أحمد يوسف التاى

كيكل…فليحذر هؤلاء الصحافيون صناعة حميدتي آخر

نبض للوطن || أحمد يوسف التاي

بقلم /أحمد يوسف التاي

(1)
بعضُ الزملاء الصحافيين الذين ألتقوا اللواء كيكل وعظموه ومجدوه بصورة أو أخرى ، هم ذات (البعض) الذين مجدوا حميدتي وعظموه ووقروه بل ذهبوا ابعد من ذلك حينما رشحوه لرئاسة الجمهورية – إي والله العظيم رئيس حتة واحدة كدى-    وأنا هنا ومن أجل الدقة والموضوعية والمصداقية لا اتحدث عن كل الذين التقوا “كيكل” بل اتحدثُ عن (بعضهم)، لأن هذا البعض كان له باعٌ طويل في “فرعنة” حميدتي وإغرائه باستلام السلطة وانه الأقدر والأجدر وان الوقت بات مناسباً ليحكم حميدتي السودان بدلاً من النخب النيلية التي ادمنت الحكم منذ الاستقلال…هكذا كتبها بعض الذين ألتقوا كيكل بتعابير مختلفة ولكنها بنفس المضمون.
(2)
لقد سبق لهؤلاء (البعض) وقد ذكرتهم في مقال سابق بالإسم فعاتبني زملاء واصدقاء أعزاء بأن الإشارة والتعميم تكفيان لبلوغ الرسالة مبتغاها.. لقد سبق لهم أن كتبوا شعراً وغزلاً ومدحاً في حميدتي قبل ان يتمرد وهو في قمة مجده و(علاه الأرضي) فرشحوه لرئاسة الجمهورية، وعندما تصديتُ لهم وابديتُ دهشةً واستغراباً لهذا الإنحدار: كيف بالله ترشحوا رجلاً أمياً (يادوووب لحق يفك الخط) للرئاسة ، كيف طاب لكم ان يكون حميدتي بهذه القدرات السياسية المتواضعة جداً وهذا المستوى الضعيف جداً من التعليم ان يكون رئيساً لبلد تعجُ بالعلماءفي شتى المجالات والعقول الفذة..
وبدلاً ان يقارعني هؤلاء الحجة والمنطق ذهبوا بمقالي ينشرونه بقروبات الواتساب ويعلقون عليه أن انظروا إلى هذا المقال العنصري..
صوروا مقالي على أنني لم ارفض ترشيح  حميدتي للرئاسة إلا لأنه من دارفور…تصوروا ..
هكذا كان منطقهم وحجتهم الفقيرة المنحدرة نحو الإسفاف والسذاجة واستدار العواطف البلهاء..
(3)
وعندما تمرد حميدتي على الجيش الدولة وفعل جنوده بالمواطنين العزل مالم يفعله هولاكو” في بغداد ولا “نيرون” في روما و”لاهتلر” في ألمانيا ولا موسوليني في إيطاليا،  بعد تمرد حميدتي وماكان منه وجنوده كتبتُ مذكراً أياهم قصة ترشيحهم لحميدتي فلاذوا بالصمت وما انبسوا ببنت شفة..
(4)
بعض هؤلاء الصحافيين الذين التقوا كيكل والذين سبقت لهم (لقاءات عديدة) مع حميدتي وتغزلوا في كرمه ونبله وذكائه وشهامته مثل ما فعلت نساء بالمؤتمر الوطني وتبعهن في ذلك رجال (كيزان وقحاتة) اقتفوا أثرهن في مدح حميدتي.. بعض هؤلاء الزملاء  أنا لا أشك مطلقاً في وطنيتهم ولا أتهمهم بمالايليق بي ولابهم ، لكنني اقول بكل وضوح وصراحة أن قدرتهم على التحليل وقراءة معطيات الواقع متواضعة جداً، ويبنون عليها سيلاً من الانطباعات حسب الظرف الآني المحيط  بذلك الإنطباع ،هذا فضلاً عن  عاطفتهم الجياشة التي تقودهم إلى استنباط النتائج المتعجلة.
(5)
الآن نقول للزملاء المحترمين  كفوا عن تلميع كيكل كما فعلتم من قبل مع حميدتي ، ولقد حذرناكم من قبل وأبِنَّا لكم حقيقة حميدتي عندما أندحتم في مدحه واسهبتم في ذكر سجاياه “المجيدة” وهو في قمة السلطة والمجد فلم تخيفنا شوكته وجنوده وسطوته ولم تغرينا سلطته وامواله…والآن نحذركم ايضاً من تضخيم كيكل وهو الآن في مجده وسلطته ونفوذه..
أرجوكم البلد ما مستحمله صناعة جديدة لحميدتي آخر…
اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك  دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى