بقلم/ الطيب الصاوي المحامي
أثلج صدري موقف يدل عن معدن أصيل و تربية كريمة وعين “مليانة” وكرم حاتم الطائي وابنته سفانة..
قبل قليل ذهبنا مودعين اخونا جمال محمد زين المغادر السودان بباخرة صباح اليوم الأربعاء إلى ..وبينما نحن جلوس عند بوابة ميناء جدة الإسلامي والأجواء الحارة والمسافرون في جلبة وهم يرتبون أغراضهم فإذا بذلك السوداني الأصيل (الرقيق خيط الشَّلَّة) أوقف سيارته ماركة “توسان” وانزل عدد من حاويات الفلين الحاوية تحتوي على ما لا يقل عن خمسين وجبة فاخرة و وعددا من صناديق قوارير الماء البارد..
إلى هنا الوضع طبيعي وكرم اهل السودان المألوف الذي جبلوا عليه ولكن هذا الرجل احضر أطفاله لخدمة أهلهم السودانيين ، وقد كانوا يتسابقون في توزيع الوجبات
وكذلك الماء البارد وكانت ( توته) كما سمعت والدها يناديها تجول كالفراشة بين أهلها السودانيين و وهي تردد بأدب وحشمة وحسن تربية عبارة (تفضل، تفضل).. في الحال أطلقتُ عليها لقب سفانة ابنة حاتم الطائي وكذلك ابنيه الكبير والصغير يقومون بتوزيع اطباق الوجبات والماء البارد على أهلهم من السودان..
هذا الرجل أراد من إحضار أطفاله للتوزيع ليزرع فيهم بذرة الانسانية والكرم وحب الخير للناس وكذلك أراد أن يعلمهم خدمة الآخرين بكل احترام وأدب وأخلاق وتواضع، وانت تسمعهم يرددون في ادب: تفضل يا عم تفضلي يا عمة..
ما لفت نظري ان احد أبنائه تبعثر منه أرز على الأرض صاح والده قائلا له حرام فاخذ مناديل واخذ ينظف في الاسفلت من حبيبات الأرز، اراد الاب ان يغرس فيه حب النظافة والمحافظة على المرافق العامة هذه هي التربية التي يجب أن نربي عليها ابناءنا ونعلمهم حب الآخرين وحب خدمتهم وكذلك نعلمهم كيف يكون الإنسان انسان ونغرس فيهم الانسانية حب الخير للناس والمحافظة على الموارد والمرافق العامة .. والله منظر الأطفال يتسابقون على توزيع الوجبات والماء البارد منظر يجعلك تشعر بالفخر انك سوداني اللهم ربي احفظ هذه الأسرة الكريمة واحفظ أبنائهم واسعدهم بهم واجل ما قدموه في ميزان حسناتهم واحفظ هذا الوالد المربي واكيد وراء كل عظيم امرأة وما عكسه الأطفال من ادب وحب الآخرين عكس أيضاً شخصية امرأة عظيمة ومربية من الطراز الفريد الام مدرسة اذا اعددتها أعددت شعباً طيب الاعراق اللهم ربي اسعد هذه الأسرة المعلمة لمعاني الكرم والإنسانية وحب الناس واحفظ اطفالهم الذين تربوا على الكرم والإنسانية والمحافظة على المرافق العامة…نعم المرافق العامة…نعم المرافق العامة..هل قلتُ المرافق العامة.. والى ان القاكم في موقف يشرف كل سوداني ان كان في العمر بقية اترككم في رعاية الله وحفظه.