مقالات الرأي

غينيا ( كوناكري ) والمشي على أشلاء البرتقال والمانجو 

5Ws-service

سلسلسة  وتلك وقارتي
د. جيرنو أحمد جالو

وكما أن القارة _ قراءنا الأكارم _ بالعلماء الثروة البشرية ملأى في كل مجال كما أشرنا في سابق مقالة لنا؛ إلا أنها حبلى بالثروات الطبيعية _ كذلك _، فأمطارها دائمة الهطول 8 أشهر على مدار السنة، وقد تكون أكثر، ثم إنها غزيرة للغاية؛ فلا يكاد المرء يفرق صيفها ( thièdou بالفولانية ) من فصول الأمطار، وحدث ولا حرج عن الرعد والبرق الذين يحدثان من صنوف الإرعاب والإرهاب ما هو فائق الوصف، هذا، وأذكر أنه قد سألني صاحب لي دكتور في اللغويات يهوى السياحات، مغرم بالوقوق بالتراث سيما الإفريقي منه؛ فكان أن سألني ذلكم السائل بسؤال واقع، ما ألفيت له من دافع: (ما الذي يوجد في قارتكم، وبلدكم ( غينيا _ كوناكري ) ؟!؛ فكان جوابي لحضرته بسؤال يناظره ويشاكله، ثم يشاكسه؛ ( فإن بعض الأسئلة يجاب عنها بأسئلة أخرى ): يا صاح! _ وهو سوداني الميلاد والنشأة، إفريقي الأصل والنشأة _ إني لأعتقد أن الصواب في سؤالكم قلبها؛ لتكون صياغتها كالآتي: وما الذي لا يوجد في القارة الإفريقية عامة، وفي الجزء الغربي منه، وغينيا _ كوناكري على وجه أخص؟!!؛ ذلك لأن عد ما هو موجود من النعم، ممتنع، ولا يقوى عليه حذاق علماء الحساب، وعمالقة الرياضيات ( ويخلق ما لا تعلمون )، خلافا لما هو منحصر!!!
هذا، ومن أمثلة تلك الأمثلة في غينيا _ ( كوناكري) تلك الفواكه الكثيرة، وخاصة البرتقال الذي ينبت في جزء كبير من البلاد، ونظيره ( المانجو ) بل هو الأكثر، ونحن في (موسمهما) ساعة كتابة ته السطور -ولا يزالان-، بأشكالهما المتنوعة التي يحصر لهما المختصون الكثير، وقد ذكر لي بعض غير المختصين؛ ولكنه من المهتمين من ذوي الثقافات العالية بأنه يعرف ما يقارب العشرة صنفا من أصناف المانجو -فقط-!!! وهي من أرخص الفواكه، بل لا تشترى في كثير من القرى والأرياف، وإن اشتريت ف(بثمن بخس دراهم معدودة، وكانوا فيه من الزاهدين!)؛ فانظر كيف تفسد الزروع بما فيها الخضار والفواكه، وخصوصا المانجو والبرتقال من كل حدب وصوب هذه الأيام! بل تأمل كيف يمشي الإنسان والحيوان عليهما ( البرتقال والمانجو ) ولكأنهما من [ الأشلاء ]!!، لكأنها جثث هامدة أو ميتة لا أحد يحتاج إليها؛ إلا عند الحاجة القصوى ؟! هذا، ومن المعلوم أنه لا يجرؤ أحد على الاقتراب من الساقط أرضا من البرتقال والمانجو _ ونظيرهما _؛ لأنها متروكة للسباع والهوام!!! ثم ماذا اتخذت الحكومة والدولة لمساعدة هذا البلد الذي يعد من أثرى دول العالم حقيقة، ليس فيما خلا_ فقط_، وإنما في المعادن، كالبوكسايت، والحديد، والألمنيوم، ونحوها!!! وايم الله إن اتباع (استراتيجيات) مخططة ومدروسة سهلة من أهل الاختصاص والاهتمام_ بعينها -؛ يمكن أن يجعلنا نقفز قفزة نوعية؛ لنكون في مقدمة الدول الصناعية الكبرى؛ ولكنه ( التفكير بالمقلوب ) في كل شيء!! وعليه، فللنهوض غينيا، وإفريقيا، شروط لا غنى عنها البتة؛ لعلنا نتحدث عنها في لاحق المقالات؛

لعله يتبع في الحلقة الثانية (6)؛ إن شاء الله.

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى