
بقلم /السفير الصادق المقلي
الانسحاب الممرحل للدعم السريع من سنار َ و الجزيره و الخرطوم دون معارك ترقي الي حجم هذه المستجدات في مسار الحرب،، ،ترك بالفعل الباب مواربا امام مختلف التكهنات… هناك من يقول ان ثمة وراء الاكمة ما وراءها.. صفقة تحت الطربيزة و تحت الطبخ.. و هناك من يري ان “الدعم السريع” انهك تماما خلال عامين من الحرب و انسحابه في سبيل تخليه عن الوسط َ و التقهقر نحو الغرب حيث حواضنه المعروفة و نقل الحرب الي حزام الهامش في دارفور و المنطقتين… مما يشي الي نوع من إعادة انتاج لتاريخ التمرد العشريني في تلك المناطق.. و هذا موضوع مقال تحت الإعداد..
نعم هما احتمالان لا ثالث لهما.. إما صفقة يعد لها بتنسيق دولي و إقليمي و قد تكون رأس الرمح فيه السعودية التي اضحت مؤخرا قبلة للسلام علي الصعيدين الدولي و الإقليمي..في سبيل استئناف جدة،، كما يجب أن نأخذ في الاعتبار جولة وفود سعودية مؤخرا في السودان و بعض دول الجوار..
باعتبار أن هذا الإنسحاب من منازل المواطنين و الاعيان المدنية و المرافق الخدمية أوفي بالشرط المسبق للجيش للعودة إلى طاولة المفاوضات في جدة.
و إما لأكثر المتشائمين نقل الحرب الي الهامش.. حرب أهلية ربما تمتد لسنوات.. لسبب بسيط في أعتقادي.. الا و هو أولا تقلب الاحلاف في هذه الحرب عن سابقتها… فأمس كان الدعم السريع يحارب كحليف للجيش ضد حركات التمرد و اليوم يقتاتل الجيش و حلفاؤه من حركات التمرد. ثانيا و هذا هو الفارق الرئيس النقلة النوعية للآلية العسكرية للدعم السريع حليف الأمس.. فبالأمس كان الجو حكرا علي الجيش، بينما شاركه اليوم و لو بنسبة اقل الدعم السريع… الأمر الذي لم يكن متوفرا لحركات التمرد من قبل.. و دونكم قصف الدعم السريع للقصر بعيد ساعات من تحريره.. و قصف مناطق آمنة بالمدفعية ادت الي قتل و اصابة مدنيين في حلة كوكو و الثوراَت و الإعتداء بالمسيرات علي عطبرة كما تواتر من أنباء غي في هذا الصدد مؤخرا.
علي كل الايام المقبلة حبلي بالكثير المثير.. و نأمل رجحان السيناريو الاول في سبيل حل سلمي يضع حدا لهذه الحرب المدمرة و هذه الكارثه الإنسانية غير المسبوقة في تاريخ السودان الحديث..