بقلم / الطيب الصاوي المحامي
ثمة حقائق لايمكن ان يتطرق إليها الشك من بين يديها ولامن خلفها، ظلت مكتومة حبيسة النفوس إلى أن أظهرتها ظروف هذه الحرب التي ذهبت بكل ما هو جميل واظهرت القبيح، مثلما انها اظهرت النفائس
ومعادن الناس الحقيقية ، إذ ان أنها اظهرت ان بعض الشعب السوداني في حاجة إلى إعادة ضبط المصنع في الأخلاق والضمير والمروءة والكرم الذي جبل عليه معظم اهل السودان قديما والإنسانية والشجاعة وكذلك في اللغة التي يجب أن ترتقي بالإنسان والعقل الذي يميزه عن الحيوان ويجب أن تناسب اللغة والمصطح المقام وقيل لكل مقام مقال كيف تطلق على شخص يدخل منزلك صائلا وبقوة السلاح ينهب ويسرق ويغتصب وانت تخفف عنه الجرم وتطلق عليه ( شفشفة ) أين وردت كلمة سفشفة في قاموس اللغة بأنها تعني السرقة وهذه ليست سرقة إنما اغتصاب مال بقوة السلاح من مجرم صائل احل الله قتله فاين وردت كلمة “شفشفة” هذا المصطلح السوقي الذي يخفف وطأة الجرم على المجرم وكأنما يجعل فعله مباح، فهذا يطلق على فعله اغتصاب مال بقوة السلاح ونهب مسلح ولا نقول حتى سرقة لان السرقة اخذ مال من حرز مغلق خفية او خلسة في غياب مالكه ولكن اخذ مال عنوة مع التهديد بالسلاح يعتبر حرابه تستوجب الحكم على مرتكبها القطع من خلاف واذا قتل تستوجب الإعدام مع الصلب حتى ولو لم ينعدم الغوث وكذلك هذه الجريمة تعدت وصف النهب بقوة السلاح ويطلق على مرتكبها “همباتي” والهمباتة هي كلمة قلبت حروفها فهي النهباته من النهب لان الهمباتي يأتيك في منطقة بعيدة وينهب بقوة السلاح اما ما تقوم به المليشيا التترية هو تعدى كل اوصاف الاجرام وعلم الجريمة وهي عبارة عن جريمة مركبة اولا تعدي على مواطن اعزل في بيته انت صائل وكذلك تهديده بقوة السلاح وترويع اهل بيته هذا تعدي على حرمات المنازل وكذلك نهب ممتلكاته بقوة السلاح هذا اغتصاب ( مال مغتصب ) وكذلك التجاوز بالضرب والقتل وهتك العرض هذا جميعه يبيح حق الدفاع الشرعي بأن قتل من يرتكب مثل هذه الجرائم او من يساعده مباح شرعا لان شرع الدفاع الشرعي عن النفس والعرض والمال ومن مات مدافعا عن نفسه وماله وعرضه فهو شهيد فأن من يساعد المجرم فهو ومجرم ومن يأخذ المال المغتصب هو مجرم ومغتصب وناهب هنالك من يأخذ بعض الأغراض من بعض الأماكن التي تكسرها الميليشيا التترية الارهابية بقوة السلاح فإنه اخذ مال مغتصب وحرام ان كان يعرف الحرام والحلال ولكن هنالك جزء من الشعب تجرد حتى من الإنسانية ناهيك عن الدين والأخلاق والحلال والحرام ورغم ذلك نخفف عنه جرمه ونطلق عليه “مشفشف” يجب أن نقول للمجرم مجرم والى السارق سارق وان نسمي الأشياء بمسمياتها ونحسس المجرم باجرامه انه سارق انه ناهب انه مغتصب انه محارب لان الإسلام عرف السرقة والحرابة النهب بتهديد السلاح مع انعدام الغوث وكذلك عرف المغتصب والصائل لماذا نخفف عنه ونطلف عليه مشفشف( من شفشفة ) كذلك يجب أن نرتقي بالذوق الإنساني ونبتعد عن الألفاظ والمصطلحات النابئة التي تجرح الذوق السليم مثل كلمة ( بل ) بمعنى قتل أين وردت كلمة “بل” بمعني قتل في اللغة واصبحت شائعة حتى على مستوى النساء والأطفال ويتعامل بها حتى كبار المسئولين في الدولة و”بل” كلمة تحتمل معاني لا تنسجم والذوق السليم ووقعها على الأذن ثقيل جدا الشعوب ترتقي بخطابها وانتقاء عباراتها ومصطلحاتها يجب أن نرتقي ولو في أحلك الظروف بخطابنا وننتقي كلماتنا حتى تتناسب مع الإنسان السوداني الذي عرف بالادب والأخلاق والحياء كذلك مصطلح ( جغم) وانجغم لم ترد في مصطلح العربية وقاموسها بأنها تعني القتل وهي تطلق على السوائل جغمة ماء او لبن وتعني رشفة ما ورد في اللغة الموت والوفاة اذا كانت طبيعية والقتل اذا كان بفعل فاعل ( ازهاق روح انسان حي ) ولم ترد كلمة جغم بمعنى الموت او الوفاة او القتل يجب أن نقنن اللغة ولا نخرج عن قاموسها بمصطلحات سوقية تنحدر بمستوى الخطاب العادي والرسمي إلى الحضيض يجب ام نرتقي بالسوقية إلى سليم المصطلحات ولا ننحدر إليها فنغبر بنت عدنان.. وقديما قال شاعرنا لا أعرف الفحشاء الا بوصفها ولا انطق العوراء والقلب مغضب ..
الله يصلح حال بلدنا ان شاء الله ويردنا اليه ردا جميلا.