
بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)
وفد سعودي رفيع المُستوى من المتوقع أن يصل العاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان اليوم..
الوفد وحسب موقع (فايف دبليوز سيرفس) يتكون من مسؤلين من وزارة الخارجية وصندوق التنمية السعودي ومركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية
ومن المتوقع أن تمتد الزيارة لمدة يومين يجدر بالذكر أن هذا الوفد سبق أن أُحيط السودان علماً بقدومه من قِبل الديوان الملكي السعودي أعلى قمة هرم الدولة بالسعودية مما أكسب الزيارة أهمية كبرى
تقريباً كان هذا هو الخبر ولكن ماذا عن مدلولاته ؟
هذا الوفد أتى لغرض المساهمة في مشروع إعمار ما دمرته الحرب وهذا ليس بمستغرب علي المملكة العربية السعودية وأياً كانت نتائج هذه الزيارة من حيث ترتيب الأولويات العاجلة التى يحتاجها السودان وما ستقدمه المملكة للسودان
فسيظل القرب الجغرافي هو ما سيلعب الدور الأساسي في سُرعة تعافي السودان الجريح يضاف الى ذلك صدق توجه الإرادة السعودية ورغبتها الأكيدة فى مساعدة جار إستراتيجي ظل دوماً سباقاً للوقوف الى جانب المملكة العربية السعودية وليس ببعيد عن الأذهان تحالف (عاصفة الحزم)
بعض المُحللين يلجأون دوماً لربط بعض المواقف السياسية وجعلها هي البوابة التى يجب أن تعبر بها بقية العلاقات بين الدول وهذا لعمري هو عين الخطأ والخطل
فالمواقف السياسة وبكل درجاتها تظل تحكمها سيادة الدولة المعينة إتجاه موقف بعينه ومرحلة إقليمية ودولية ولكن لا يجب تحميل أي موقف سياسي ما ونقيس عليه علاقات الدول ببعضها البعض
لذا ظل إتفاق (جدة) في (١١) نوفمبر ٢٠٢٣م هو مجهود سعودي أمريكي مقدر و هو ما طالب به السودان أن يكون مرجعية الحل حتى إنتهت صلاحية بتقدم العمليات العسكرية لصالح القوات المسلحة السودانية على أرض الواقع
تظل للملكة العربية السعودية السبق والقدح المُعلا في الايواء والإستضافة لآلاف السودانيين الذين طرقوا بابها سواءاً بتأشيرات الزيارة والتمديد التلقائي وهذا محل تقدير وثناء من كافة السودانيين العاملين بالمملكة ولا ينكر إلا مكابر أن المملكة العربية قد وفقت أوضاع معتمري وحجاج عام ٢٠٢٣ و قد ساهمت في جمع شمل آلاف الأسر السودانية خلال هذه المحنة
بل وقدمت الكثير من الخدمات العلاجية
لذا تظل المملكة العربية السعودية هي السند والظهير القوي لهذا الشعب السوداني الكريم العفيف
ولن يجدأي سوداني حرجاً من تقبل الدعم السعودي بل سيستقبله بكل طيب خاطر وترحيب فالسعوديين لا يمنون بما ينفقوا وكاتب هذه السطور يعيش بينهم منذ ثلاثه عقوداً ويعلم ذلك جيداً
نعم تظل المملكة السعودية هي الأقرب لنا وجداناً ودفئاً
وأعتقد جازماً أن إنتشال مؤسسات الدولة وسرعة تطبيع الحياة سينطلق عبر ميناء (جدة) بعد تحديد الأولويات مع الجانب السوداني اليوم
السعودية لها إرث عظيم وحديث في مجالات البنى التحتية والصناعات البتروكيماوية وإنشاء الطرق والكباري والإتصالات والكهرباء وصحة البيئة وإنشاء المستشفيات والمراكز الصحية
وما يفصل بين وصول هذه الخدمات التي يحتاجها السودان هي (١٢) ساعة تعبرها البواخر بين مينائي (جدة) و (بورتسودان)
*والمملكة العربية السعودية لها ولن تتوانى*
في مد يد العون لأشقائها في السودان بلا شك
بلد كريم عفيف أصابه الضُر
للشاعر السعودي أحمد محمد حلواني إبن محافظة (القنفذة) قصيدة صادقة كتبها في حق السودانيين إختار لها عنوان
*فديت أرضك يا السودان*
يقُول مطلعُها …
طاف الخيالُ على أرض من الذهبِ
فصُغتُ قافية للعجم و العُربِ
مفادُها أنني في دولة سبقت في العلم و الفن و الآثار والأدبِ
فإن أتيت الى (الخرطوم) في شغفٍ
رأيتُ فيها العلم يسمو على الشُهبِ
فالنيل فيها يسر العين منظره
ونهضة العلم والتعليم لم تغبِ
وإن رحلت الى أريافها سكُرت
عيناك من حُسنها والمرتع الخصبِ
فكردفان التي قد أنجبت ذهباً
أنهارها عانقت فيضاً من السُحبِ
فيها الفواكة والأنهار جارية
والخوخ و التين و الرمان كالذهبِ
وفي (القضارف) دُخنٌ ساد أو ذرة
أو سمسم قد علا فخراً على القصبِ
تسمو الفضائل في السودان شامخة
كما سمت من جمال الروح لا الحسبِ
فأهلُها أهل جودٍ ما له شبهٌ
ونارهم تشتكي من كثرة الحطبِ
يا دولة سطّرت أمجادها شرفاً
بالعز والدين والأخلاق لا النسبِ
إليك الفخرُ يا السودان معذرةً
إذا القصائد ما وفّت ولم تجب
والقصيدة طويلة وماتعة لا يسمح المجال بها كاملة
فمرحباً بضيوفنا السعوديين في بلدهم الثاني السودان
و *حبابكم الف*
مُعبقة برائعة الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن بصوت فنان العرب محمد عبده
*فوق هام السُحب فوق*
فوق هام السُحُب
وإن كُنتي ثري
فوق عالي الشُهُب
يا أغلى ثرى
عِزِّك لقدام وأمجادك ورا
وإن حكى فيك حُسادك ترى
إنتي ما مثلك بها الدُنيا بلد
*حبابكم ألف*
الثلاثاء ٢٥/مارس ٢٠٢٥م