مقالات الرأي

في يوم رحيل الشريف عبدالله الهندي بات لزاما على الاتحاديين جميعا لم الشمل مهما كانت الخلافات !!

5Ws-service

بقلم : حاتم السر سكينجو المحامي

(وزير التجارة الأسبق- مرشح رئاسي سابق)

‏غيب الموت، أمس الأول ، القيادي الاتحادي البارز، وأحد أعمدة السادة الأشراف آل الهندي ، الشريف عبدالله الشريف عبدالرحمن الشريف يوسف الهندي، اثر علة مفاجئة لم تمهله طويلا،ويعد الشريف عبدالله الهندي من القيادات البارزة للاتحاديين فضلا عن أنه من دعامات بيت الشريف الهندي بالسودان .كما إنه أحد الشخصيات السياسية التي تركت بصمة في التاريخ والأحداث السودانية.ويعد رحيله خسارة كبيرة للحزب الاتحادي وللحركة الوطنية في السودان.

خبر رحيل الشريف عبدالله الهندي المفاجيء كان صدمة وغصة تبقى الحزن مخيماً علي القلوب، ولن ننسى مواقف الراحل الكبير، والفارس النبيل وهو الذي كان على الدوام صاحب رأي وحكمة يسترشد بها الجميع.والفقيد كان صاحب مدرسة وطنية ودينية قائمة بذاتها ستظل بما تركته من تراث حية في وجدان كل من تعامل معه أو عايشه .

نشهد بأن الفقيد كان طيب القلب بشوش الوجه حسن الخلق عاش طيباً ورحل طيباً ، وانتقل الي جوار ربه في أطيب يوم في يوم العيد نسأل أن يجعل عيده في أعالي الجنان وأن يطيب منزلته،عاش بين الناس وما رأوا منه إلا كل خير ،وعهدنا به بشوشاً مبتسما مقبلاً على الله بكل خير لم يؤذي أحداً لا بقول ولا بفعل. مات سليم القلب مرتاح الضمير نسأل الله تعالي ان يتقبله قبولاً حسنا ويعفو عنه ويغفر له.

تعرفت علي الفقيد إبان انتفاضة أبريل ١٩٨٥ وكنا وقتها سويا في التنظيم الشبابي للحزب الاتحادي الديمقراطي ونشهد بان الفقيد العزيز قد قضى حياته كلها في صفوف الحزب ولعب أدواراً مشهودة ومعروفة في القضايا الوطنية والحزبية ولم يتبوأ أية مناصب حكومية أو مواقع حزبية حيث كان زاهدا فيها بالرغم من جدارته بها واستحقاقه لها أكثر من غيره !!
ومن أبرز مواقف الشريف عبدالله الهندي، عمله الدؤوب ومساعيه المتواصلة لجمع كلمة الاتحاديين وتخفيف التوتر في المشهد الحزبي، وخاصة عند اندلاع الخلافات بين التيارات الاتحادية .وكان يتحرك لتسوية الخلافات السياسية بين الفرقاء منطلقا من قناعة راسخة مدركا لخطورة النزاعات والخلافات بين الأشقاء ، وكان حمامة سلام وملاذا آمناً للأطراف المتصارعة، وقد لعب أدواراً لا يتسع المجال لتعدادها في التوفيق بين الاتحاديين الذين كانت بينهم تشنجات ومواجهات، حيث نجح في كثير من مساعيه الخيرة في تهيئة أجواء ايجابية أقنعت الاتحاديين بضرورة العمل معا ، وأسفرت عن التوصل لعقد تفاهمات عديدة أدت الي تعاون الاتحاديين وتنسيق مواقفهم تجاه العديد من القضايا الوطنية .
أذكر آخر مرة تشرفت فيها باللقاء والحوار مع الشريف عبدالله الهندي وجهاً لوجه كانت قبل عدة سنوات حيث التقينا في عزاء عمه الشريف الصديق الشريف عبد الرحمن الهندي في الجزيرة وعدنا سوياً في سيارة واحدة من الجزيرة الي الخرطوم وطيلة زمن الرحلة كنا في حوار لم ينقطع حول الأوضاع في الحزب وضرورة وحدته واستعراض وشرح للمساعي الخيرة والجهود المبذولة من جانبه لتحقيق وحدة الاتحاديين همه الذي ينوّم عليه ويستيقظ به ولم ينقطع الحديث الي أن أمر السائق بالتوقف في فسحة ببري الشريف . وبما أن الوقت كان ليلا كنت مصرا علي نزوله أمام بوابة البيت وفي ظني ان بيت الشريف ان لم يكن سراي فعلي الاقل يمكن أن يكون متوسط الحال ولكنه نزل ودخل بيتا شعبيا متواضعا كسائر بيوت الحيران والفقراء والحيران وعامة الناس وهذه الواقعة شدت انتباهي ولفتت نظري وأدهشني حول حجم التواضع الذي يحمله هذا الشريف العفيف.

في يوم رحيل الشريف عبدالله الهندي بات لزاما على الاتحاديين جميعا لم الشمل مهما كانت الخلافات واعادة الوحدة الى الحزب الذي أضعفته الخلافات وضربته الفتن وتسلط عليه الأعداء !! يجب علي الاتحاديين الحفاظ علي أمل الوحدة والنهضة الجديدة للحزب التي زرعها فينا الشريف عبدالله حيّة ونابضة حتي نعيد مجد الحزب ونسطر له تاريخاً جديداً ومستقبلاً مجيداً .

وفاء للفقيد العزيز ، واستكمالاً لسعيه لوحدة الاتحاديين، ورأفة بحزب الحركة الوطنية ،وانتصارا له ،يجب علي الاتحاديين اعادة التقارب فيما بينهم والشروع في حوار صريح وبناء وصولا الي الوحدة في الموقف، والتنسيق في القضية الوطنية، كخطوة أولية، مفضية الي الوحدة التنظيمية، بين كل التيارات الاتحادية،وهذا نداء مخلص لكل المؤمنين بوحدة الاتحاديين نأمل أن تجد هذه الدعوة آذانا صاغية ويلبي الاتحايون النداء.
اللهم إننا فقدنا في هذا العيد حبيبنا ، الشريف عبدالله الشريف عبدالرحمن الشريف يوسف الهندي ،وهو يرجو رحمتك وعفوك ومغفرتك، فاجعله يا ربي من عتقائك من النار يا كريم، وارزقه جنةٌ الفردوس التي تجزي بها عبادك المُخلصين يا من يقول للشيء كُن فيكون.اللهم جنبه وحشة القبر وظلمته، وبحق هذا العيد المبارك آنس وحشته وارزقه برد عفوك وسترك وجنتك يا رب العالمين.وصادق عزائنا وخالص مواساتنا للسادة الأشراف آل الهندي ولعموم الاتحاديين داعين الله تعالى أن يلهم الجميع الصبر والسلوان
انا لله وانا اليه راجعون

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى