لأن حجم الدمار كبير وممنهج ويبدو انه (إنتقامي) لذا الأمر الجلل يتطلب برامج مدروسة للإعمار اي بمعنى التركيز على الأولويات وتحديدا البنى التحتية التي لها علاقة مباشرة بحياة المواطنين وعلى رأسها الكهرباء والمياه وتأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والمؤسسات التعليمية وفي مجال الصناعات مطاحن الدقيق ومصانع الزيوت واغلب الصناعات المرتبطة بتوفير الغذاء
عليه فالمطلوب من الجهات المختصة في الحكومة إذا رغبت في عودة المواطنين ( طوعيا ) وليس قسريا كما يحدث الآن قريبا من ذلك .. إذا رغب قادة الحكومة في ذلك فعليهم إعداد العُدة كاملة لتوفير معينات العودة الطوعية للمواطنين
لان عودة الناس إضطرارا لها عواقب وخيمة ترفع من معدلات معاناتهم
المطلوب هذه المرة من السادة المسؤولين ان ينحتوا عقولهم ( أمخاخهم ) قبل ان يُشمِر العمال سواعدهم لتجئ النتائج إيجابية بنسبة ١٠٠ % اي لا مجال ( للصدفة ) والعشوائية كما كان يحدث في السابق ٠٠٠!
مرحلة ما بعد الحرب يريدها الشعب السوداني الموجوع وصابر يريدها مختلفة في كل شئ وتحديدا من ( إعمال الفكر ) المستنير والتنظيم لا للعودة لعهود الفوضى والإرتجالية التي كانت خلاّقة
إذا لم تُغيّر الحرب اللعينة سلوكيات السودانيين حُكاما ومحكومين فيبقى على السودان السلام
اغلب الشعوب في العالم والتي عانت من ويلات الحروب عدة سنوات نهضت من جديد بعد ان وعت الدرس فعلى سبيل المثال لا الحصر في أوربا المانيا وفي آسيا دولة اليابان وفي إفريقيا دولة رواندا فهل يلحق السودان بركب الدول التي نهضت وحققت ( طفرات ) في كل المجالات الحيوية التي دمرتها الحرب اللعينة
للاسف ما زالت “العكننه” مستمرة والسبب منظومة التفكير البالية وتحديدا ما زال قادتنا السياسيين في السودان يعتمدون على سياسة شق الحلاقيم لذا لا نتوقع ان يُعدِل هؤلاء من منهجيتهم تجاه القضايا المصيرية للبلاد والعباد
عليه فالمحصلة فيما يتعلق بالإعمار والبناء قد تكون غير مُقنِعة او بالأحرى ليست ( مُبشِرة )
من جانب آخر ورد في الأنباء ان الدول المانحة وتحديدا الدول الشقيقة والصديقة للسودان خصصت مبالغ مالية لإعانة المتضررين من الحرب اللعينة
بكل اسف التجارب السابقة فيما يتعلق بتوزيع الإعانات المالية كانت سالبة بل تفوح منها رائحة الفساد وكلنا يذكر الإختلالات التي صاحبت توزيع ( منحة الثمرات ) ٠٠٠على حسب التقارير فالذين صرفوا حوالي ١١ مليون سوداني والمتبقي ١٨ مليون سوداني لم تصلهم الإعانة المالية ووقتها كان المبلغ المخصص للثمرات مليار و٨٠٠ الف دولار وصل منه ٥٠٠ مليون دولار اي ما يعادل وقتها ٢٢٥ مليار جنيه
واليوم لا نتوقع ان تصل الإعانات المالية للمواطنين وحتى إذا وصلت قد تصل لعدد محدود تفوح منه رائحة المحسوبية ٠٠!
لذا لست متفائلا بان يتم تنفيذ برامج الإعمار بالشكل الصحيح والسبب لم يعد خافيا على العقلاء والحكماء الا وهو ( التقاعس) وعدم الإهتمام المتواصل من جماعة ساس يسوس بقضايا الشعب السوداني الموجوع وصابر
بكل اسف يعجز هؤلاء في إدارة شؤون البلاد بما يرضي الله ورسوله ويرضيهم هم في المقام الأول لكن ماذا نقول فنحن في السودان نعاني ازمة حكام وازمة ضمير اما فيما يتعلق بالمحكومين اي الشعب السوداني بكل اسف نجد غالبية السودانيين غارقون في بحور السلبية والإنهزامية والأسوأ انهم يسوقون المبررات لإستمرار العوج الحكومي الذي تسبب فيه قادة الحكومات المتعاقبة خلال ٥٠ عاما ٠٠
ربنا يجازي الذين كانوا السبب في إندلاع الحرب اللعينة من احزاب اليمين واليسار
لك الله يا وطن الغلابة المهمشين المحرومين من ابسط مقومات الحياة والعيش الكريم
دمتم سالمين بصحة وعافية.