الأخبار

قضى نحبه عطشاً…تفاصيل مؤلمة لاستشهاد شيخ سبعيني بمعتقل “الدعم السريع”

5Ws-service

تلقى الشارع السوداني نبأ استشهاد الشيخ السبعيني المهندس الطيب الطاهر إبراهيم الأرباب الذي قضى نحبه تحت وطأة التعذيب والتنكيل في معتقلات الدعم السريع ، تلقاه بحزن عميق، إذن لمقتل هذا الشيخ رمزية للإذلال المتعمد من قبل الميليشيا وهي تسلط احد جلاديها لإهانته وإذلاله بجره من لحيته كما في الصورة المرفقة قبيل اعتقاله من قريته السريحة التي شهدت أكبر مجزرة وانتهاكات من قبل قوات الدعم السريع المتمردة.
الشهيد الطيب، ابن قرية السريحة بولاية الجزيرة، خُطف قسرًا في أكتوبر 2024 أمام أعين أسرته وجيرانه، دون جرم أو تهمة، في لحظة هزّت ضمير كل سوداني حر لا يزال يتمسك بإنسانيته. لم يكن ناشطًا سياسيًا، ولا مقاتلًا، ولا حتى صوتًا في العلن.. كان فقط إنسانًا نزيهًا، اختار الكرامة طريقًا، فدفع حياته ثمنًا لذلك.
ففي واحدة من أبشع الجرائم التي كشفت وحشية  الدعم السريع المتمردة، ارتقى المهندس الطيب الطاهر إبراهيم الأرباب
شهيدًا داخل أحد معتقلاتها في منطقة الصالحة جنوبي أمدرمان، بعد أن قضى أيامًا من العذاب محرومًا من الماء والدواء، ومن أبسط حقوق الإنسان
وكتب مدونون بمواقع التواصل الاجتماعي ان  الطيب الأرباب لم يكن رقمًا آخر في قائمة الضحايا المجهولين، بل كان أبًا وزوجًا ومهندسًا شريفًا، عاش حياته بعرق جبينه، وبنى أحلامه على صبر طويل. ورغم اقتراب نهر النيل من الخرطوم، فإن الطيب مات ظمآنًا في مدينة كانت يفترض أن تحتضنه لا أن تبتلعه خلف الأسوار.
وكانت قوات المتمردين احتجزته في ظروف غير إنسانية داخل معتقل يتبع لمليشيا الدعم السريع، ومنع عنه الماء والدواء والطعام، وتم التنكيل به بطرق مهينة تمس جوهر الكرامة البشرية، في جريمة تُضاف إلى سجلٍ طويل من الانتهاكات التي لا تسقط بالتقادم
واورد موقع نبض السودان نقلا عن مصادره ان  الجلاد المسمى “شارون”
هو من أشرف على تعذيب الشهيد، وجرّه من لحيته وأهانه قبل أن يُترك لمصيره في زنزانة جافة خالية من أي رحمة. وقد نقلت روايات شهود أن الشهيد قضى أيامه الأخيرة في عذاب العطش والجوع، دون أن تُستجاب صرخاته أو توسلاته.
هذه ليست مجرد واقعة تعذيب، بل جريمة قتل مع سبق الإصرار، يكشف فيها اسم “شارون” عن تحول كامل للوحشية إلى سياسة ممنهجة داخل معتقلات المليشيا، ويدق ناقوس الخطر أمام ما يجري في المناطق الخاضعة لسيطرتهم
الشهيد الطيب، الذي ينتمي إلى قرية السريحة وله جذور ممتدة في منطقة أزرق، يُعد رمزًا لصبر السودانيين في وجه الموت البطيء والانتهاكات الصامتة. وقد فجّرت جريمة قتله موجة من الغضب والحزن بين أبناء منطقته، الذين ودعوه بالدموع ونددوا بالجريمة التي طالت إنسانًا بريئًا لا يملك سوى ضميره

اللافت في هذه الجريمة ليس فقط تفاصيلها المؤلمة، بل صمت العالم تجاهها، حيث لم يصدر أي تعليق من منظمات حقوق الإنسان الدولية، ولا من الجهات المعنية، في وقت تتزايد فيه الانتهاكات بحق المدنيين في مناطق سيطرة المليشيا. هذا الصمت يُعد شراكة ضمنية في الجريمة، ويضع الإنسانية كلها في قفص الاتهام.

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى