غياب التراتبيه والتخبط في الخدمة المدنية:—-
بقلم/ قسم بشير محمد الحسن
لقد ورث السودان خدمة مدنية ممتازة بعد أن رحل الانجليز عن أرضنا وظلت الخدمة المدنية تحتفظ بألقها وبريقها حتى السبعينات ومن ثم بدأ العد التنازلي للخدمة المدنيه في التدهور إلى أن وصلت الي أدنى مستوياتها والسؤال الملح من يتحمل وزر ذلك التدهور ؟ ولماذا تدهورت الخدمة المدنية كما تدهورت سكك حديد السودان ومشروع الجزيرة وكما تدهور التعليم في بلادي ؟ وماهي الأسباب الكامنة وراء ذلك؟ هل بسبب ضعف الكادر البشري؟ ام بسبب غياب الوطنية؟ ام بسبب أزمة ضمير حلت بنا؟ ام بسبب المحاباة على حساب التأهيل والخبرة؟ واحسب أن كل الأسباب أعلاه هي من تسببت فيما نحن فيه ويتحمل من هم على هرم المؤسسة الوزر الأكبر ولو تتبعنا مؤسسات الخدمة المدنية في الوقت الراهن نري العجب حيث تسود مزاجية الاختيار وتغيب المعايير السليمة في اختيار الكادر البشري وتدخل العلاقات الشخصية والرحمية في تحديد بوصلة الاختيار دون اعتبار للمؤهل أو الخبرة او الدرجة الوظيفية فلا غرابة أن يحل شخص في مدخل الخدمة محل شخص بالدرجة الأولى الخاصة ولا غرابة أن ينقل موظف ليعمل تحت إدارة موظف أقدم منه في الدرجة الوظيفية كمثال موظف نال الدرجة في العام ٢٠١٣م وينقل ليعمل تحت موظف نال نفس الدرجة في العام ٢٠١٨ وعليه قد يبدو ذلك أمرا عاديا لمن يديرون عقارب ساعة المؤسسة و يتعاملون بسبهللية وهذا يعني قمة التخبط دون حساب للاثر النفسى والسيكولوجي والذي ينعكس بدوره سلبا على ادا عمل المؤسسة وهنالك ممن تم نقلهم كمدرا ويكتشف أن هنالك موظف أكبر درجة بالوحدة المنقول إليها المدير المسماه ومن ثم يسعون في معالجة الامر وهنالك من يستوعب كوزير في موقع ما ويأتي بحاشيته من حوله وعليه تعتبر التراتبية في العمل الوظيفي هي من أساسيات و ضوابط الخدمة المدنية و يجب تطبيقها كما تطبق في الخدمة العسكرية بمنتهى الدقة ومع العلم بأن خدمتنا المدنية في السابق كانت تدار كما تدار القوات المسلحه وتسير كما تسير عقارب الساعة وعليه لابد من إعادة النظر في أمر الخدمة المدنية من خلال بيوت خبرة تستعين بتجارب اخرين ومع الالتزام بتطبيق اللوائح والضوابط المنظمه للعمل بعيدا عن المزاجيه وزولي وزولك وهنالك مؤسسات خاصه مازالت تحتفظ بمدرا يعملون بالمشاهرة دون اعتبار لكوادرهم الطامحة في الترقي وتولى مواقع ادارية قيادية بالمؤسسه ودون اعتبار لسنة الحياة وهي لو دامت لغيرك لما ألت إليك وعليه ماذا تنتظر مؤسسة من مدير نزل ًًًالمعاش ويعمل بالمشاهرة ؟ وعليه هذه أخطاء تسود في دواوين الدوله وكيف ينصلح حال البلد وتدار مؤسساته بهذه العقلية.. والله الموفق.