1
في أول يوم وفي نفس لحظة دخول هؤلاء الاوباش مدينة الحاج عبدالله بحكم انها اول مدينة أو بالأحرى محلية متكاملة بعد ود مدني كنت انا وشقيقي الباشمهندس قمر الدين في طريقنا إلى قرية الدنيقيلة جنوبي الحاج عبدالله لأداء واجب عزاء وفور وقوفنا على حافة الاسفلت(الظلط) وقفت جوارنا اول عربتين قتاليتين بكامل عتادها وجنودها فيها ما يقارب العشرون فردا وعدد 4 مواتر في كل موتر 3جنود مدججين بالسلاح في العربة الأولى قائد برتبة الرائد (خلا) رأيناه يسأل المواطنين الذين تقاطروا والفضول يسيطر على الجميع. 2
وبسؤاله عن هل بهذه المدينة جيش او(فلول)؟؟؟ وبدأوا ينزلون من العربتين والمواتر
ويتجولون مستطلعين شأنهم شأن كل غريب في المدينة قلت لأخي هؤلاء طلائعهم وعندما نعود من واجب عزاءنا أعدك بأنهم سيأتون أفواجا(والغيث في أولو قطرة). 3
ذهبنا في حال سبيلنا وعندما عدنا قبل المغيب وجدنا أن الحال تغير تماما وقد وجدناعربات الجنجويد تسد الأفق ومنعوا المارة من استخدام الطريق وتصدوا للمركبات التي تحمل النازحين من مدني إلى سنار طلبا للأمان بعد أن استبيحت و مدني وضاق الحال بمن نزحوا إليها من الخرطوم احتجزوهم بالحاج عبدالله وتفتيش وارتكازات وتضييق وضرب بالسياط وكانت هذه بداية تمدد الميليشيا بقرى جنوب الجزيرة ليبدأ فصل جديد من الوحشية والانتهاكات التي لم يحدث مثيلا لها في التاريخ القديم والحديث. 4
ولأن (ابوسقرة) اول قرى الحاج عبدالله شرق مصنع الحاج عبدالله ومحالج القطن وبالتالي شرقي الطريق الرئيس كانت أول وجهة الجنجويد بعد الحاج عبدالله، الاان سكان ابوسقرة وبعد انتشار الاوباش بالحاج عبدالله وانتشار الأخبار بأنهم بدأوا بالانتهاكات والنهب والتنكيل بالمواطنين استشعرو ا الخطر وتنادوا في المساجد والمراكز والميادين ان(احموا بيوتكم واعراضكم وممتلكاتكم،) 5
فأقام الأهالي والشباب وكل القادرين على التصدي لهؤلاء الاوباش ساترا عظيما (ترس)
حول القرية من كل الاتجاهات وسهروا على هذا السد البشري حتى صباح اليوم التالي وتعاهدوا على إلا يدخل القرية هؤلاء الانجاس الملاعين إلا على أجسادهم علما بأنهم غير مسلحين بما يكفي لمواجهة هؤلاء الاوباش وأغلب أسلحتهم هي السواطير والفؤوس والعصي والسكاكين ولكن كان من أقوى أسلحتهم الرجالة والبسالة والصمود والإيمان بضرورة حماية الأرض والعرض، والممتلكات، ليبدأ فصل جديد من الحكاية مع هذاا (الترس البشري) ( العجيب) تابعونا في الحلقة القادمة إذا كان بالعمر بقية،
وصلى الله على
