مقالات الرأي

قراءة إعلاميين و سياسيين للترحيب الدولي بدكتور كامل إدريس على غرار بتر الآية الكريمة “فويل للمصلين”

5Ws- service

بقلم / الصادق المقلي

(سفير السودان الأسبق بكندا، وعدد من الدول)

الطاهر ساتي كغيره ممن يجنح الي التبسيط و التسطيح في التحليل السياسي يقرأون مسألة تعيين د كامل أدريس رئيسا للوزارء على غرار قراءة الآية التي تبدأ (( ويل للمصلين)) بترا للآية الكريمة..

نعم هناك ترحيب منظمتين أحداهما إقليمية ،،الإتحاد الافريقي ،،، و الثانية الامم المتحدة ،في بيانين توأمين على لسان المفوض الإفريقي الجديد و الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة..
لكن هذه القراءة المبتورة المضللة اهملت تفاصيل هذا الترحيب و ركزت على شخص د كامل أدريس َ.
نعم لا يتناطح عنزان في كفاءة و مقدرات د كامل الدبلَوماسية و الأكاديمية و القانونية ،،و مكانته السامية في اوساط المنظومة الدولية.. و صناعته للتاريخ حيث كان له الشرف و لبلاده انه اول سوداني يتبوأ منصبا مرموقا كمدير عام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية في جنيف.. و لدورتين.
هذه القراءة المبتورة مثل قراءة الآية آنفة الذكر.
الموضوع لم يكن فقط مجرد ترحيب بشخص د كامل أدريس.
لو اكمل استاذ الطاهر ساتي و غيره من المحللين و السياسيين أمثال الشواني و غيره ممن نحا نحوه،. فيما يتعلق بتعيين د كامل رئيسا للوزارء..
فبيانا الإتحاد الافريقي و الامم المتحدة قرنا هذا الترحيب ،،و هذا ما تجاهله العديد من المحللين السياسيين و الخبراء الاستراتيجيين، على ضوء اهتمامهم و حرصهم على استتباب السلام و الأمن في السودان،، وضعا د كامل أدريس أمام ثلاثة تحديات مفصلية في وضع حد لهذه الحرب العبثية ، و هذه الأزمة التي وصفها المجتمع الدولي و الإقليمي بأنها أسوأ كارثه إنسانية يشهدها حاليا العالم..و قد ركز بيانا الإتحاد الافريقي و الأمم المتحدة على ضرورة ان يعمل الرجل على إسكات صوت البنادق، إجراء مشاورات شاملة لا تقصي أحدا و تشكيل حكومة ذات قاعده عريضة.. تعمل علي إنهاء الحرب و استعادة مسار التحول الديمقراطي و الدولة المدنية في السودان.
هذا هو مضمون ترحيب كل من الإتحاد الافريقي و الأمم المتحدة بمقدم د كامل أدريس رئيسا للوزارء في السودان..

الأمر الذي يعني بالضرورة عدم إقدام الأخير على تعيين حكومة بصورة آحادية لا تولد من رحم توافق سياسي عريض و حكومة تكنوقراط ذات قاعدة عريضة تعمل على إحلال السلام ، استعادة مسار التحول الديمقراطي و الدولة المدنية، و تطبيع علاقات السودان مع المجتمع الدولي و الإقليمي.فك تعليق عضوية السودان في الاتحاد الافريقي. التطبيع مع شركاء التنمية و المنظومة الدولية المصرفية. استعادة العون الدولي و مسار أعفاء الديون ، و عودة النازحين و اللاجئين و اعادة اعمار ما دمرته الحرب قطيعة مستمرة منذ انقلاب اكتوبر 2021.. هذه هي فعلا التحديات التي تواجه حكومة د كامل أدريس المرتقبة و ليس،حكومة كما يصور استاذ ساتي و غيره تكون ترقيعا و إمتدادا للحكومة الحالية المنقوصة المكلفة. و إلا سيظل (( الحمار في طينه ؛))

كما استمعت لحوار في قناة الاخبارية المصرية جمع كلا من مجدي عبد العزيز و عثمان ميرغني.. في مداخلات تأتي في نفس سياق مقال الطاهر ساتي من حيث القراءة المبتورة بتر الآية الكريمة أعلاه للترحيب الدولي بتعيين د كامل أدريس رئيسا للوزارء..
تقديم الخدمات من صحة و تعليم و أمن لا يتحقق بالمقدرات الإدارية المشهودة ، كما ذهب إلى القول بذلك عثمان ميرغني.. و إعادة بناء ما دمرته الحرب، ،بقدر ما يعتمد ذاك في الأساس على قدرته في تشكيل حكومة تفلح في مقابلة هذه التحديات التي تضمنها بيانا الاتحاد الإفريقي و الأمم المتحدة. فهو رغم قدراته الشخصية التي لا يستطيع أحد ان يقدح فيها َ.. لكن العالم الخارجي لا تهمه الشخصية في حد ذاتها وإنما يهمه برنامج هذه الحكومة و مقدرتها في التركيز على الأولويات التي تحقق السلام و الاستقرار و التصالح مع المجتمع الدولي و الإقليمي في ظل هذه العزلة الدولية و الإقليمية التي يعاني منها السودان منذ انقلاب اكتوبر 2021.. و ما زادته هذه الحرب العبثية من المزيد من العزلة و العقوبات الاقتصادية و دونكم العقوبات القديمة المتجددة التي فرضتها مؤخرا الولايات المتحدة الأمريكية،، و التي تعيق اي جهد تنموي او إعماري يتحدث عنه عثمان ميرغني او مجدي عبد العزيز..
يجب على الجميع أن كانوا يريدون خيرا السودان الكف عن الحديث العاطفي و تعطيل أعمال َ العقل.
تحدث عثمان ميرغني عن دور صلاة د كامل الدولية… على الصعيد الشخصي… لاحداث تغيير في العلاقات الدولية للسودان.. فالمجتمع الدولي لا يتعامل مع الأشخاص مهما كانت خبرتهم الدبلوماسية و الإدارية كما تحدث عثمان ميرغني عن د كمال.. المجتمع الدولي لا تهمه مقدرات شخصية لاي مسؤول بقدر ما تهمه كيف يسخر هذا الشخص هذه الكفاءاتِ لأحداث التغيير المنشود و البرنامج الحكومي الذي من شانه ان يحدث اختراقا في جدار العزلة الدولية و الإقليمية المفروضة على السودان..منذ اكتوبر 2021.

الترحيب لا يتم من قبل القوي السياسية بمقدم كامل.. و الكل يجمع على مقدرات الدبلوماسية و الإدارية، ،،كما يأمل عثمان ميرغني ،،،و انما الاهم هو رد فعل هذه القوي السياسية عن الحكومة شكلا من حيث التشكيل و مضمونا من حيث البرنامج المطروح .
و كيف يلبى هذا البرنامج مطلوبات الداخل و المجتمع الدولي والإقليمي في محور وقف الحرب و استعادة مسار التحول الديمقراطي و فك طوق العزلة الدولية و الإقليمية..
هذه المطلوبات الدولية و الإقليمية ظهرت بجلاء في بياني الاتحاد الإفريقي و الأمم المتحدة.. كما يلي،،،
رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود يوسف..

(( الإتحاد الافريقي ، إذ ياخذ علما بتعيين د كامل الطيب إدريس رئيسا للوزارء ، يعتبر هذا القرار خطوة الي الامام لحكم راشد لا يستثنى أحد. و يعرب عن أمله في ان تساهم هذه الخطوة في الجهود الحالية لاستعادة النظام الدستوري و الحكَم الديمقراطي في السودان.. و ماش الشعب السوداني لمضاععة جهَوده نحو انتقال سلمي ، ديمقراطي شامل بقيادة مدنيةٍ تعكس تطلعات الشعب السوداني.)) .

(( The Chairperson commends this development as a step toward inclusive governance and expresses hope that it will contribute meaningfully to ongoing efforts to restore constitutional order and democratic governance in Sudan.))
كما جاء ما يلي في بيان دوجاريك الناطق باسم الامين العام للأمم المتحدة، ،الذي َ ركز علي َ ضرورة إسكات َ البنادق َ و إحلال السلام ، اجراء حكومةٍ د كامل المقبلة لمشاورات شاملة لا تقصي أحدا و تشكيل حكومة ذات قاعده عريضة تفضي الي استعادة مسار التحول الديمقراطي و الدولة المدنية…

((The Secretary-General hopes the appointment will serve as the first step towards inclusive consultations aimed at forming a broad-based technocratic government and forging peace. He underscores that consensus efforts must be prioritized and lead to tangible progress for the benefit of all the Sudanese people, including by silencing the gun))

فطيلة حوار قناة الاخبارية المصرية مع كل من مجدي عبد العزيز و عثمان ميرغني لم ترد على لسان اي منها عبارة العمليه السلمية و كيفية وضع حد لهذه الحرب العبثية… بل ان عثمان ميرغني يريد أن تعطي القوي السياسية التي تنادي بوقف الحرب شيكا على بياض قبل أن تتطلع على برنامجه الحكومي فقط لانه يتمتع بمقدرات دبلَماسييك و اداريك أدت إلى نجاحه المعروف في منظمة الوايبو.. بل ان مجدي عبد العزيز استبعد تماما اي حل سلمي للحرب مشترطا استسلام الدعم السريع ََ.. و لعل السؤال الذي يطرح نفسه َََهل سبق في تاريخ السودان ان استسلم متمرد ؟ فكل تمرد تاريخيا انتهى بعملية سلمية!

فطيلة حوار قناة الاخبارية المصرية مع كل من مجدي عبد العزيز و عثمان ميرغني لم ترد على لسان اي منها عبارة العمليه السلمية و كيفية وضع حد لهذه الحرب العبثية… بل ان عثمان ميرغني يريد أن تعطي القوي السياسية التي تنادي بوقف الحرب شيكا على بياض قبل أن تتطلع على برنامجه الحكومي فقط لانه يتمتع بمقدرات دبلَماسييك و اداريك أدت إلى نجاحه المعروف في منظمة الوايبو.. بل ان مجدي عبد العزيز استبعد تماما اي حل سلمي للحرب مشترطا استسلام الدعم السريع ََ.. و لعل السؤال الذي يطرح نفسه َََهل سبق في تاريخ السودان ان استسلم متمرد.
هناك تناقض واضح جدا في تصريحات مجدي عبد العزيز.. قال ان هزائم الدعم السريع جعلته يلجأ الي تدمير البنية التحتية بالمسيرات. و هو و عثمان ميرغني يتحدثون عن انفتاح حكومة د كامل المرتقبة نحو العالم الخارجي… طيب ،،كيف يساعد العالم الخارجي في إعادة الأعمار في ظل استمرار الحرب و إستهداف الدعم السريع البنية التحتية بالمسيرات..
ليس هناك مجال للتصالح مع المجتمع الدولي و الإقليمي الا في حالة نجاح حكومة د كامل أدريس المرتقبة في مواجهة التحديات و افرازات الحرب الحالية و متطلبات المجتمع الدولي والإقليمي المتمثلة في بياني الاتحاد الإفريقي و الأمم المتحدة.
و إلا سيظل الحال على ما هو عليه إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا. و الله من وراء القصد.

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى