
بقلم : الرفيع بشير الشفيع
٢١ مارس ٢٠٢٥م
_______________________
[١]
الخبث الذي مكّن لثورة ديسمبر، والخبث الذي مكّن لتموضع الدعم السريع في مفاصل الدولة وفي عصب المؤسسات السودانية ، والخبث والغفلة التي مكنت صانعي ثورة ديسمبر وقبلها ثورة ٢٠١٣م وثورة يوليو ١٩٧١م ، والغفلة التي جعلتنا كحكومات نفتح باب السودان لكل من هبَّ ودَبْ وكشعب نفتح صدورنا ودورنا للآخرين ، وتلك التي جعلت السودان حديقة خلفية للمخابرات الأجنبية ، والسذاجة التي مكنت الحاقدين علينا من قادة الدعم السريع في قمة مجلس السيادة ومكنتهم من وضع اليد على عصب الإقتصاد، والغفلة و”الطيبة” والسماحة الزائدة التي جعلتنا نهتف خلف العملاء في ثورتهم وجعلتنا نبتلع الطعم فنساعدهم في هدم بلدنا وحرق ميراثنا وتراثنا وتدمير مؤسساتنا التعليمية والصحية والبنية التحتية ومتاحفنا ونهين كبارنا ونقبل بفورة الباطل في شوارعنا وإعلامنا والغفلة التي جعلتنا نقبل مشروع الفوضى الخلاقة ، وأكذوبة شعارات العملاء من ديمقراطية وحرية وسلام وعدالة، كما رأينا مآلاتها ، هذه الشعارات اللعينة التي نقضت غزل بلادنا ونفشت فيها غنم القوم من رعاع رعاة أفريقيا ومن غيرهم ، كل هذه الأشياء يربط بينها خيط واحد ، يتسبى من طبعنا وعدم جديتنا وعدم تقييمنا للوطن وغفلتنا وضعف العهود والقيود بيننا ، وترك وطننا كمزرعة سائبة ترعى فيها ذئاب الخبثاء والعملاء والحاقدين ، ونحن بهذا نكون قد اشتركنا في هذه الجريمة على الوطن بصورة أو بأخرى.
[٢]ظن الخبثاء والعملاء وجهلاء العالم من حولنا وظن أصحاب مشروع السودان الجديد والتغيير السالب الكاذب ، وأصحاب مشروع التقسيم والتقزيم، أن السودان ليس له ربٌ ينجيه ولا جيش وشعب يحميه، فخلعوا أقنعتهم الخبيثة وسنوا مديهم وتمكنوا ووقعوا فينا يذبحون أبناءنا ويستحيون نساءنا ، ويعقرون كرامتنا ويحتلون بيوتنا، ويرعبون أطفالنا ، وروعون آمننا، ويستعمرون أهم المواقع لمركزية السودان، بإعتبارا أن سقوط المركز يعني سقوط الجسد كله كما يشتهون، فشتتهم الله في المدن الهامة وشتت قواهم وأمكن الله منهم .
ولأن صقر الجديان يمثل رمزا و معنى للعزة والكرامة والشموخ وتعليقه فوق هذه الجباه الوطنية النبيلة على رؤوس الجيش ، يماثل طبع طبع جنودنا، بطبع صقر الجديان كأشر كاسر من الكواسر ، وطبيعة حربهم تمثل طبيعه حرب للثعابين السامة الرقطاء ، مثل الثعابين القاتلة التي دخلت السودان على حين قرة وظنت أنها بين عشية وضحاها ستحني تلك الهامات العالية التي تزداد علوا كل ما حمي الوطيس.
بالأمس في القصر الجمهوري وفي المالحة وفي غيرها، ظهر معنى صقر الجديان ، شامخا وعزيزا وظهر لهؤلاء الغاصبين معنى الرجولة والشاهمة التي تمثلها تلك الجباه الشامخات التي يمثل صقر الجديان أسمى معانيها.
[٣]
عرف الشعب السودان الآن مشروع هؤلاء الجهلاء والمشاريع التي من خلفه ، وعرف أكثر ان الخونة والعملاء وجهلاء القوم وزعماء إداراتهم الأهلية، وقادة احزابهم المضلة الفاجرة وعرف مشروع الأيديولوجيين الخائنين الحاقدين الذين خرجوا منا في ١٩٨٣م ودخلوا علينا غلا وحقدا بنيفاشا وثورة ديسمبر البغيضة ، خرجوا علينا يحاربوننا ويحاربون ديننا ووطننا وإنسانيتنا ووجودنا ووحدتنا وهويتنا ومعنانا بين الشعوب، وهم لا يعرفون معاني الشعب السوداني الذي لا يمتون إليها بصلة ، ولا قيمة جيشه ولا تاريخه ولا بأسه الشديد ولا هوية هذا الجيش، السودانية الخلاسية الجامعة التي تمثل هوية قومية في أسمى معانيها ، فيها القائد والجندي من الشرق والشمال والوسط والغرب على السواء ، وتتساوى الألوان والسحنات، وتتعالى فيها الهمم والعزائم وتتآلف فيها القلوب وتتناصر فيها السواعد وتجهر بالتكبير وأصوات الجهاد للدفاع عن حياض الوطن ودينه وأرضه وعرضه.
هؤلاء العملاء أثبتوا أنهم أبعد الناس عن طينة هذا الشعب ومعرفة ذكاءه الجمعي وحسه الوطني النبيل ولا يعرفوا هذا الشعب العزيز انه من أحفاد اؤلئك والذين التحموا مع جيشهم أيام الإستعمار وقاتلوا بسيوف العشر أيام عثمان دقنه في شرقه ، وحرق اسماعيل باشا بجيشه أيام المك نمر ، وهزم رعاع غرب أفريقيا للنيجر أيام رابح سليمان الزبير باشا ، وقبلهم أغرق جيش الأكسندر الأكبر في غمار النهر ، أيام الكنداكة ريناس، ولا يعرفوا هذا الجيش الذي خاض غمار الحروب الإقليمية في كرن والعالمية في العلمين وفي المكسيك واجتاز خط بارليف أيام حرب موشي ديان.
هؤلاء لم يقرأوا معنى شعار صقر الجديان وعزته وشموخه والذي رأيناه بالأمس شامخا فوق بوابات القصر الجمهوري يمثل معنى خاصا ويتحدى لهيب النيران والمدافع ويصهل نحاسه مع كل تكبيرة، يكبر ، ومع كل صوت بندقية يعلو بالعزة ويبهر بالمعاني.
وحرب الكرامة التي يمثل صقر الجديان شعارها وشعارا لقوتها وعزتها، ستعطي هذه الحرب هؤلاء الأغبياء ومن وراءهم دروسا عظيمة ، دروساً في معاني غضبة الحليم، ودروسا في معاني الجندية ومعنى الجيش السوداني ومعنى الشعب السوداني ، ودروسا في التمسك بالأخلاق والقيم والكرامة ، ودروسا في أن السودان سوف يظل في هذه الأرض عامرا وعزيزا بسيادته وعزته ونبله ومعناها وسيظل صقر الجديان شامخا بشموخ الجباه وعالي بفضل ربه.
ولينصرن الله من ينصره إنّ الله قوي عزيز.
الرفيع بشير الشفيع
٢١ مارس ٢٠٢٥م