مقالات الرأي

نجوم “الأضواء الزرقاء”..نكبة مشاهير السوشيال ميديا في السودان

الهنا حميدان تكتب ل"5Ws-service"

 

بقلم/ الهنا حميدان حسن

في الآونة الأخيرة وكما هو واضح للجميع أصبحت الميديا هي أفضل و أوسع وسيلة للانتشار وذلك لسهولة واتاحة ادواتها فالآن الكل يحمل بيده هاتف ذكي يخدم الغرض .
للسوشيال ميديا اسهامات كثيرة في نشر المعرفة والتواصل بين الناس ، في السابق كانوا يقولون أصبح العالم قرية صغيرة ، اما الان أصبح العالم كله موجود في قطعة صغيرة سهلة الحمل والاستخدام وهذا الاستخدام يرجع إليك انت حامل هذا الجهاز( الهاتف الذكي) .
نكبة مشاهير السوشيال في السودان وهذا ما يعنينا انهم اتجهوا الى الإسفاف والابتذال فقد اصبحت جودة المحتوى الذي يقدمه من يريد الشهرة غير مهمة ، المهم ان يصل هذا المحتوى الي اكبر عدد من المشاهدات ولا يهم ما هي وسيلة الوصول، وهذه المشاهدات تعني ان أشخاص قاموا بشراء وحدات انترنت من مالهم وبكامل إرادتهم إختاروا ان تذهب هذه الوحدات الي مشاهدة محتوى معين وهم يعلمون انهم بهذا وبطريقة مباشرة جدا يرسلون أموالهم هذه إلى (المبدع) صاحب هذا المحتوى ، فالمحتوى الذي يعرض في المنصة المعنية له سعر تحدده الشركة المالكة لهذه المنصة ويزداد السعر كلما ازدادت مشاهدات المحتوى المعروض ، وهنا كانت الكارثه فالوصول لأكبر عدد من المشاهدات والمتفاعلين أصبح غاية بررت كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة واصبحت لهم الغايات ولنا الخزي والعار .
وأيضا هنالك أشخاص لم نسمع عنهم وعن ما يقدموه من خدمات الا في الميديا فهل هذه الخدمات حصرا فقط على أبطال المحتوى الرقمي فقط ؟ ، وأيضا اخرين لا نعرف محتواهم ماذا يقدمون و كيف وصلوا إلينا ؟ ،وهذا غير مدعي المعرفة واستشاريي العلاقات ناهيك طبعا عن السياسيين( البوليتيكا) وهؤلاء كثر وأكثرهم مضللين وكاذبين باعوا قضاياهم وتاجروا بها من أجل النقود .
ويجدر بالذكر ان في كل هذا الهتر يبقى النصيب الاكبر للنساء ، فهن اكبر فئة منتشرة في السوشيال ميديا بمحتويات مختلفة ، فتجد من لها محتوى فعلا سواء كان تجاري او تعليمي او ترفيهي هادف ومستفاد منه ، وهن بالتأكيد لا يشملهن هذا النقد ، ولكن بالجانب الآخر من كان مدخلهن في البداية إحدى هذه المحتويات الهادفة وعندما لم يجدن انتشار ومشاهدات اتجهن إلى تقديم محتويات مخلة ومنافية للأدب والأخلاق من العري والتلفظ بألفاظ سيئة وايحاءات جنسية ، ومنهن من اتجهت الي اختلاق قصص مجتمعية للإثارة والتشويق اغلبها غير واقعي تحمل افكاراً هدامة لقيم المجتمع السوداني وتثير الحفائظ ، وبعضهن لجأن لإختلاق خلافات وهمية و ملاسنات فيما بينهن لزيادة عدد المشاهدات إستدرار التفاعل وهن في الواقع محتوياتهن فقيرة ومبتذلة واتجهن كذلك لنشر الفضائح والسب والشتم فيما بينهن والهدف واحد ومعلوم .
كذلك أصبح رائج جدا الآن منصات تواصل اصحابها من ( المثليين) و أصبح حديثهم وحياتهم اليومية وذكرياتهم وخلافاتهم كلها متداولة في كل المنصات وفي النور وأمام الجمهور ، فالعائد المادي كبير من وراء هذا النوع من المحتويات باعتبار انهم مادة دسمة فالوقت قريب كانت مثل هذه العوالم وما شابهها خفية غير مرحب بها في المجتمع السوداني الذي كان و مازال يعتبر من المجتمعات المحافظة لذلك من النادر جدا ان تصادف أحد هؤلاء الشواذ في الحياة اليومية ويكون بهذه الجرأة في الطرح ، لذلك وللأسف عندما أصبحت هذه العوالم مفتوحة كان الفضول سيد الموقف بكل تأكيد ، فمعرفة من هؤلاء وكيف وصلوا الي هذا الموصول والأسباب وغيرها من التساؤلات تراود اي شخص عادي ، ولانهم يعرفون هذا دائما يكون محتواهم عبارة عن قصص ومغامرات مروا بها منها ما هو حقيقي ومنها يتم تأليفه ليتوافق مع ذوق المتلقي وكل هذا له عائده من المال والشهرة.
ويمكن أن ترى كل هذا القبح مجتمع في إحدى المناسبات التى تخص احد هؤلاء فلا يمكنهم ان يفوتوا مناسبة يمكن ان تصبح ترند (أعلى مقياس انتشار في جميع منصات التواصل الاجتماعي ) لابد أن يكونوا جزء من هذا الترند ، فترتفع الكاميرات لتصوير الحدث غير المهم في الأغلب الاعم وبعد ذلك يتم نشرها وانتظار العائد النقدي وكلما كانت الحدث مثير واللبس فاضح كانت المشاهدات أكبر ، فمن اجل ركوب الترند والاشتهار يفتعلون الخلافات ويتبادلون الاتهامات والشتم والسب علنا أمام كاميراتهم المفتوحة وكل هذا متفق عليه ومعلوم الهدف منه بلا شك .
في الآخر لابد لنا أن نسلم ونقول ان هذا الأمر يصعب التحكم فيه فليس هنالك زرار نستطيع أن نضغط عليه لنوقف كل هذا بشكل عام ، ربما هنالك زرار موجود بمكان ما بالتأكيد ليس السودان ونحن لا نملكه كما لا نملك أمر الكثير مما هو موجود حولنا ، ولكن بشكل خاص يمكن ان لا نشارك في نشر مثل هذه المحتويات بمشاهدتها والتفاعل معها يجب ان لا نعطيهم من اموالنا ليزدادوا ثراء وطمع ومجون يجب أن لا نسمح لهم بغشنا وتضليلنا والتلاعب بعقولنا وغرائزنا وتدمير اخلاق أطفالنا ، بيدنا أن نوقف كل ذلك فقط باللمس على زر إلغاء المتابعة و وأد الباطل بالتجاهل .
الهنا حميدان حسن

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى