مؤتمر لندن : بصيص أمل في نفق الأزمة السودانية

بقلم: الطيب مضوي شيقوق – المحامي و المستشار القانوني

في لحظة فارقة من تاريخ السودان، وبينما تدخل الحرب عامها الثالث محملة بالمآسي والانقسامات، تتهيأ العاصمة البريطانية لندن لاستضافة مؤتمر دولي رفيع المستوى يوم الإثنين الموافق 15 أبريل 2025، بمشاركة عدد من الدول الكبرى والمنظمات الدولية والإنسانية، في خطوة تمثل بارقة أمل لشعب أنهكته الحرب وتُرك لسنين يواجه مصيره وحده.
المؤتمر الذي دعت إليه المملكة المتحدة بالشراكة مع فرنسا وألمانيا، يهدف إلى حشد الدعم الإنساني العاجل، والضغط لوقف إطلاق النار، ومساءلة من تورطوا في الانتهاكات، إضافة إلى فتح ممرات آمنة للمساعدات، وإعادة النظر في أدوار الأطراف الخارجية التي ساهمت في تأجيج الصراع.
ما يميز هذا المؤتمر – ويبعث على التفاؤل – أنه لا ينطلق من مجرد دعوات نظرية، بل جاء استجابة فعلية لتدهور الأوضاع، حيث تشير التقديرات الأممية إلى أن أكثر من 30 مليون سوداني يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأن خطر المجاعة بات وشيكاً في عشرات المناطق، ناهيك عن أكثر من 15 مليون نازح داخلي.
ورغم غياب ممثلي القوات المسلحة والدعم السريع عن المؤتمر، إلا أن الحضور الدولي الرفيع والمتنوع يعطي انطباعاً بأن هناك إرادة دولية جادة لإحداث فارق، ليس فقط في المسار الإنساني، بل أيضاً على صعيد الدفع نحو حل سياسي يعيد للسودان بعضاً من استقراره ووحدته.
وفي ظل صمت طويل خيم على المجتمع الدولي، يأتي هذا المؤتمر ليكسر دائرة التجاهل، ويعيد السودان إلى طاولة الاهتمام العالمي، بصفته دولة ذات سيادة تستحق الحياة، لا ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية.
إننا، كسودانيين، مدعوون إلى أن نقرأ هذا المؤتمر بعين الأمل لا اليأس، وبروح المسؤولية لا الاتكالية، وأن نضع ثقتنا في أن صوت العقل والضمير لا يزال يُسمع، وأن السلام، مهما طال دربه، لا بد أن يُطرق بجرأة وتفاؤل.
فلعل في لندن يوم 15 أبريل 2025، بداية صفحة جديدة، ينقش فيها السودان سطراً مختلفاً، عنوانه: “الحياة ممكنة، والسلام أقرب مما نظن”.