
بقلم أحمد يوسف التاي
(1)
لم أصل إلى قناعة حول أمرٍ ما مثلما توصلتُ منذ وقت بعيد إلى أن القادة في بلادنا سواءً أكانوا سياسيين أو عسكريين هم سبب ما نحنُ فيه من هوان وضعف وكوارث وحروب ومعاناة وتخلف وتراجع في الإنتاج وتردي في الأوضاع الأمنية والإقتصادية وبؤسٍ في الأحوال الصحية الخدمية..فأي كارثة من تلك كان وراءها سلوك سياسي منحرف أو ممارسة سياسية جانحة، أو أطماع سياسية سلطوية او طموحات شخصية لتبدأ مرحلة من الصراع المرير الذي يدفع ثمنه الوطن عدم استقرار سياسي وامني واقتصادي، ويدفع المواطن الثمن معاناة وجوعاً ومرضاً وفقراً وتشرداً ونزوحاً ولجوءاً …
(2)
ومع ذلك يظل السياسي هو أهم عنصر في معادلة الحكم وإدارة شئون الدولة ، فهو بمثابة القلب النابض تلك المضغة التي إذا صلُحت صلح سائر جسد البلاد وإذا فسدت فسد كل شيء داخل الوطن…
السياسي الأناني المنحرف الانتهازي الفاسد يُفسد كل الحياة السياسية إذا توصل للسلطة..
والسياسي النظيف المتجرد ناكر ذاته طاهر اليدين الحاسم الحازم سيكون بمثابة المنقذ المخلص لوطنة من الهلكة والضياع إذا امسك بذمام الأمور…
(3)
السياسي المخلص لوطنه وشعبه يرفع شأن بلاده وشعبه وينهض بهما إلى آفاق الإنتاج والتنمية المستدامة والأمن والاستقرار والرخاء والعدالة الإجتماعية… لذلك فإن أهم خطوة في بناء الاوطان هو بناء شخصيات قيادية متجردة ومخلصة ومؤهلة وعلى درجة عالية من التدريب..
(4)
السياسيون هم اهل الشأن والحكم وإدارة شئون الدولة، وليس لأحد غيرهم يحق له ممارسة السلطة في الأوضاع العادية..
وبناءً على هذه النقطة الجوهرية يجب أن تكون هناك إصلاحات سياسية ملحة ..
وجود هذه الإصلاحات ضرورة قصوى ليس من أجل أن يحكم ساسة مدنيين ومؤهلين من ذوي الخبرة وحسب، بل من أجل الإستقرار السياسي والأمني والإقتصادي ومن اجل النهضة والتخطيط العلمي لمستقبل دولة قوية تعمل على حماية شعبها وإسعاده وتحقيق تطلعاته وحقه في العيش الكريم والكرامة الوطنية.
(5)
الإصلاح السياسي الشامل ضمان لوحدة تراب البلاد ووحدة صفها الوطني وتماسك جبهتها الداخلية، وضمن للإستقرار الشامل..
الإصلاح السياسي هو اللبنة الأولى في تأسيس وطن قوي متماسك وهو الأساس الذي تقوم عليه مشاريع النهضة التي تكونِّ في محصلتها النهائية مشروع السودان النهضوي الكبير..
يبدأ الأصلاح السياسي بالأحزاب إذ لابد من ثورة داخل دور الأحزاب تجتث التشوهات والإختلالات والفساد المالي والإداري وتضع معايير الإنضباط وتمنع الفوضى وتعزز الإدارة الديمقراطية داخل الأحزاب وتنقلب على ديناصورات السياسة السودانية باستخدام تكنولوجيا الإدارة الحديثة…برنامج تدريب كوادر الأحزاب وتأهيلها يجب ان يكون أعلى إهتمامات الدولة، بدلا عن مطالبة الدولة بتمويل الاحزاب ولايدري احد على وجه الدقة اين سيذهب هذا الدعم…اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.


