مقالات الرأيأحمد يوسف التاى

ملف الفساد الأنتن والأقبح في تأريخ السودان

نبض للوطن

 

 أحمد يوسف التاي

(1)

قضايا الحقوق، والفساد لا تسقط بالتقادم، وماينبغي لها أبداً، فقط كل ما نرجوه ونتمناه ان يقيِّض اللهُ حاكماً عادلاً لبلادنا يقيم العدل ويفتح الطريق لمحاكمة كل من ظلم وكل من غاصت قدماه في اوحال الفساد.

(2)

في الحرب والسلم يظل ملف فساد الأوقاف هو الأسود والأقبح والأنتن على الإطلاق، لايضاهيه فساد في مؤسسات الدولة ولايتفوق عليه آخر في المؤسسات الخاصة..

لقد استثار الحديث الذي ادلى به وزير الأوقاف د. عمر بخيت عن فساد الأوقاف ، قبل ساعات من إقالته، استثار حَميَّتي (فضلاً ما تقروها حميدتي) ، على الأوقاف وشحذ قلمي المثقل بالإحباط وتذكرتُ الحديث ذو الشجون.. وعندما اكتب عن فساد الأوقاف الإسلامية، لم اقصد تشهيراً أو تعريضاً بأحد ، ولو أردتُ لفعلت فكل الأسماء الكبيرة والصغيرة مازالت الذاكرة تحتفظ بها ولم تزل المستندات والوثائق طرفنا..

(3)

كنتُ قد نشرتُ مستندات فساد الأوقاف على الملأ، ولكن للأسف الشديد لم أجد حتى من ينكر ويفتح بلاغاً في مواجهتي كما كان يفعل معنا بعض الفاسدين لتغطية فسادهم..

حلقات متسلسلة من تحقيقات صاعقة أجريتها في وقت سابق وكشفتُ فيها تجاوزات وحالات فساد لم أكن اتصور ان تبلغ هذا الحد..

ولذلك أقول لوزير الاوقاف الذي تحدث عن مافيا ونافذين هم وحدهم الذين يتحكمون في ملف الأوقاف هون عليك ..هذا الملف لم يحن وقت الكلام فيه فهو يحتاج إلى ميقات زماني محدد لم يتوفر بعد..

فلقد دبجنا المقالات، لكن للأسف لم نجد الا الصمت إزاء الذي أثرناه من فساد وتجاوزات ناءت بحملها يومذاك صحف الخرطوم.

وكتبنا مراراً أن هناك مسؤولين استولوا على عقارات تبرع بها اصحابها وقفاً لله ليكون ريعها للأيتام والأرامل وطلاب الخلاوى والمساكين.. منهم من اتخذها مقراً لأحزابهم ومنظماتهم واتحاداتهم ووزاراتهم ومنهم من اتخذها سكناً له ولأبنائه وأسرته، ومنهم من استغلها دوراً لنقاباتهم، فلا هُم خرجوا منها ولا هُم دفعوا قيمة إيجارها، ومنهم قضاة ومسؤولين في الدولة…واي شخص مشكك في هذا الحديث الذي نمتلك مستداته فليسال مدير هيئة الأوقاف الأسبق الدكتور

الطيب مختار فهو مازال على قيد الحياه أسألوه سينبيكم بكل تلك الجرائم البشعة والفضائح القذرة..ولو لم يكن الامر متعلق بالأوقاف الإسلامية لكان الامر مثله ومثل فسادهم الآخر

(4)

لقد كانت هيئة الأوقاف في عهد الدكتور الطيب مختار ترسل الخطاب تلو الخطاب إلى جيوش “المحتلين” لإخلاء تلك المواقع، ثم وصل مرحلة الاضطرار لاستخدام القوة الجبرية للإخلاء بعد توجيهات واضحة من وزارة العدل ولكن مراكز القوى كانت أقوى من وزارات الأوقاف والعدل ومجلس الوزراء ذات نفسو.. أما خطابات الدكتور الطيب مختار وتوجيهات وزارة العدل فلم يستجب لها إلا قليل.. وقليل جداً.

(5)

وأخيراً أقول لوزير الاوقاف الذي تردد أن إقالته جاءت بعد محاولته نبش بعض الملفات ، أقول له أسأل الدكتور الطيب مختار مدير الأوقاف السابق فهو لازال حياً وستجد عنده كل التفاصيل والمستندات، ربما تستطيع مع آخرين فعل مالم تكن تفعله وانت وزير….

كما ينبغي عليك ان تعقد مؤتمراً صحافياً تكشف فيه أسباب إقالتك، لندرك ونحلل إن كانت ذات علاقة بما اثرته أم لا..

(6)

ملف الأوقاف والسطو عليها في تقديري يُعد من أنتن ملفات الفساد، وهو في رأيي يحتاج ثورة وإلى قرارات رئاسية صارمة وتوجيهات حاسمة بفتح تحقيقات جريئة لا يخشى القائمون عليها في الله لومة لائم، فقد اصبح ملف الأوقاف في كل العهود رمزية للفساد المنظم المحمي بالقانون والنفوذ …اللهم هذا قسمي فيما أملك

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى