على صدورنا وكتم أنفسنا وشل حركتنا،، واصابنا باليأس والقنوط، انه اليوم الذي سجله التأريخ بأحرف من الماس، يوم دخل فتية ابوسقرة الأوفياء البررة فجر اليوم الاغر وفي ملحمة بطولية يفخر بها التاريخ، لقنوا فيها البغاة الظالمين المعتدين دروسا في فنون الثبات والركزة والتكتيك الحربي المحكم ووضعوا العدو في كماشة يستحيل الخروج منها،، فأبادو كل الاارتكازات التي اعترضت طريقهم من الميليشيا وفي صدورهم غضب على من انتهكوا تراب قريتهم وعاثوا فيها فسادا ونكلوا بهم شر تنكيل فكان ردهم قاسيا وضربهم موجها فلم يذروا منهم باقيه
“3”
أبطال ابوسقرة بالقوات المسلحة والأمن والمخابرات والمستنفرين وأفراد المقاومة الشعبية دخلوا رجالة وحمرة عين (دخلوها وصقيرا حام)
فكسحوا ومسح ا وكدبوا(كديب) بمعنى إعادة النظافة فلم ينجو من غضبتهم متمرد واحد ولحقوهم(بقر الحسنات) بضم الحاء (وامات طه) فتعانق الابطال وانهمرت دموع الرجال فرحا واختلطت بزغاريد نساء وعذاري عار الحي وتكبير وتهليل الأوفياء من الشباب والشيوخ والأطفال فنحروا الذبائح حمدا وشكرا لله على ذلك النصر المؤذر، فعمت الأفراح كل الربوع وتحررت مع ابوسقرة والحاج عبدالله كل القرى التي تجاورها لتنجلي أحلك ظلمة، وتنام ابوسقرة وما جاورها من القرى نوم قرير العين هانيها في طمأنينة وسكينة، وأمن وأمان،، لتواصل مسيرة تحرير كل قرى جنوب الجزيرة حتى عاصمة الولاية ود مدني لتودع الجزيرة الحانية الحبيبة ليالي الظلمات والظلم والقهر والاذلال لتعانق الأفراح عنان السماء
وهكذا ذهب الاوباش إلى جهنم داخرين،، وتركوا وراءهم الخراب والدمار الذي عم كل المرافق والبنى التحتية من مرافق صحية وتعليمية ودور الشرطة وبنايات المحاكم ومصنع الغزل والنسيج ومحال الأقطان والمستشفيات،، قاتلهم الله انا يؤفكون،
وصلى الله على الحبيب المصطفى