قراءة/ صديق حويوا
بقراءة فاحصة للمشهد السوداني منذ حرب أبريل 2023 نجد أن الحرب دخلت في مرحلة خطيرة وحساسة وهي مرحلة حرب المسيرات وخاصة الاستراتيجية منها وهي الضرب من مسافات بعيدة جدا اي من دولة أخرى كما هو الحال للمسيرات التي استهدفت مدينتي بورسودان وكسلا
لنأخذ المرحلة الأولى من الحرب وهي المرحلة التي دعمت فيها القوى الإقليمية متمردي الدعم السريع حتى اصبح قوة ضاربة وكان يمكنها ابتلاع السودان لولا لطف الله تقديرات قادة الجيش التي صبرت وثابرت حتى خرجت من مرحلة الخطورة وهي انهيار الدولة وجيشها على حد سواء ولعل ظن القوى الإقليمية التي تقف خلف الدعم السريع كانت تخطط للسيطرة على السودان عن طريق محمد حمدان دقلو الذي أختفى عن المشهد تماما وفي تقديري أن القوى التي دعمته هي التي غيبته سواء كان بالموت أو بالتغييب المتعمد لأنه لم يحقق لها أهدافها حسب خطتها الاستراتيجية أو أنها تريد استمرار الحرب لأهداف معينة
لذلك وحسب قراءتي للمشهد أن الحرب خرجت من سيطرة قيادة ميليشيا السريع والدليل على حدوث هذه الفرضية أن الأهداف التي أعلنها ميليشيا السريع في بداية الحرب لم تحقق فيها أي هدف ولا صحة لزعمه للأسباب التي قامت من أجلها الحرب
رغم القتل والخراب والدمار الذي حاق بالشعب السوداني وهي مرحلة التهديد وكسر إرادة الشعب السوداني قبوله خيار ميليشيا الدعم السريع كجزء من أي عملية سياسية قادمة تلك كذلك انتهت لأن القوات المسلحة لن تستطيع أن تفاوض عليه ذلك بدليل انهيار كل المنابر التفاوضية الخاصة بالجلوس مع (ميليسشيا الدعم السريع) وفرضه على الشعب السوداني هذا الخيار هو الذي جعل القوى الإقليمية والدولية تلجأ لخيار إسقاط الفاشر المحاصرة بمساعدة (جماعة تأسيس) مصحوبة بمجزرة زمزم وابوشوك) ورغم ذلك ظلت الفاشر صامدة وافشلت كل المحاولات التي تريد إسقاطها من قبل ميليشيا الجنجويد الارهابية
الآن نحن في مرحلة خطيرة وحساسة وهي حرب المسيرات وكأن القوى الإقليمية والدولية تريد تركيع الشعب السوداني عن طريق دخول الحرب هذه المرحلة الدقيقة لأن الشعب السوداني ظل صامدا صابرا طوال هذه السنوات الثلاث من عمر الحرب ولتعلم هذه القوى أن الشعب هو أكبر عقبة أمام كل التدخلات الخارجية ولا يمكن أن تفرض عليه حكومة خارج البلاد مهما تعاظمت الابتلاءات واشتدت الحرب وهو السند الحقيقي لقوات المسلحة في حرب الكرامة لأن الحرب اتضحت تماما انها إقليمية ودولية تشترك فيها دول جارة للسودان متورطة وهذا يؤكد أن الحرب خرجت من سيطرة ميليشيا الجنجويد من أيامها الاولي
لذلك على قادة الجيش اتخاذ إجراءات صارمة وواضحة على الملأ وتصدق شعبها الذي يقف معها بكل صدق وثبات ولأن الحرب ليس كلها مسيرات. وطيران
هنالك إجراءات دبلوماسية واقتصادية واجتماعية يمكن اتخاذها وتأتي بنتائج إيجابية في صالح الشعب والجيش ونحن قد وصلنا للمرحلة التي يمكن أن تأخذ فيها واشجع القرارات وهي معروفة معلومة لدى عامة الشعب السوداني (حتى راعي الضأن في الخلا)