مقالات الرأي

مشاهد استعصت على النسيان ولن تستطيع الذاكرة اسقاطها (4)

5Ws-service

يوميات نازح : بقلم/ الطيب الصاوي المحامي

 

السلام عليكم..

كان عصيا على فهمي ، إذا لم أكن اتوقع أننا كدولة نالت استقلالها في العام ١٩٥٦م واصبحت دولة ذات سيادة بها إقليم وشعب وقوات شعب مسلحة محترفه عمرها مائة عام وقوات شرطة محترفه ومشهود لها وكذلك جهاز أمن قومي قديم ومشهود له ان تأخذ الدولة كل هذا الوقت لحسم ميليشيا الجانجويد التترية الهولاكية الارهابية وهي ترتكب كل هذه الجرائم التي يندى لها الجبين في حق الشعب السوداني الاعزل ..

فقد كنا شهودا على استباحتها مدينة ود مدني والغالبية العظمى من قرى الجزيرة حيث قتلت ونهبت واغتصبت ونكلت بالشعب ايما تنكيل وليس مذبحة ود النورة ببعيد وكذلك اقتحامها مدينة سنجة الوادعة في حين غفلة ، ولقد كان سقوطها القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لولاية سنار … سقطت مدينة سنجة بدون أدنى مقاومة وفي نصف ساعة هجر سكانها وقتل من قتل وجرح من جرح وتم نهب ممتلكات المواطنين وكان حجم الدمار لا يوصف وخاصة في سوق سنجة الكبير وتبِع سقوط سنجة سقوط مدينة ابوحجار ومدينة ود النيل والقرى التابعة لها إلى أن ارتكبت بالأمس القريب الميليشيا التترية الهولاكية الارهابية مجزرتها وابادتها الجماعية الثانية بحق أهلنا في قرية جلقني مجزرة راح ضحيتها حوالي (٨٣) مواطن اعزل نسأل الله أن يتقبلهم شهداء وكذلك سقطت قرى ريفي السوكي وتم قتل ثلاث مواطنين من قرية ابو البنات ريفي السوكي ثم سقطت مدينة الدندر وريفها الحبيب وبدأت الميليشيا التترية الهولاكية الارهابية بمقتل الشهيد الضو جابر يعمل بالحقل الصحي بمدينة الدندر ثم قتلت العشرات بالدنر وريفها أمثال المواطن بقرية ام ضهير طيبة الأخ الشهيد عبد الرازق عبد الرحيم (عبد الرازق الشملوخ) عليه رحمة الله وفي قرية قردية بشير وفي قرية بيضاء كان مقتل خمسة من المواطنين ، وكذلك استباحت الميليشيا قرية دبركي وقتلت (6) مواطنين نسأل وتم تكبيد الميليشيا خسائر فادحة في الأرواح وتمت إبادة جميع أفرادها المهاجمين.

كذلك قتلت مواطن اعزل بقرية التكمبري ريفي الدندر، هذا فقط على سبيل المثال، إذ كان في كل قرية شهيد او مصاب او من تعرض للذل والهوان.. نسأل الله أن يتقبلهم جميعا شهداء، وما زالت الميليشيا الارهابية تمارس ابشع صور التنكيل باهلنا في ريفي الدندر عن طريق خلاياها في قرية الفريش وكامراب وعبد البنات ، وقد أظهرت هذه القرى حقدا دفينت لا يوصف على من عاشروهم مئات السنين.

المواطن في كل تلك القرى فقد كل شئ الأمن والأمان والارواح والممتلكات وهجر وشرد في ظرف الخريف وفقد مخزونه الاستراتيجي من الغذاء وفقد معه التقاوي وفقد موسم الخريف وخرج خالي اليدين من خريف هذا العام كما نهبت الميليشيا التترية الهولاكية الارهابية اغلب جرارات المنطقة وعطلت الإنتاج ولا شك أن هنالك نذر مجاعة تلوح في الافق فقد واجهت المواطن الاعزل كل هذه الظروف مجتمعة فإن المواطن الان يحتاج للايواء والغذاء والكساء ، الاجارات مرتفعة وبأسعار جنونية والمواطن خرج من منزله خالي الوفاض الا من ثوب يستر جسده فمن أين له بقيمة الإيجار كذلك المواطن يحتاج الغذاء وخاصة الأطفال وكبار السن ويحتاج للدواء وخاصة أصحاب الأمراض المزمنة ..

وفوق كل ذلك تعطل دولاب العمل في الدولة توقف الإنتاج وتوقفت الموارد المواطن السوداني الان يعيش أحلك الظروف في أماكن النزوح في الداخل و دول اللجوء في الخارج وان التحرك لا يتناسب وحجم الكارثة وخاصة من مسؤولي ولاية سنار من رأس الهرم متمثل في الوالي ومستوى المحليات متمثل في الضباط التنفيذين لم يشعروا بمسؤوليتهم ولم يتحملوا اليسير منها تجاه مواطن غلبان اقتحم المجهول هربا من عنف الميليشيا حفاظا على عرضه واطفاله وأصبح أقصى متطلباته الغذاء والايواء.

اما التعليم والصحة والعمل والدخل أصبح له من الرفاهيات صعبة المنال..لذلك تظل رجاءاتنا دائناً أن تحركوا وادركوا مواطن الولايات التي استبيحت من قبل الميليشيا ..

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى