
بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)
بالأمس تناولنا عدم جدوى لجنة الإعمار برئاسة وزير المالية السيد جبريل و التي شُكِّلت بقرار من مجلس الوزراء
وأشرنا الى إفتقار وزراء إتفاق سلام (جوبا) للخبرات التراكمية التي تؤهلهم للقيام بمثل هذه المسؤلية القومية الكبيرة التي وضعهم القرار أعضاءاً ضمن لجنة الإعمار بحكم وظائفهم
وقُلنا إنه يستوجب أن تُرفّع هذه اللجنة لأن تكون لجنة قومية عُليا أو مفوضية ذات شخصية إعتبارية وحسابات بنكية خاصة بها بعيداً عن وزارة المالية
وقلنا إن التخصصية مطلوبة والسعي لأن تكون هذه اللجنة القومية وعاءاً جامعاً و داعماً للوحدة الوطنية بدلاً من أن تكون بؤرة للتخوين والتخوين المُتبادل
و وعدنا بأننا سنستعرض في هذا المقال (السيناريوهات) الكارثية في ظل بقاء هذه اللجنة بوضعها الحالي برئاسة السيد جبريل وعضوية وزراء الحكومة التي قلنا إنها أقل ما تُوصف بأنها كسيحة وعاجزة ولا يُرجى منها خيراً
طيب ….
في حال لم تُرفّع هذه اللجنة للجنة قومية عُليا وأبقت الأقدار عليها فما الذي يحدُث؟
هذا يعني أننا أعدنا المحاصصة في أبشع صورها وجعلنا من إيرادات هذه اللجنة مأكله محمية بمراكز النفوذ و ستطغي المصلحة الشخصية و الحزبية على المصلحة العامة و سندُور في ذات حلقات الفساد المحمي بالسلطة وإن شئت فالبندقية
أولها توجية الإعمار مناطقياً وقبائليلاً بعيداً القومية وهذا وارد في غياب برنامج واضح مُتفق عليه
ثانيها….
سندخل وزارة المالية في تقاطعات محاسبية لا أول لها ولا آخر طالما (الجردل واحد) ولن يكن هناك حداً فاصلاً يُرى بالعين المُجردة بين ميزانية الدولة وميزانية اللجنة وهنا (حا تضيع الطاسة) ويتسع الفتق على الراتق
وكل سهام الإتهام ستُوجه نحو وزير المالية
سيحدث نوعاً من
(تطاقش العيدان) داخل الحكومة طالما أنها أصبحت الحكم والخصم بعكس ما لو كانت هناك لجنة قومية مستقلة من (أفندية)
(صارة وشها)
تُعلِّن عن مُناقصاتها بصورة شفافة عبر موقعها الرسمي والجريدة الرسمية
طيب خلينا نضرب مثال وأتمنى أن يكون
كلامى خطأً وكلام
(ملاريا ساكت)
هب أن هُناك مشروع إعادة إعمار في مجال الإتصالات مثلاً (يقوووم) عمْنا سيادتو إبراهيم جابر يقول أدوه (سوداتل)
شويتين جماعة جبريل يجيبو ليهم شركتين تلاته لتنفيذ الحفريات
(ينطوا ليك) جماعة عقار يقولوا نحن سنُورِّد لسوداتل (الكوابل)
يقوم عمك صبري العيكورة بعرف ليهو شركة (بت لزينا) متخصصة في تنفيذ الحمايات الخرصانية يتفق معاهم بشوية (كوميشن) و يُدخِّلها معاهم
والشُغلانة تصبح
(جبّانه هايصة)
و جماعتي و جماعتك
ويحصل (اللّغِف)
الما منظور مثيلو !!!
عشان كده يا جماعة قُلنا ….
لجنة قومية عُليا
(ما بتعرف أبوها) هي الحلّ
وعمك جبريل ….
يتفرغ لينا (تمامن) لوزارتو يشوف لينا محل الزيت الرخيص وين يشتريهو
والقمح السمح يجيبو
و الأدوية الكويسة يستوردها والجاز المظبوط يوفره والبنزين التمام يشتريهو
و ينآي بمالية جمهورية السودان بعيداً عن هذه اللّجان المُؤقته
ويكتفي بتمثيل وزارته
(زيو زي غيرو) مع بقية الوزراء كأعضاء باللجنة
غير كده صدقوني سنظل ولعقود قادمة نغني …
ظلموني … ظلموني
و لغفنا فلان
و كروتنا فلان
ولن ينصلح الحال بعد كل هذا الثمن الباهظ الذي دفعناه جميعاً.