بقلم: غادة المنصور العجب
*لا أعرف من أين أبتديء وإلى أين أنتهي وقد دهشت وصدمت وأنا أطالع مقالاً للأستاذ الطيب الصاوي الطيب عنون له “صرخة في أذن محلية الدندر”
*تحدث فيه عن ماضي المحلية ودور المحليات عموما ومحلية الدندر على وجه التخصيص…. ذكر الأستاذ الصاوي والذي يتبع لوزارة العدل بحكم عمله كحقوقي أن محلية الدندر ومن قبلها ولاية سنار ومن بعدها الإدارة الأهلية بها لم تقدم شيئاً للنازحين بعد إن اجتاحت قوات الدعم السريع المتمردة البلد حيث نزح مواطنو الدندر شرقا للحواتة والفاو والقضارف وكسلا وبورتسودان ونهر النيل وحتى الشمالية….
أقول أن للولاية والمحلية من يتحدث نيابة عنها ولست مخولة للحديث نيابة عن الإدارة الأهلية فهي الأخرى لها ناطقها الاعلامي ومستشارياتها القانونية وغيرها ولكني أريد فقط أن اضع النقاط على الحروف وأن أنصف واعدل وأقول العدل طالما أن الذي أخاطبه شخص حقوقي من قبيلة العدليين.
ذكز الأستاذ الحقوقي الطيب الصاوي الطيب أن الإدارة الأهلية لم تقدم شيئاً لمواطنيها وقت النزوح وهم بالحواتة والفاو والقضارف وغيرها أولا أرى أن الأستاذ الصاوي غير منصف في هذه النقطة وجانبه الصواب وهو يتحدث عن خدمات الإدارة الأهلية. ولكن قبل أن أعقب على هذا دعوني أطرح سؤلا للحقوقي الصاوي هل الإدارة الأهلية مسؤلة من إيواء مواطنيها وإعاشتهم في مناطق النزوح طيب؟ إذن ماهو دور الحكومات والمحليات ؟؟؟؟؟؟
*إذا أجاب الأستاذ الطيب على هذا السؤال بإنصاف سيختصر علينا المشوار… ولكن دعوني أجيب نيابة عنه وأن تأتي إجابتي على السؤال المطروح (بلا) ليس من مهام الإدارة الأهلية الإيواء والإعاشة داخل أو خارج حواكيرها!! فمهام الإدارة الأهلية يعرفها أستاذ الصاوي حالة كونه حقوقياً…
*ثانيا: وإحقاقا للحق أكتب وأقول منصفة للإدارة الأهلية لنظارة عموم قبائل رفاعة الشرق وناظرها صلاح المنصور العجب أنها كانت المبادرة لتكوين جسم من المستنفرين مساندا للجيش إستجابة لنداء القائد الذي دعا فيه كل من يقدر على حمل السلاح أن يستنفر نفسه ليلتحق بالقوات المسلحة مقاتلا بين جنودها ضد أعداء الله والوطن…
*نعم بكرت الإدارة الأهلية برفاعة الشرق بالإستجابة لهذا النداء وتواصلت مع جهات الإختصاص طالبة السماح لها بتكون جسم تحت إشراف القوات المسلحة تنحصر فيه مسؤلية الإدارة الأهلية في استنفار أبناء قبائلها وتتولى القوات المسلحة التدريب والتأهيل والتسليح والتفويج وقد قطعت شوطا كبيرا في ذلك قبل أن تدنس يد العملاء ديار رفاعة الشرق بقرابة نصف العام. إلا أن بطء الإجراءات والبيروقراطية أدت لتأخير إنطلاق هذا الجسم وربما لحكمة يعلمها الله.
*ثالثا: وقبل الهجوم البربري التتري على الدندر كانت إدارتها الأهلية قد وصلت لمرحلة متقدمة أنهت فيها كافت الاتصالات والمناقشات الخاصة بتدريب وتأهيل أبناء المنطقة للدفاع عن الأرض والعرض والممتلكات تحت إمرة الجيش.
*رابعاً: وقت الهجوم لم تفر قيادة الإدارة الأهلية كما فرت حكومة الولاية والمحلية كاملة بل صمدت وبقت في عقر دارها وهي تواجه شبح الموت والحمد لله على سلامة الأرواح.
خامسا: غادرت الإدارة الأهلية مقر رئاستها مجبرة مثلما غادرت قيادة الدولة قصورها ووزاراتها ودورها الحكومية بل والعاصمة بأجمعها وإتجهت شرقا لتعيد الكرة منتصرة وهكذا فعلت الإدارة الأهلية بالدندر لأن الوقت وقت دفاع ورد للظلم والعدوان وليس للإيواء والغذاء والكساء والدواء والتي جميعها من اختصاصات المنظمات الدولية والمحلية لأن البلد وقعت تحت الحرب فعلى المجتمع الدولي تقديم كافة الخدمات بالتنسيق مع ما تبقى من السلطات المحلية والولائية وليست من اختصاصات الإدارات الأهلية أن تقدم شيئاً من هذا القبيل فمن أين لها ما تقدمه وقد أجبرت لمغادرة حواكيرها.
*سادساً: وصل صوت الإدارة الأهلية لعموم قبائل رفاعة الشرق إلى هرم السلطة بالبلاد فكانت الإستجابة العاجلة بأن سمح لهم بتنفيذ مطلبهم ووقتها كانت إدارات خمس نظارات أخرى من الولاية قد إلتحقت بركب رفاعة الشرق وهي نظارة رفاعة الهوى ونظارة كنانة ونظارة الكواهلة بدوبا ومشيخة السادة اليعقوقاب متمثلة في مسار الوسط بقيادة الشيخ التوم هجو فتوحدت قيادة تلك المتجمعات الخمس وفتحت معسكرا للتدريب والتأهيل بمنطقة حريرة بالفاو وذلك بموافقة وبتصديق من رئاسة الدولة واستجاب أبناء عمومتنا فخود قبائل رفاعة وكنانة وغيرهم من تلك المناطق ملتحقين بأبناء رفاعة الشرق وولاية سنار عموما وتدربوا في زمن قياسي من قبل القوات المسلحة وحملوا السلاح تحت مسمى (قوات الكرامة الوطنية) وكانوا أول من دخل مع جيش التحرير الذي أمرهم بالسير من خلفه وتأمين ظهره حفاظا على أرواحهم ولقلة خبراتهم وإداركهم بفنون القتال والمعارك وقد دخلوا في أقل من ٢٤ ساعة بعد الجيوش الصديقة التي تقاتل مع القوات المسلحة والتي كان لها شرف التحرير فشاركت بعد ذلك نظافة الديار في جميع محليات سنار وقد حررت المتبقي من المناطق كسنجة وابوحجار والدالي والمزموم وشرق سنار ولا ينكر هذا الدور الكبير إلا غير المنصفين.
سابعا: ما قدمته قيادات الإدارة الأهلية لمواطنيها أكبر مما طلب منها الأستاذ الصاوي أن تقوم به والذي هو المساهمة والمساعدة في التحرير وإعادة الأمن والأمان والاستقرار وهذه أفضل من الإيواء والغذاء والكساء والدواء.
ثامنا: هلا ساعدنا الأستاذ الطيب الصاوي بإستنفار من هم معه بالخارج والذين ينعمون برغد العيش أن يجمعوا التبرعات والمساهمات المالية والعينية وحث المنظمات الخيرية والدولية ذات الصلة لتقديم يد العون وإغاثة أهاليهم المعدمين والفاقدين لقوت اليوم؟! بدلا من أن يطلق الإتهامات غير الصائبة في الإداره الأهلية والتي يشهد بدورها الكريم عز وجل قبل ان يشهد بدورها المجتمع و قبل أن يشهد لها قلم الأستاذ الصاوي!!
تاسعا: التحية والتقدير للسيد الناظر صلاح المنصور العجب رئيس إتحاد الإدارة الأهلية بالولاية ولكل النظار والسلاطين والمكوك والعمد والمشايخ من أبناء المنطقة الكرام الأبرار الأوفياء الذين وقفوا وقفة رجل واحد مستنفرين أنفسهم من أجل حماية الديار والأرواح والممتلكات تحت إشراف القوات المسلحة فأنعم بهم من أناس.
عاشرا وأخيراً : ألا تتفق معي يا أستاذ الطيب وأنت تمثل أحد اضلاع العدالة وإتخذت من رد الحقوق إلى أهلها وظيفة لك أنك قد جانبك الصواب وأنت تتعرض للإدارات الأهلية وتصف دورها بالسلبية وهذه ليست المره الاولي فى هجومك على الاداره الاهليه وانتقادك لها ..
أما المحلية والولاية أعتقد أن لها من يتحدث بأسمائها وأكرر وأقول ما أكتبه يعبر عن نفسي ورأي الشخصي كما ذكرت بصدر مداخلتي. أكتب ذلك وأنا واحدة ممن ولدن ونشأن وترعرعن في في دواوين الإدارات الأهلية ونعتذر للإطالة.



