مقالات الرأي

نداء سلام السودان [1]

دولة القانون || عبد العظيم حسن

بقلم / د. عبد العظيم حسن
المحامي

بقيادة د. فرانسيس دينق وعضوية د. أسماء أحمد النعيم، أ. د. عبد الله أحمد النعيم، د. عصام عباس انطلقت مبادرة سلام السودان متضمنة مبادئ عامة تمثلت في : 1. وحدة السودان وسيادته: رفض أي محاولات للتقسيم أو تدويل الأزمة. 2. وقف شامل لإطلاق النار كأساس لأي عملية سياسية. 3. شمولية العملية بلا إقصاء لأي طرف مدني أو عسكري غير متورط بجرائم جسيمة. 4. عدالة انتقالية: تعالج الانتهاكات عبر آليات وطنية ودولية. 5. الانتقال السلمي للسلطة: نحو حكم مدني ديمقراطي.
المحاور العملية للنداء جاءت في خمس مسارات، الأول: المسار الأمني والعسكري، بحيث يتم وقف لإطلاق النار بضمانات إقليمية ودولية لتجميع القوات في مناطق محددة تحت إشراف لجنة مشتركة وبرنامج دمج وإصلاح المؤسسة العسكرية. المسار الثاني سياسي، ويدعو لحوار وطني جامع برعاية إقليمية (الهيئة الحكومية للتنمية IGAD + الاتحاد الإفريقي + الأمم المتحدة). في ذات الصعيد دعت المبادرة لتشكيل سلطة انتقالية مدنية متوافق عليها، مع خارطة طريق لصناعة دستور دائم وانتخابات عامة خلال فترة انتقالية تتراوح بين ثلاث لأربع سنوات. المسار الثالث لنداء سلام السودان إنساني، ونص على وضع خطة لعلاجه بفتح ممرات آمنة لإغاثة المدنيين، وعودة النازحين واللاجئين لمناطقهم بالإضافة لبرنامج إعادة الإعمار وتعويض المتضررين. المسار الاقتصادي حل بالدور الرابع، وقد نص على خطة عاجلة لاستقرار الاقتصاد بوقف التضخم، دعم العملة، إعادة تشغيل المرافق الحيوية مع الدعوة لمؤتمر دولي لإعادة إعمار السودان بهدف استثمار الموارد الطبيعية لصالح التنمية الوطنية لا الحروب. خامساً حل المسار الاجتماعي والمجتمعي متبنياً ضرورة مصالحة وطنية شاملة بين المكونات القبلية والسياسية عبر برامج لمكافحة خطاب الكراهية والعنصرية، وإشراك النساء والشباب والمجتمع المدني في العملية. يجدر بالذكر أن نداء السلام أورد عدة آليات لتنفيذه محدداً إياها في مجلس وطني للسلام يضم ممثلين عن الأطراف السودانية كافة بضمانات إقليمية ودولية عبر مجلس الأمن والاتحاد الإفريقي. وجدول زمني واضح يحدد مراحل التنفيذ ويخضع للمراجعة الدورية.
اللافت للانتباه أن ترأس السياسي والدبلوماسي والقانوني د. فرانسيس دينق أعطى المبادرة زخماً واضحاً واهتماماً ملحوظاً لدى قطاع كبير من السودانيين بجانب المجتمعين الإقليمي والدولي. رئيس وعضوية المبادرة، ومن خلال التصريحات التي أدلوا بها أكدوا على استقلاليتها وأن الحوار السوداني – السوداني الذي لا يستثني أحداً هو المدخل الوحيد والصحيح لإنهاء حروب السودان. بالمقال القادم سوف نتناول ما يجب على السودانيين أن يقدموا من نقد إيجابي للمبادرة سواء شكلاً ومضموناً وذلك سعياً لجمعها مع غيرها من المبادرات الحريصة لأن تكون هذه الحرب آخر حروب السودان، ونواصل.

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى