مقالات الرأي

إبعاد السودانيين من اجتماع واشنطون لحل الأزمة السودانية.. قراءة بين السطور

إن أريد إلا الإصلاح||محجوب مدني محجوب 

بقلم / محجوب مدني محجوب

اجتماع أمريكا…عليكم بالدعاء يا أهل السودان!
قرر العالم برئاسة أمريكا أن يجتمع نهاية يوليو الجاري لحل أزمة الحرب في السودان.
هل هناك من دولة وصلت للسوء مثل ما وصل إليه السودان؟
لا أظن.
يجتمع العالم نهاية يوليو الجاري لا لشيء سوى للشأن السوداني.
فإن قلنا أن العالم الذي سوف يعقد هذا الاجتماع  لا يعرف قدرنا؛ لأنه كافر، فهذا الاجتماع لا يضم الكفار فقط.
وإن قلنا أن الجانب المسلم الذي يمثله هذا الاجتماع بعيد عنا، وغير مدرك لأزمة بلادنا.
وجدنا أن هذا الاجتماع يشمل جيراننا.
وإن قلنا أن هذا الاجتماع يضم دولا تختلف معنا في المذهب والعقيدة.
وجدنا أن الاجتماع يضم دولا تتفق معنا في المذهب والعقيدة.
يجتمع العالم لحل أزمة تخصنا من الألف إلى الياء.
أزمة ليست لها أي علاقة برسم الحدود حتى نقول أن العالم تدخل في حل الأزمة لوجود طرف خارج السودان له مصالح مختلفة.
أزمة ليست لها أي طرف ثالث مباشر إذ أنها أزمة سودانية خالصة.
يجتمع العالم لحل أزمة السودان والأخير يشكل غيابا تاما عن هذا الاجتماع.
غياب على مستوى الحكومة.
غياب على مستوى الميليشيا.
غياب على مستوى صمود وحمدوك.
غياب على مستوى العشائر والقبائل.
غياب على مستوى كوادر سودانية مهنية أو علمية.
غياب لكوادر سودانية مهاجرة.
كل هذه المكونات السودانية لم يجد فيهم العالم حلا لأزمة هي سودانية في الأساس.
يا ترى ما السبب الذي أوصلنا لهذا المستوى المخزي ؟
مستوى يناقش ويبحث عن حل لأزمتنا ونحن غياب؟!
مستوى يريد أن يخرج بتوصيات لحل أزمتنا دون استشارتنا، ودون حضورنا على أي مستوى من المستويات، وعلى أي شكل من أشكال الحضور، ولو حضور صوري.
هل هناك أسوأ من هذا تحقير؟!
السعودية ومصر والإمارات يجتمعن مع أمريكا بالأضافة لقطر ويريطانيا؛ لتحديد مصير السودان في الحرب السودانية نهاية الشهر الجاري بأمريكا والسودان بكل اختلاف منابره غياب.
كل أهل السودان يستمعون مثل غيرهم عبر وسائط الإعلام عن هذا الاجتماع الذي يجتمع بشأنهم.
وبما أن الأقدار بيد الله، فليرفع أهل السودان أكفهم متضرعين للمولى عزل وجل بأن يزيح عنهم هذا البلاء.
بلاء لم يكن حصرا على تشريدهم، وقتلهم وضياع ممتلكاتهم، وانتهاك عرضهم بل تجاوز هذا البلاء كل ذلك؛ ليشمل تسفيهم وتحقيرهم، ومن ثم ضياع بلدهم.
يحدث ذلك عبر الترتيب لاجتماع ست دول؛ لمناقشة أزمة تخص أهل السودان، وتخص سودانهم دون حضورهم أو استشارتهم أو حتى إبلاغهم بهذا الاجتماع مما يعني أن كل السودانيين في نظر العالم مدانون في هذه الأزمة، وفي نفس الوقت عاجزون عن حلها حكومة وشعبا ومعارضة وقطعا مليشيا.
فلا حول ولا قوة إلا بالله.
فيا رب بعد كل هذا الهوان والذل هيىء لأهل السودان أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة، ويهدى فيه أهل المعصية إنك ولي ذلك والقادر عليه.

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى