مقالات الرأي

وداعا بحر الجود العطا الراحل الحاج عبد الله أحمد الصديق

5Ws-service

بقلم/ صديق حويوا

خيم الحزن عظمت المصيبة عندما عم الخبر القرى والفرقان برحيل فارس الفرسان وأخ الإخوان وطيب العشرة مع الاهل الجيران
ولكن هي مشيئة المولى عز وجل الذي كتب الموت على عباده كتابا مؤجلا

واسفاي على فارسنا وشمسنا الغابت
أسد الكترة منو المرافعين هابت
كان رباي يتامى وضربة ما خابت
تبكيه الألوف شوفا يوم الدافنة
كان سيد الدار وأطيب خياار في اسلافنا
كم حمل هموم الضعفاء والمعدمين وأهل الحاجة
كم مسح دموع الأيتام والارامل
كان الحصن الذي تلجأ إليه الناس حين تاهت الدروب ونورا يضئ إذا اشتد الظلام.


رحل منا ولكن لم يرحل عنا تبقى سيرته الطيبة وغرسة الكبير ينمو بين جيل وجيل يتدارسها الكهول مع الشباب بأن سنار عامة والدندر خاصة فقدت رجلا فارسا غيورا سخيا (رغوما) على أهله وعلى الدندر عامة أن بصماته في الحياة العامة تقف شاهدا على عطائه في كافة المجالات الخدمية خاصة الصحية ومستشفى الكلي وهو خير معين يتدفق له في ميزان حسناته بإذن الله وهو الذي سينهي معاناة مرضى الكلى بمحلية الدندر وباقي المحليات
كل أهل الدندر بكوا الراحل وفقدوه لعلهم بدوره الكبير في الحياة العامة ودعمه المتواصل للمرافق الخدمية يتقدم الصفوف لكل مبادرة
اتذكر يوم خرج أهل الدندر وسيروا غافلة لدعم القوات المسلحة كان دعمه حاضرا في الميدان سيارة كبيرة محملة سبعين جوال زرة رأها كل من حضر المشهد في ذالك اليوم وقد كان واقفا متهللا بعصاته البيضاء والبشرى تعلو وجهه من جميل ما صنع وقد صعدت إلى السيارة ورأيت ذلك بعيني راسي
التقيته في ثاني أيام عيد الاضحى المبارك قبل عامين تقريبا بمدينة السلام وجلست بجواره ذكرت له دوره في الدندر كرجل بر وإحسان وانت ابونا وكبيرنا (فقال لي بنبره هادئة بارك الله فيك يا ولدي لكن نحن دورنا انتهى الباقي عليكم انتو)
الراحل صاحب مال ولكن ليس كل صاحب مال يعطي
نال قصب السبق في العطاء بل عطاؤه دائم لا ينقطع ترك سيرة حافلة سجلها بنفسه بمداد من ذهب وتاريخ ناصع أن الرجال في إعطائها لا في الكسب فحسب لأن المال سيفنى وتبقى الذكرى الطيبة التي غرسها صاحب المال بلا من ولا اذي
برحيله انطوت صفحة ناصعة من العطاء وفقد أهل الدندر رجلا ترك مساحته شاغرة ليجود الزمان بمثله ويملأها وعزاءنا في ذلك أبنائه أن يسيروا على درب ابيهم بإذن الله
تعازينا لأهله وأبنائه وبناته وعارفي فضله ولاهل الدندر عامة نسأل الله العلي القدير رب العرش العظيم ان يتغمده بواسع رحمته وينزله منزل الشهداء والصالحين والصديقين وحسن أولئك رفيقا
(إنا لله وإنا إليه راجعون)
الصورة جمعتني به في العمارة مدينة السلام بمناسبة عيد الأضحى المبارك

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى