
بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)
بالأمس أدي معالي وزير الخارجية الجديد سعادة السفير محي الدين سالم القسم أمام رئيس مجلس السيادة وزيراً للخارجية
والقى كلمة تعتبر (كويسة) نوعاً ما وما لفت نظري هو تكرار عبارة (نحن رُسل سلام) وإن جاءت بعدها عبارة (إلا من أبى) لترد بعضاً من الأنفاس الوجلة
ماذا يريد سفيرنا الأسبق بالأمارات من العبارة !
نعم معالي الوزير ….
السلام الذي يبحث عنه السودان وقدم من أجله الأرواح والمهج والدماء ليس هو السلام الذي يأتي فوق كرامة وعزة هذا الشعب وطريق السلام (واضح) و واحد وقد أكده السيد الرئيس في غير ما حديث له!
معالي الوزير ……
من الطبيعي أن يكون أول المُهاتفين لكم ليلة البارحة مهنئاً هو وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي كحرص مصر دوماً علي مصلحتها أولاً وأخيراً
ولكن ثق أن علاقاتنا الدبلوماسية مع مصر ليست علي مايرام وتحتاج إلى الإنعتاق من دبلوماسية الأمنيات الطيبة وبيع الكلام الى النِدّية والمصلحة الحقيقية المُشّتركة
وقد كشفت هذه الحرب المزيد من ضلع وعوار هذه العلاقة فعلى سبيل المثال ….
قضايا طلاب الجامعات و المدارس والمفقودين ونزلاء السجون و(بدعة) الموافقة الأمنية حتى لطالب العلاج وطالب الدراسة
هذه العلاقة يا سيدي ليست كما ينبغي ويجب أخذ هذا الملف بقوة وليجدوا منكم غلظة وصراحة بعيداً عن (أوكازيون) الأماني والكلام المعسول
نُريدُ أفعالاً فقد إستفذنا مُعلقات الكلام وثلاثية نجيب محفوظ وأشعار فاروق جويدة
معالي الوزير ….
ملف علاقتنا مع كينيا سبق أن إخترقه السفير علي يوسف بنجاح مذهل وكان يمكن أن يتم تحييد هذه الدولة الداعمة للتمرد لو إستمر العمل به و هذا ما نتمنى أن يجد إهتمامكم وهكذا بقية دول الجوار الغرب والجنوب والشرق أفريقي
ياسيدي …..
ملف علاقاتنا من دول الخليج يحتاج للصراحة والمواجهة فقد تبخّرت بعض الوعود وتوقفت بعض الدعومات عند كراتين التمر وجوالات الدقيق وصفائح الزيت .
تحتاج هذه العلاقات لإحداث صدمة وهزّة ومواجهة بصدق نعم مشكورين على الجهد والدعم ولكن ماذا عن وعود المساهمة في إعادة الإعمار .
سيدي الوزير …
طالبتم في كلمتكم بالأمس دول العالم بمراجعة مواقفها حيال ما يحدث في السودان وهذا بالطبع لن يتأتى هكذا بالمناشدة ما لم يتبعه حراكاً دبلوماسياً نشطاً تختارون له الأكفاء من السفراء من ذوي الفهم العميق لإدارة العلاقات الخارجية
فلا يُمكن لدولة أن تغيير قناعتها ما لم تجد الطرح الموضوعي المدعُوم بالقرائن والأدلة
معالي الوزير …
سفارتنا بالقاهرة ظلت هي بيت العنكبوت بين كل بعثاتنا الخارجية فقد أعجزتها كافة الملفات وبلا إستثناء الطلاب ، الجامعات ، المفقودين ، السجون ، المدارس ، التأشيرات وتهم فساد تنضح بها (الميديا) من قبل (لوبي) من تجار الأزمات (عشعش) داخل السفارة
فالأمر يحتاج لتدخلكم الشخصي .
نعم نعلم أن تعيين السيد السفير عماد عدوي تم من خارج وزارة الخارجية (تعيين سيادي) قد أملته ظروف مُعيّنة
ولكن هذا لا يمنع أن تدفع الخارجية عبر رئيس الوزراء للفريق البرهان بطلب إنهاء تكليفة وتعيين سفير آخر من رحم الوزارة حتى تستقيم بوصلة سفارتنا بالقاهرة .
فقد غرق عدوي في (شكراً مصر) و ضاع بين إفتتاح المعارض وصوالين التجميل والقهاوي ولقاءآت الشقق
فأنقذوا السودان من هذه دبلوماسية الأحلام الناعمة البعيدة عن معاناة شعبكم
معالي الوزير….
دعواتنا لكم بالتوفيق فالعقبة كؤود والطريق وطويلة و وعرة أعانكم الله.
