مقالات الرأي

مع السفير الإماراتي وجهاً لوجه

رد فعل || عماد ابوشامة

بقلم/ عماد ابوشامة

# في عام ٢٠١٧م اتصل بي رئيس تحرير صديق تربطه صلة وثيقة بالسفير الإماراتي في السودان حمد محمد حميد سالم الجنيبي الذي طلب منه أن يرشح له صحفي للعمل في السفارة الإماراتية في وظيفة يسمونه هم حسب الهيكل في السفارة باحث اعلامي نسميها نحن تفخيما مستشار إعلامي قال لي انه رشحني لهم للوظيفة وافقت انا بدون تردد فقد كنتُ وقتها شبه عاطل فقد كنت مرشحا لرئاسة تحرير صحيفة تلكأ مجلس الصحافة في الموافقة على الترشيح بالأصح تحفظ على الترشيح لأسباب اعلمها.. المهم مدني صديقي برقم هاتف سكرتيرة السفير والتي على الفور بعد اتصالي عليها حددت لي مواعيد صبيحة اليوم التالي لمقابلة السفير الذي يجري المعاينة بنفسه.
# تهندمت وحملت شهاداتي سيرتي الذاتية وذهبت لمقابلة السفير
# المقابلة مع السفير كانت مجرد ونسة عادية بعد أن اطمأن إلى أنني أجيد التعامل مع جهاز الكمبيوتر واستخدام الإنترنت طلب شهادتي، سيرتي الذاتية فوقف قليلا عند عملي في بداية مسيرتي الصحفية في صحيفة “الإنقاذ الوطني” وقال لي انك تعرف رأي الإمارات في جماعة الإسلام السياسي باعتبار أن صحيفة الإنقاذ الوطني كانت صحيفتهم ولكنه ارتاح قليلا عندما وجد في السيرة الذاتية أنني أيضا عملت في صحيفة أجراس الحرية المصنفة بأنها صحيفة اليسار والحركة الشعبية لتحرير السودان وقتها.. حول أوراقي كلها إلى السكرتيرة وطلب مني إحضار الجواز وقال لي أن هذه الأوراق سترفع إلى الخارجية الإماراتية التي ستحيلها إلى الأمن الإماراتي صاحب الموافقة النهائية على التوظيف.. سيستغرق هذا الأمر أسبوعا على الأقل ولكنه سلمني مكتبي على الفور وطلب مني مباشرة العمل إلى حين رد الخارجية لإكمال خطوات التعاقد.
# بقت في السفارة بدوام شبه يومي لمدة ثلاثة أسابيع ولم يأت ردا من الخارجية الإماراتية وبدأ السفير يسرب لي قلقه من هذا التأخير وتوقع عدم الموافقة ثم سافر للإمارات لقضاء عطلة العيد هناك وعندما عاد اعتذر لي بدون اي مقدمات وسلمني حافزا للفترة التي قضيتها معهم.. ووصلني احساس على أنه حوسب على ترشيح شخص ذي صلة وثيقة ب(الكيزان) كما يظنون من خلال ما جاء في السيرة الذاتية.
# الثلاثة أسابيع التي قضيتها في السفارة الإماراتية كانت بالنسبة لي مثيرة جدا وغنية بالمعلومات منها ما يمكن ذكره ومنها ما احتفظ به لنفسي.. فقد شهدت زيارات متعددة لوفود إماراتية من الهلال الأحمر الإماراتي وجهات أخرى بغرض القيام بأعمال خيرية ومساعدات في ظاهرها على الأقل وعكست أغلبها في شكل أخبار في الصحف السودانية وهذا ما أعجب السفير وقال لي انهم كانوا ينقصهم مثل هذا الحراك لأن أغلب أنشطة السفارة لم تكن تصل إلى الصحف.. وكانت المهمة الأبرز بالنسبة لي كتابة تقارير السفارة التي ترسل إلى خارجيتهم وتركزت حول اهتمامات الصحف والأخبار الرائجة وكان السفير دائم الجلوس إلى جانبي في مكتبي للتعديل أو الإضافة وان كانت اغلب التعديلات تتركز حول الألقاب فإذا كتبت مثلا الأمير خليفة حيث كان وقتها هو الرئيس فيقول السفير اكتب الشيخ خليفة بن زائد ال نهيان حفظه الله.. وحفظه الله هذه كانت مهمة جدا له.. ولكن عندما يأتي ذكر محمد بن زائد لابد أن تكتب سمو الأمير محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي حفظه الله ورعاه.
# كانوا شديدي الحرص على ردود فعل زيارات الفريق طه عثمان الحسين مدير مكتب الرئيس البشير للإمارات وكان وقتها البروفيسور غندور هو وزير الخارجية وقال لي السفير أن لايفضلون التعامل مع غندور لذلك فإن كل التحركات والانشطة الدبلوماسية بين السودان والإمارات يقوم بها الفريق طه لأن غندور – حسب قوله – من جماعة الإسلام السياسي اي جماعة الترابي من وجهة نظره أو نظرهم..
# السفير الجنيبي رجل متواضع وممكن تقول انه (مسكين) أيضا وينفذ ما يطلب منه فقط ولا أعتقد أن رأيه يعتد به هناك ولو كان بعيد النظر وصاحب قراءات سليمة وفاحصة لنقل إلى قادة بلاده أن التعامل مع البشير افيد للإمارات من أي جهة آخري و أن مناصرة البرهان أقل كلفة من مساندة حميدتي خاصة بعد اندلاع الحرب فكانوا ربما نالوا منه أكثر مما كانوا يرجونه من قائد المليشيا المتواضع القدرات في كل شيء إلا خبثه وعمالته.
# كان وهو جالس إلى جانبي وخالف ساقه على الأخرى يرد على الكثير من المكالمات من شخصيات كبيرة تطلب تأشيرة دخول عاجلة وأغلبهم من الذين يقفون إلى جانب الميليشيا الآن.
# مقر السفارة مكان هادي ومرتب بصورة مدهشة ليس فيه حركة متروكة للصدفة حتى تحركك داخلها بحساب شيء واحد كان يبدو بالنسبة لي غريبا حد الدهشة والحيرة.
نواصل.

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى