مقالات الرأي

معقولة؟!.. أوراق إمتحانات فى كرتونة “برنجى”

محمد السماني يكتب ل"5Ws-service"

 

بقلم/ محمد السماني
لقد هالنى واذهلنى فحوى خبر وإن كان بسيط وعادى جدا إلا إن فيه تصرف غير مقبول ومخجل وفحواه ان وزير التربية والتعليم بولاية كسلا او من يمثله (غير متأكد منه هو الوزير او من يمثله) ولكن المؤكد هو تسلمه اوراق إمتحانات الشهادة السودانية فى حضور جهة أمنية ، حتى هنا الامر طبيعى ولكن عندما نظرت الى صورة التسليم اصابتنى غمة وعدم رضا وتقبل ان اوراق الامتحانات سلمت فى كرتونة وليس اى كرتونة إنها كرتونة (سجائر برنجى) ، نعم كرتونة تبغ البرنجى مكتوبة على الكرتونة واضحة وكبيرة ومعها صورة كأس البرنجى شعارها الشهير ، ربما تتساءل عزيزى القارى ماهو وجه الغرابة والمشكلة فى ذلك والبلد فى حالة حرب وتسليم الامتحان فى (كرتونة) اقتضته الظروف والواقع المعاش الآن ، ليس المشكلة فى الكرتونة بل المكتوب فى الكرتونة نفسها كونها كرتونة تبغ مطبوع عليها اسمه وشعاره مستخدمة من جهة تربوية تهتم بتربية وتعليم الناس الخير ليكونوا مواطنيين صالحين وتحثهم على الطيبات وتبعدهم وتحذرهم من الخبائث والمنكرات والمهلكات فهى قدوة للشعب والمجتمع يفترض ان لا يفوت عليها امركهذا وهى لا تنظر إلى أنها قدمت إعلان مجانى وترويج من حيث لاتدرى لمنتج ممنوع من الإعلان عنه وإتخذت الحكومات والشعوب والمنظمات حول العالم إجراءات وإحترازات صارمة ضده فمنعت عرضه فى المحلات والاسواق والمولات والبقالات بصورة ظاهرة ولابد ان يكون فى مكان مخفى ومنع اى إعلان عنه حتى لو كان ذلك لوحات او صور او عرض فى شاشات على الطرق او الأماكن العامة ومنعت التدخين فى الاماكن العامة والمطارات وفى الحرمين الشريفين وذهبت بعض الدول الى منعه فى الافلام والدراما وفرضت عليه ضرائب باهظة وفتحت عيادات مجانية خاصة بالإقلاع عن التدخين بل طبعت على علبه صور وعبارات مرعبة ومخيفة حتى تقلل من تعاطيه ، فتأتى تلك الوزارة التى ترعى مهنة الرسل فتقدم إعلان لهذا المنتج الخبيث فتأثيرها اقوى بكثير خاصة على الطلاب ومجتمع التعليم بحيث يكون ( السجائر) شئ عادى ومألوف وليس شئ خطير يجب ان يكون مجرد ذكر إسمه مخيف ومنفر وغير مخبوب… فإن كانت تدرى بأبعاد هذا التصرف فهذه مصيبة وإن كانت لاتدرى فالمصيبة اعظم.
ولنفترض ان تلك الجهة التى وضعت اوراق الامتحانات فى كرتونة التبع تلك لم تجد غيرها او هى التى تيسرت لها او انها مناسبة من حيث السعة والمتانة والشكل فهل عجزوا او غاب عنهم طمس الاسم والشعار او قصه او لصق ورقة فوقها فارغة او مكتوبة عليها عبارة ( اوراق إمتحانات) بدلا من عبارة( برنجى فلتر مع الكأس العجيب).

وقفة
قد ننظر الى الامر انه من الأمور التافهة ولكن عندما يكون من وزارة تعليم فإن الأمر عظيم وعلينا ان نلفت الإنتباه إليه حتى لا يتكرر هو او من على شاكلته.

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى