بقلم/ العليش الطريفي محمد
المتابع لمجريات أحداث الحرب بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع الإرهابية ، يجد ان هنالك فارقا كبيرا جدا في العدة والعتاد ، إذ نجد ان قوات العم السريع الارهابية المتمردة كانت تخطط لهذه الحرب منذ أن شق حميدتى عصا الطاعة عن القوات المسلحة السودانية ، وحينها بدا فى تدريب وزيادة قواته بصورة ملفته للنظر مما آثار حفيظة البعض من الاكاديميين وأصحاب الاختصاص ، الا انه قد تكون هناك معادلة بحساب القوات المسلحة السودانية ترى فى ذلك التدريب قد يكون قوة دفع للقوات المسلحة السودانية التى ظلت تعتمد فى قوات المشاة على المليشيا التى كانت جزءا من القوات المسلحة السودانية ، ولكن بعد أحداث مروى اتضحت الرؤية وانكشف المستور ، وقد تبين للجميع أن هنالك مؤامرة من ميليشيا ال دقلو للسيطرة على الحكم مع المكون المدنى بدعم من جهات خارجية ، وقد اشتعل فتيل الازمة بين الطرفين وخاصة بعد الاتفاق الاطارى ومحاولات استكمال التوقيع عليه ، والمشهد السياسي قد تغير كثيرا وتحالفت قوى الحرية والتغيير مع ميليشيا آل دقلو الإرهابية مما زاد من تعقيد الازمه وعجل بالحرب التى قضت على كل احلام السودانين بعد الثورة . لم يكن هنالك تكافوء بين عتاد للميليشيا الإرهابية وبين القوات المسلحة السودانية ، الا ان خبرة القوات المسلحة السودانية وبسالة افرادها وشجاعتهم والتخطيط السليم لادارة الحرب (الحفر بالابره) والتفاف الشعب السودانى حول الجيش (جيش واحد … شعب واحد ) كانت هى من أسباب الانتصار والضامن الوحيد له ، لأن ارادة الشعوب لا تقهر (اذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد ان يستجب القدر و لابد لليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر ). فارادة الشعب السودانى وعزيمته هى التى فجرت الثورة وهى التى عجلت بالانتصار الذى إعاد للشعب السودانى كرامته وعزه وشموخه وكبرياءه ، وأثبت للعالم اجمع ان الجيش السودانى من أعظم الجيوش الان بالعالم ، ورغم امكانيكاته المحدودة الا ان مقدراته فى التخطيط وارادته القوية جعلت من هذا الجيش العظيم انموذجا يدرس في فن الحروب . ان انتصار الخرطوم وفى أواخر شهر رمضان المبارك يذكرنا بالإيمان واليقين والصبر والثبات ، هذه المبادىء والقيم منهاج حياة فى عهد الرسول صلوات الله وسلامه عليه واصحابه الغر الميامين رضوان الله عليهم .
