
بقلم / محمد السماني
إن هذه الحرب اللعينة التي نشبتت في بلدنا كنبتة خبيثة كادت ان تقضى على وطننا الغالى الحبيب لولا لطف الله بنا أن هيأ لنا الأقدار وأعاننا بنصر من عنده وفتح كبير جعلنا نميز تماما الخبيث من الطيب وكشف لنا عوارت كثيرة من ضمنها الموقف العربى والأفريقى المخجل في الوقوف مع السودان في أكبر محنة ومؤامرة على مر تاريخ العالمين العربى والافريقى فقد تعرضت بلادنا لأبشع صور وصنوف العدوان والإعتداء بقصد فناء وتمزيق الدولة السودانية فأستهدفت الحرب الأرض والأنسان والهوية التاريخ وكل إرث ومقدرات الشعب السودانى وثرواته فالعالم يرى ويشاهد ولم يحرك ساكنا ولم يحزننا هذا الموقف الدولى المتوقع ولكن الذى أحزننا وجعلنا نشعر بخيبة الامل هو الموقف العربى والموقف الافريقى إزاء هذه الحرب التي سلطت على السودان ولم يرغب فيها ولم يسعى لها ولم يريدها فحشد لها اعداءنا ما حشد واعد لها العدة غبر مليشيا عابرة للحدود وبأسلحة وعتاد ومعينات وتشوين وتخطيط وتدبير وشراء زمم من بنى جلدتنا ومواقف لمنظمات دولية ولكن يظل موقفا العالمين العربى والافريقى والذى ننتمى لهما جعرافيا وإثنيا وثفافيا وتاريخيا ولحم ودم مخزى للغاية فقد تمثل فقط في الطبطبة والإغاثة والمساعدات الإنسانية وبالإدانات الخجولة ولم تعلن اى دولة فيهما أن مليشيا الجنجويد مليشيا مجرمة وإرهابية إلا القلة القليلة جدا التي تعد باصابع اليد الواحدة ولم نجد اى وساطة جادة فكلها تساوى بين جيش وقوات الشعب المسلحة وبين هذه المليشيا المتمردة وتضعها معها رأس برأس وكنا نتوقع أن تصد معنا هذه المؤامرة لان تكون بعض منها جزء من المؤامرة وجزء من الإعتداء نفسه وما تعرض له السودانلا يجدى معه الحياد من الاشقاء والأصدقاء فهو امر مزموم ومرفوض ولا يرقى إلى مستوى الحدث ولا قدر الإخاء وصلة الدم والجوار والمصير والهوية المشتركة فإذا لم يصدوا مع السودان هذا العدوان فمع من يصدون العدوان ، وإن كانوا يعتقدون ان ذلك يكلفهم الكثير اوربما يؤثر عليهم ويضعهم في مواجهات مع المجتمع الدولى المزعوم فعليهم على الأقل الضغط عبر الطرق الأخرى بقطع علاقتهام مع الدول التي ترعى مليشيا الجنجويد وأن تعلن بكل قوة أن الجنجويد قوات معتدية متمردة وإرهابية وأن ليس لها قضية سوى تشريد السودانيين وزعزعة أمنهم ونسف مواردهم وإستلاب أرضهم وتغيير هويتهم ووواجبها أن تدعم السودان في المحافل الدولية وتسعى عبر الدبلوماسية والعدالة الدولية ( إن كانت موجودة) وعدم إستضافة وإستقبال قادة وافراد المليشيا وطردهم من أراضيهم هم وكل العملاء والمسترزقين بدماء السودانيين
برغم ذلك اناصر السودان وليس معه غير الله وهم العزيز الحكيم فقد نصرنا على اعتى واقوى مؤامرة تمر بالبلاد ولم يسبق في افريقيا والعالم العربى ان يهجز سكان بالكامل من قراهم وتغتصب حرائرهم ويقتل رجالهم وتسلب وتنهب أموالهم وتدمر بيوتهم ومساكنهم بمليشيا جلبت جل جنودها من كل مكان حتى من كولومبيا ناهيك عن افريقيا من اجل ان تغزو السودان ولاندرى ما فعل السودان للعالم حتى يتآمر عليه بهذه الطريقة البشعة التى لا تراعى الإنسانية التى فلقونا بها وصدقناها فتبين كذب منظماتهم وزدنا يقين أنها وجدت ليس لخير البشرية بل لإستعمارها وإستعبادها فمتى نفيق.
برغم مرارة الموقفين العربى والأفريقى ولكن لا نفقد الأمل فيهما ونثق أن مواقفهما سوف تتبدل مع الانتصارات كل يوم وحين يعلمون أن السودان سينتصر سيدركون ان السودان ماعاد يحتاج لهم بل هم من يحتاجون إليه نصرة وصوت لهم ودعم لهم فى كل المجالات فدولتنا غنية وزاخرة بكل شيء وفيها كل شيء وأنها سوف تنهض بعزيمة أبنائها شعبا وقيادة ، عسكر ومدنيين ولن تنحنى أبدا لغير الله ، والتاريخ يسهد لنا انهم من احتاجوا إلينا فى رد العدوان معههم حيث كنا نرسل لهم القوات والرجال تصد عنهم المعتدين ونرسل لهم العلماء والخبراء والأيدى العاملة التي عاونتهم في بناء دولهم حتى صارت منارة للعالمين وأننا بفضل ما نملك قادرون على ان نكون دولة ذات شأن وقريبا فكل مقومات الدولة العظمى عندنا إن وضعنا السودان في المسار الصحيح والطريق القويم وحاربنا الفساد والمفسدين وابعدنا الخونة والعملاء وتجار الحروب..
وقفة :
في المستقبل القريب إن العرب والافارقة هم من يحتاجوننا لا نحن وسوف ترون ذلك بأم أعينكم فهل نقل لمن تأمر منهم او وقف متفرج على الحياد إذهبوا فأنتم الطلقاء ام ندير لهم وجهنا ونعيش فقط لأنفسا.