“عِيَّن الخريف” وحركة النجوم ومواقيت نزول الأمطار 

بقلم/ مولانا حسين الفكي

( قاضي المحكمة العليا سابقا- مقيم بدولة الإمارات).

وبما أن فصل الخريف علي الأبواب نسرد حديثا عن عِيَّن الخريف..
في السبعينات من القرن الماضي كان سيدنا فكي الأمين ود الإمام وسيدنا فكي الأمين ودبدوي ائمة المسجد الكبير بحلة الشريف يعقوب وقتها من المهتمين بعلوم الفلك فيما يتعلق بحركة النجوم ومواقيت نزول المطر وكان لكل واحد منهما نظام لحساب عين الخريف فالخريف عند سيدنا فكي الأمين ودبدوي يبدأ بعينة الضراع في التاسع من شهر يوليو من كل عام اما سيدنا فكي الأمين ود الإمام يبدأ الخريف عنده في السابع من شهر يوليو وهو اول يوم من عينة الضراع ، وكان سيدنا فكي الأمين ودالامام دائما يقول ( الضراع كان نجح خريف وكان بطل صيف )
وكان لا يعتقد كثيرا في هذه العين ويعتقد ان نزول الأمطار مرتبط بعلم الغيب وكان سيدنا فكي الأمين ود الإمام ومن بعده ابنه عبدالحليم الذي ورث من والده علم حركة النجوم وعلاقته بنزول المطر وكانا يرددان مقولة للشيخ فرح ودتكتوك مفادها ( كان جاءنا نازل شين لينا بالمنازل) .
وكلا السيدين يقسمان الخريف الي سبع عين ( جمع عينة ) تبدأ بالضراع ، والنترة ، الطرفة البكايا ,الجبهة ، الخرصان ، الصرف ، العوا والسماك وعند نهاية عينة السماك كان القول السائد عندهما ( يا مطر كفاك يا بحر بقفاك ) .وكل عينة أيامها ثلاثة عشر يوما ، وبعض المهتمين بمواقيت نزول الأمطار يبدأ الخريف عندهم بنزول الثريا في السابع عشر من شهر مايو ( وتسمي هذه العينة العصا الرويانة ) ويقول بعضهم ان العصا الرويانة تبدأ يوم ٢٦ يونيو وعندها يكون الجو معتدلا وعندها تنتهي رغبة الإنسان في شرب الماء الكثير . النترة ( نترة الاسد ) والطرفة البكايا ( دليل علي غزارة الأمطار ) ومن علامات فصل الخريف البرق القبلي يبدأ في الصعود من ناحية القبلة ويسمي ايضا بمربط العجيل ومطر القبلي مضمون عند أهل البادية وهناك بروق اخري اقل وعدا من برق القبلي ( برق العبادي والبطحاني ) وهناك ايضا برق الصعيد ( القرة ) ومطره غالبا ما بلحق الأضرار بالمنازل والانعام .
ويعتبر ظهور السمبر اعظم دلالة علي بداية الخريف وكذلك ظهور طير الرهو .
وعموما المطر بيد الله ( وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام )
وان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام .رحم الله تعالي الشيخين فكي الأمين ود بدوي وفكي الأمين ود الإمام وابنه عبدالحليم الذين كانوا علي دراية بحركة النجوم ومواقيت نزول الأمطار الا انهم لا يعتقدون كثيرا بهذه المواقيت وكانوا في حياتهم يرددون ( كان جاءنا نازل شين لينا بالمنازل) اللهم اغفر لهم ذنوبهم وتقبلهم عندك في الصالحين واجعلهم من ورثة جنة النعيم واغفر لوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا .