بقلم / الزين عبد الرحمن محمد احمد ادم
شهد العالم العربي والاسلامي والعالم أجمع مأساة سوريا منذ الستينات ايام سيادة القومية العربية كيف كنا نُبشر برمي اسرائيل في البحر والجماهير العربية في حلم اليقظة تهتف بحياة الامة وتراثها التليد وامجادها وكان حافظ الاسد يحكم سوريا بالحديد والنار و باسم القومية العربية والمتاجرة بقضاياها المصيرية في الوحدة والتقدم والحرية وتحرير ارضها المحتلة في فلسطين ولكن في حقيقة الامر أنه يحكم باسم الطائفة العلوية وتهميش كل الطوائف الاخرى من شعب سوريا كان حكماً بوليساً وقمعياً فعاش الشعب السوري معه في سجن كبير فكانت مجزرة حماة وما تَكشف بعد استيلاء الفصائل المسلحة على السلطة من مآسي في اعتقال الابرياء لمدد طويلة واغتيال المعارضين والحرق والتعذيب الذي مارسه النظام السوري في حق السوريين بعد انتفاضتهم في 2011م . ,لكن الامر المثير هو أن المنظمات الاممية والمنظمات المهتمة بحقوق الانسان ترى كل هذه الفظائع ولا تحرك ساكناً تكتفي بكتابة التقارير وفي غالب الامر فاقدة للآليات لتحمي بها حقوق الانسان المنتهكة من قبل النظام السوري و ما حدث في رواندا من ابادة جماعية أبلغ دليل على عجز هذه المنظمات وعدم كفاءتها في حماية حقوق الانسان .أما ما حدث في السودان فلا مثيل له في تاريخ الحروب تُجتاح المدن وتنهب وتسرق ممتلكات المواطن و يشرد ويقتل ويعتقل ويعذب و تحرق الممتلكات العامة والخاصة والوزارات ومصادر المياه والكهرباء حتى في الارياف بعد انقطاع التيار الكهربائي بفعل المتمردين لجأ المواطن لشراء ألواح الطاقة الشمسية لتوفير المياه لسد حاجتهم فنهوبوا الالواح ما اقترفته المليشيا في قرى شرق الجزيرة وشرق النيل أبلغ دليل على إجرام المليشيا ووحشيتها . نشير هنا إلى المنهوبات التي تمت سرقتها من شرق الجزيرة و يتم بيعها في سوق (6) تقاطع جبل مرة في سوق سمته المليشيا بسوق (تمبول ) في هذا السوق تجد كل منهوبات شرق الجزيرة وتجد البائع اشعث الرأس يكسوه الغبار ويتأبط سلاحه !! ويباع البنقو في الشارع بجانب بسطة الجزارة أو الطماطم ويتم تعاطيه وتحضيره أمام الملا في الشارع أو محلات بيع الشاي والقهوة
ما لفت نظري وادهشني أثناء تواجدي أن المليشيا لها فرق جوالة تراقب وتترقب حركة الباعة والمتسوقين فإن كنت من زائري السوق الجدد فلا شك أنك سوف تكون من صيدهم يمارس عليك الابتزاز ومالك وتلفونك يصادر وهذا من أخف الاضرار التي تلحق بك . أما إذا ساورهم الشك من هيئتك أنك تتبع للقوات النظامية فلهم معك تعامل خاص حتى و لو نزلت المعاش منذ 30 عاماً فلهم حساسية خاصة ضد القوات النظامية من قوات مسلحة أو أي أجهزة اخرى تابعة للدولة فكثير من أفراد القوات النظامية أخذتهم المليشيا من بيوتهم بوشاية من المتعاونيين وخاضعوا تجارب قاسية من التعذيب والاعتقال التعسفي والحجز غير المشروع وعدم معرفة ذويهم بمكان تواجدهم .حدث ذات مرة إن اعتقلت الميليشيا 6 أفراد من السوق بدون أي تهمة أو شبهة وأخذوا لمكان الاعتقال وهم صائمون فجردوا مما يملكون من أدوات كسب معيشتهم وأخذت تلفوناتهم وحشروا في غرفة رديئة التهوية متسخة غير صالحة لحجز أدمي عندما حان آذان المغرب (الافطار ) أتوا لهم (بجك) واحد من الماء و(جك عصير ) حبيبات من الأرز لا تكفي واحد من المسجونيين فنزل الليل عليهم و,اصبح الصبح فإذا بأفراد العصابة يمارسون ما اصطلح على تسميته عندهم بالتهيئة حتى يكون الضحية في تسليم كامل بما يطلبوا فكان الضرب الشديد والاهانات اللفظية المنكرة وأخيرا طلب من كل واحد من هؤلاء فدية بالملايين تدفعه أمه التي تبيع الشاي أو التي تعمل في السوق لا شأن لهم من تكون وماذا تعمل فكل واحد من هؤلاء تم الافراج عنه بعد دفع مبلغ الابتزاز . هذا قيض من فيض فهذه واحدة مثلها الكثير الكثير من الجرائم المخيفة والمحزنة والتي لا تشبه الشعب السوداني الآبي .
فما رأي القانون الوطني والدولي وما رأي المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية فيم يجري ؟
ما رأي الاحزاب السياسية المتحالفة مع عصابة الشر وترجو منها الحل لقضايا السودان الشائكة ؟ والله اجدر نفسي في غاية الاستغراب والدهشة ممن يرجو أملاً في عصابة ومحاربين فعلوا كل الموبقات ضد المواطن السوداني .