مقالات الرأي

إعادة التأسيس: من غياب الدولة إلى بناء مشروع وطني جامع

حوارات حول الأفكار...(161)

بقلم / حيدر معتصم 

المدخل:

بعد أن توصّلنا إلى أن جوهر المشكلة السودانية هو غياب الدولة،وأن الحل لا يكمن في الترميم أو الإصلاح بل في إعادة التأسيس،نجد أنفسنا أمام ضرورة فكرية وعملية لبناء مشروع وطني جامع ينبع من الواقع السوداني،ويستمدشرعيته من الشعب،ويقوم على شراكة حقيقية لا تقصي أحدًا.

 

ما معنى “إعادة التأسيس”؟

إعادة التأسيس لا تعني إسقاط الدولة الحالية فقط،بل تعني إعادة بناء التصور العام للدولة:

✔ ما هي؟

✔ لمن هي؟

✔ كيف تُدار؟

✔ من يراقبها؟

✔ وما الذي يحكمها؟

إنها لحظة تأسيس عقد اجتماعي جديد،يتجاوز الصراعات الأيديولوجية،

ويُعيد تعريف العلاقة بين المواطن والدولة،

وبين الدولة والمجتمع،

وبين الداخل والخارج.

 

لماذا مشروع وطني جامع؟

 

لأن البديل هو الاحتراب الأهلي والتشظي والفراغ،وقد جرّبنا أنصاف المشاريع، والمشاريع الحزبية،والمشاريع الفوقية المدفوعة بالتدخلات الدولية.

كلها انهارت أو أُجهضت،لأنها لم تنطلق من سياق مجتمعي وطني جامع،ولم تعبّر عن الإرادة الشعبية الحقيقية.

 

عناصر المشروع الوطني الجامع:

 

1. مرجعية دستورية تشاركية

لا تُفرض من النخب، بل تُبنى عبر حوار وطني شعبي شفاف.

2. مؤسسات مجتمع مدني وأهلي قويةقادرة على لعب دور الرقابة والحماية والتمثيل الشعبي.

3. إطار أمني موحّديخضع للدولة لا للأفراد أو المكونات أو المليشيات.

4.هوية وطنية جامعة تتجاوز القبلية والجهويةوالحزبية،وتُبنى على سردية تاريخية وثقافية مشتركة.

5. اقتصاد وطني مستقل

يعتمد على الموارد المحلية ويرتبط بمصالح الناس،لا بالمحاور الدولية أو المصالح السياسية الضيقة.

6. عدالة انتقالية شاملة

لا انتقام فيها ولا تسامح مجاني،

بل تعترف بالجرائم وتداوي الجراح وتؤسس للمستقبل.

 

من يقود إعادة التأسيس؟

ليس السياسيون وحدهم،وليس الخارج،بل المجتمع السوداني نفسه،عبر مثقفيه ومبدعيه ومفكريه،وعبر شبابه ونسائه وقبائله ومهنييه وعماله ومزارعيه،وذلك عبر تيار وطني جديديتجاوز الاستقطاب الحزبي ويعيد للوطن صوته وشكله و مصيره.

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى