مقالات الرأي

لكي ينهض وينطلق “المارد” من تحت ركام الحرب والدمار الشامل

الطيب الصاوي المحامي يكتب ل"5Ws-service":

 

بقلم/ الطيب الصاوي المحامي

“الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية وقد اخالفك الرأي ولكن اقاتل من أجل أن تبدي رايك” كلام يكتب بماء الذهب ويعلق على استار الديمقراطية متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم احرارا ..
كما قالها الفاروق عمر بن الخطاب..
اذا ارتقينا إلى هذا الفهم العالي لاحترام الرأي الآخر وقبول الآخر ووظفنا التباين في الثقافة والقبيلة والدين والجغرافيا لمصلحة الوحدة والقومية سوف نكون أمام مارد حقيقي قد ينطلق من تحت ركام الحرب والدمار الشامل إلى مصاف الدول الراقية القوية قوتنا في وحدتنا تأبى الرماح اذا اجتمعنا تكسرا واذا افترقنا تكسرت آحادا… السودان دولة حباها الله بموارد ضخمة وتنوع مناخي وتباين قبلي واقليمي وديني وثقافي فإذا وظفت هذه الموارد وهذا التباين التوظيف الصحيح نكون أمام دولة لها وزنها اقليميا وقاريا ودوليا ولكي يتم التوظيف السليم والصحيح لهذه الموارد يجب أن تكون القومية وحب الوطن شعارا للجميع وان ننبذ خطاب الكراهية العنصرية الجغرافية والعرقية والدينية والجهوية وان يكون ما يجمعنا هو السودان والمواطنة وان نقف بكل صلابة ضد العنصرية والقبلية وان يسود منهج القومية السودانية قومية جدنا الأمام عبد القادر أمام ود حبوبة القومية التي يجب أن تدرس في أعرق الجامعات وللأسف لم نشعر بها حتى نحن السودانيين اهل الجلد والراس عندما سأله القاضي الانجليزي ما اسمك قال عبد القادر أمام ودحبوبة قال القاضي الانجليزي طبعا انت من قبيلة الحلاويين لم يزهو ويفتخر ود حبوبة بذلك الانتماء وكان رده مجلجلا ضد سياسة الانجليز فرق تسد كان رده فاحما وينضح قومية وشموخ وإباء( قال الرجال الشجعان الذين التقيت بهم في بربر وكرري ولا يمثلون الا شعب السودان كله ) ما هذا الشموخ والكبرياء قال القاضي الانجليزي اقتلت المفتش والمأمور كان الرد قوميا قال : (كما قتلتم انتم الألوف من أبناء هذه الأمة ) ويقصد بالامة شعب السودان كم كنت عظيما يا ابو القومية رحم الله شيخنا وامامنا الأمام عبد القادر أمام ود حبوبة واستحقيت قول رقية بنت أمام: بتريد اللطام أسد الكدادة الزام شقّيت البلد من اليمن للشام سيفك للفقر قلام..
الإعلان طلع واتلمن المخلوق بعيني بشوف ابورسوة طامح فوق لو كان بالمراد والاجل مطلوق ما كان بتشنق ود اب كريق في السوق.. وكذلك الراسي ما بوصو من امس الضحى توري ابو زنود ساقو يا مقنع ولياتو …
وكذلك تور بقر الجواميس الرقادن لخ قرنك بفتح الهامة وبمرق المخ البقرقر في الصقير حدي …
ما احوجنا أن نراجع تاريخ قوميتنا وان نضع مناهج تنضح بالوطنية والقومية والصدق والأمانة وحب الوطن والحفاظ على مكتسبات أمة السودان من موارد وثروات وتاريخ وارث تاريخي تليد وان ننبذ العنصرية نحن اصلا مزيج أفريقي عربي وقد يتفوق العنصر الافريقي في تركيبتنا على العربي فلماذا الاستعلاء العرقي واهلنا قالوا ام الكلب بعشوم ما احوجنا إلى الوحدة والقومية وصدق الزعيم الراحل جون قرنق عندما قال ان العروبة لا توحدنا والافريقية لا توحدنا والاسلام لا يوحدنا والمسيحية لا توحدنا أن ما يوحدنا هو السودان والمواطنة لذلك يجب أن نستفيد من تاريخ وارث أمتنا البعيد والقريب في معالجة كل الأسباب التي ادت إلى نشوب هذه الحرب العبثية اللعينة التي قضت على الأخضر واليابس واقعدت السودان واعادته إلى العصر الحجري واذا كانت هنالك حكمة ودراية وحنكة وقيادة رشيدة لما فقدنا الجنوب ولما احتل جيراننا اراضينا حلايب وشلاتين وابورماد والفشقتين وقد يستغل بعض الطامعين في موارد السودان الضخمة انشغالنا بهذه الحرب ونهب مواردنا والامعان في احتلال اراضينا لماذا الخلاف اذا كانت الحصة وطن لماذا الخلاف اذا كان همنا الوطن ووحدته وسعادة شعبه لماذا الخلاف اذا كان الهدف واحد وعن السلطة يجب أن نتحاور ونتفاوض عن كيف يحكم السودان وليس عن من يحكم السودان اذا وجد الأساس يكون البناء ثابت وقوي يجب أن نتجه بإرادة موحدة لوضع دستور دائم يعبر عن أهل السودان جميعا ويشارك في صناعته اهل السودان جميعا وان يرتضوه اساسا ونظاما لتداول السلطة سلميا السودان دولة بها عقول قادت دول إلى النجاح ولكن لن تستطيع أن تقود السودان لان زامر الحي لا يطرب الدين لله والوطن للجميع كما قال المحجوب عليه رحمة الله الحاكم ليس مسؤول من ان يدخل شعبه الجنة ولكن مسؤول من ان يصنع لشعبه جنة في الأرض من خدمات ورغد في العيش وصحة وتعليم وبنية تحتية وحماية وأمن وأمان واستقرار لذلك يجب أن نخرج من هذه الحرب بتجربة عميقة وان نستفيد من تجارب الدول التي خرجت من الحروب أصبحت أقوى وأكثر وحدة وقومية كما في جنوب أفريقيا ورواندا ويجب أن تتوجه الارادة الجمعية الوطنية إلى السلام ولملمة الجراح ونسيان مرارات الحرب وان كانت مؤلمة وقضت على تاريخ شعب وارثه من التراث والثقافة والتسامح واهلنا قالوا من فشى غبينته خرب مدينته لذلك يجب اعلاء مصلحة الوطن وسيادة حكم القانون وتطبيق العدالة وهذا لا يعني العفو عن ما سلف لكن يجب أن يحاكم من اجرم في حق الشعب السوداني محاكمة عادلة بموجب القانون وقضاء مستقل والمتهم بريء حتى تثبت ادانته وعلى ان تبريء الف مجرماً خير من أن تدين بريء واحد فلا تنمية ولا تقدم ولا دولة الا مع السلام والأمن والأمان والاستقرار الله يصلح حال البلد ان شاء الله.

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى