تقارير وتحليلات

قراءة في مسرح الأحداث السوداني وفقاً للتطورات الراهنة

تحليل إتجاهات الخبر الممنوع// أحمد يوسف التاي

تحليل إتجاهات الخبر الممنوع أحمد يوسف التاي

(1)
الناظر إلى المشهد السوداني بإمعان ، وعلى الرغم من الغموض الشديد الذي يكتنف المسرح السياسي حالياً وتعقيدات المشهد نفسه إلا أن ثمة معطيات تستوقف المراقب السياسي على نحو يعين على معرفة إتجاهات الاحداث المتسارعة ونتائجها ، أو على الأقل الإقتراب من معرفة تلك النتائج…ومن تلك المعطيات يمكن الإشارة أولاً إلى تكرار ظاهرة الهجوم بالطائرات الانتحارية ..من حيث المغزى والتوقيت والأهداف العسكرية والسياسية.
(2)
لاخلاف حول إن المسيرات الاستراتيجية التي ضربت نهر النيل والشمالية مؤخراً وانتهت باستهداف مطاري بورتسودان وكسلا والقواعد الجوية في وادي سيدنا وجبل اولياء ودقنة، تُعد تطوراً جديدا في الحرب التي دخلت عامها الثالث ، ولاشك أيضاً أنها خلفت واقعاً جديداً ونوعاً من القلق في الشارع السوداني واثارت الكثير من “البلبلة” وعدم الطمانية وهذا بلاشك احد الاهداف غير الرئيسة لهذه الهحمات المتواترة..لكن السؤال الجوهري الذي يفرض نفسه بقوة : ما هي الاهداف الرئيسة لهذه الهجمات في هذا التوقيت تحديداً؟ وما مغزاها وأبعادها.؟.
(3)
بعد الهزائم المتلاحقة التي منيت بها قوات الدعم السريع بفقدان سيطرتها على مناطق جبل موية وسنجة والدندر والسوكي وغيرها في ولاية سنار حيث كانت تحتل 75% وكذلك ولايتي الجزيرة والخرطوم كان لابد للمتمردين إن يبعثوا برسائل لمن يهمهم الأمر في الداخل والخارج مفادها أننا مازلنا موجودين وفاعلين في مسرح العمليات..
ويضاف إلى تلك الرسائل الهجوم على مطاري وبورتسودان وكسلا وهو شبه ردة الفعل إزاء الضربات الموجعة لقوات الدعم السريع بمطار نيالا.. هذا أولاً..
أما الهدف الثاني والمهم هو ممارسة بعض الضغوط على الجيش السوداني بهدف دفعه نحو التفاوض لطالما أبدى موقفاً يبدو معه غير راغب في التسوية السياسية.
(4)
وبالمقابل فطن الجيش السودان إلى مرحلة حرب المسيرات خاصة بعد استهداف سد مروي وعدد من محطات الكهرباء بصورة متواترة احدثت اضرارا مادية واضحة ، فاجتهد في الحصول على منظومة دفاع جوي حديثة فرغ من تركيبها للتو في بعض المناطق المستهدفة ، بينما يجري العمل في مناطق اخرى لم يكتمل التركيب فيها بعد،
مما يعني إن الجيش السوداني وعلى الرغم من سقوط مدينة النهود في اليومين الماضيين إلا أنه مازال متقدماً ومحافظاً على انتصاراته التي حققها خلال الفترة الماضية ، في وقت ارسل فيه تعزيزات كبيرة إلى إقليمي دارفور وكردفان وهي تعزيزات يمكن إن تغير معادلة توازن القوة بشكل كبير جداً..
وعندما يكتمل تركيب المنظومة الدفاعية الحديثة في المناطق التي درجت قوات المتمردين على استهدافها يكون السودان قد اقترب كثيراً من نهاية الحرب.

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى