
بقلم /الزين عبد الرحمن محمد احمد
بعد تكثيف الضربات على مراكز القوة الصلبة والتجمعات للميليشيا واستهداف المركبات القتالية و مخازن الاسلحة أصبحت الميليشيا تئن تحت هذه الضربات وتظهر التماسك بين أفرادها لكن كل الغوغائيين الذين انضموا لها لغرض السلب والنهب والإثراء فتراهم يختبئون في الاسواق عند بائعات الشاي يتناولون الشاي والقهوة ومعها سموم الغيبوبة و يكون وجودهم في العادة الغرض الأساسي منه الاختباء بين المدنيين حماية لهم من ضربات الطيران.بعضهم عمل في بيع الثلج السجائر إضافة للعمل الأساسي والمهنة الأولى والتي لها الاولوية السرقة والنهب يمكن تقول يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم و تركب ركشتك أو عربتك ويأتي المساء وأنت تعض أصابع الندم لفقد العزيزة التي دفعت ثمنها من عرقك وتعبك ,الغريب في الأمر والمثير للاستغراب أن كل هؤلاء ينهبون ويسوقون كما شاهدتُ ووثقتُ لذلك وانا بينهم أشاهد كل ذلك.
في غمرة هذه الفوضى قام أفلاطوني هذه الميليشيا باختراع ما يسمونهم بمكافحة الظواهر السالبة وعملوا نيابات ومراكز للشرطة ( بورق مروس ـ جمهورية السودان ـ قوات الدعم السريع ـ قطاع شرق النيل ـ النيابة العامة ) ويذهب المواطن المغلوب على أمره لهذه النيابة كالغريق يستمسك بالقشة ) بلا طائل .
من المشاهد المثيرة احتفالية المليشيا بأعياد استقلال السودان ، جاءوا بكاروا حمار ونصبوا عليها علم السودان وتبعها أحد الموتورين وكتب على اللافتة ( نهني الأمة السودانية بعيد الاستقلال ) وطافت هذه الكاروا ذات الحمار كل أرجاء السوق ولم تثر أهتمام احد.
أما الأعراس فهذه دراما غريبة أولاً بيت العرس يتحول إلى مكان لضرب الرصاص المتواصل بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة وكذلك( السيرة) عبارة عن مهرجان لضرب الرصاص حتى يصلوا الاستديو للتصوير وفي الاستديو كل من يحمل بندقية صادف مروره بهم يضرب في الهواء الرصاص والمبشرون والمباركون يعلمون علم اليقين أن هذا المال وتكاليف هذا العرس وكل مهرجانات الفرح والزغاريد كانت نتاج لجرائم نهب أو سرقة أو استلام مال مسروق أو أن هذا المال كان نتيجة لجريمة قتل ويتغاضون عن ذلك.
في مدينة رفاعة تلك المدينة الوارفة بالعلم والعلماء والتعليم التي أنارت عقولها وتعلمنا فيها أبجديات كل شيء في المتوسط والثانوي ـ في ذلك الزمان ونحن طلاب صغيري السن في المرحلة المتوسطة ( الأميرية) كنا نذهب لشرب الليمون البارد في ( قهوة فتال) كان عمك فتال هذا رجل مرح كلما قل طلب الجمهور صاح فينا (أصحوا يا أمم ) وكنا تقابل هذه الدعابة بالضحك البري . سُقت تلك الطرفة أو الحكاية لأنبه كل من كان غافل عن ما كان و ما فعلوه هؤلاء الاوباش عند احتلالهم للعاصمة فكانوا يجلبوا جميع العملات من دولار ويورو ، كذلك العملات الافريقية خاصة الصومالية ـ يجدوا من يسهل لهم بيعها ويقبض الثمن ، كانوا يأتون بالذهب المنهوب يبيعونه في سوق الذهب وكانوا يأتون بالشنط مليئة بالعملات السودانية ويحولونهم لذويهم ويأخذ المتعاونون نسبة 15% لتحويل المليون ، كان أحد منسوبي الميليشيا و مرتزقتها يذهب لمدينة مدني قبل السقوط ويملأ الشنط بالعملات ويذهب بها لتحويلها إلى حساب بنكك ويصطحب معه زوجته لزوم التغطية والتمويه ، كان هذا المجرم يذهب كل يومين أو ثلاثة لهذا الغرض أضف إلى ذلك أنه يمد المليشيا بكل ما الطريق من معلومات وعندما دنست مدني بالأوغاد كان هذا أول المحتفلين ولبس رسمي ومعه أبنه ، ما هذه الغفلة ؟؟؟ ماذا يجري هنالك ؟؟.. أسئلة كثيرة تثار محتاجة لإجابة في النهاية أقول ( أصحوا يا أمم ) ( الجفلن خلوهن أقرعوا الواقفات) والآن هم بيننا يتجولون في السوق ويبيعون ويشترون أما مهندسي مكانيكا السيارات فهؤلاء يفرد لهم كتاب كامل عن ما فعلوه كان الجنجويد يأتون بهم لإصلاح أعطاب السيارات وأي مركز لهم تجده مكدس بالعربات في كل انحاء العاصمة وهم يعجبوك في اصلاح السيارات والذهاب لها في أي مكان في العاصمة إذا تطلب الأمر كمبيوتر وغيره لذلك تراهم في عمل دوؤب ودائم حتى يتم الإصلاح ومن ثم السفر إلى محاضن الجنجويد ويمكن أن تذهب خارج الحدود وعليه أن كل من ارتكب فعل جنائي وتعاون مع هؤلاء ينبغي أن يأخذ جزاءه بالقانون ويدفع ثمن ما اقترفت يداه من أثام .
وإذا قدر الله إن وجدتم صانعي الحجبات وشيوخ الدخل والشعوذة فهم على صلة مباشرة بكل أفراد المليشيا وحتى بالقيادات الرفيعة والأفراد يذهبون إليهم لبيع بضاعتهم الكاسدة ويتكسبون منها على عينك يا تاجر ولذا تراهم يلبسونها عياناً وكل من تواجد معهم يرى ذلك.
في القادم القريب وبحول الله وقوته سوف ننتقل إلى أرضنا التي نعشقها عشقاً أبدياً ونعشق مدنها ( رفاعة التي تعني لي ولأهلها الكثير ، فهي مدن مقدسة في وجداننا ستبقى دوماً حرة ) كل مدن شرق الجزيرة سوف نوثق كل ما حدث ليرى العالم وأخوتنا في العروبة والإسلام وأصحاب الضمائر الحية في كل العالم .. إن حق الإنسان في الحياة واحد في كل العالم مهما تعددت أجناس البشر وأثنياتهم .