
بقلم / عثمان الامام محمد
اولا:- ما المقصود بثالثة الاثافي؟
ورد في معجم المعاني ان اثافي هي جمع اثفية و الاثافي هي ثلاث حجار يوضع عليها القدر . وفي لهجتنا السودانية هي ( اللدايات) .
ثانيا:- ما علاقة السياحة بالاثافي.؟
اصدر رئيس مجلس الوزراء كامل ادريس قرارا حدد فيه وزارات حكومته ومن ضمنها وزارة جمعها فيها قطاعات ثلاث هي الاعلام والثقافة والسياحة وقد شبهت كل قطاع منها باثفية .
ودائما للحيلولة دون سقوط القدر تختار له حجار متماثلة في حجمها ليوضع عليها ولكن للاسف الان اثافي قدر الوزارة احجاره متباينة الحجم فالحجر الاكبر هو الاعلام يحظي باهتمام اعظم من الوزير ووكيليه و الحجر الاوسط حجما الثقافة وهو في المرتبة الثانية من الاهتمام و الحجر الاقل حجما هي السياحة. وتحظي باهتمام خجول من القيادات الثلاث.
مما يجعل هذه القدر وضعيته (مقلوزة) غير متوازنة وايل للسقوط ولن تنعم البلاد بطبخة شهية طيبة من مكوناته الثلاث اعلام ،ثقافة وسياحة.
ولا القي القول علي عواهنه في تفاوت الاهتمام في القطاعات الثلاث واقدم دليلي علي ذلك .
والفت اليه نظر السيد الوزير الاعيسر الذي اقدر له ادوار وطنية قام بها دفاعا عن السودان قبل وبعد تكليفه بالوزارة .
ان السياحة لم تجد منذ ألحقت مع الاعلام والثقافة في وزارة واحدة اي اهتمام ينهض بها منك أومن اسلافك الذين تعاقبوا عليها بعد افول شمس الانقاذ.
فبعد اندلاع الحرب انتقلت معظم الوزارات الي بورتسودان و من بينها وزارة الاعلام والثقافة والسياحة و لم تستطيع استدعاء منسوبيها من السياحة ليمارسوا مهامهم تجاه ادارات السياحة في الولايات الامنة . بمتابعة خططها وانشطتها و مدي التزام منشئاتها بتطبيق المواصفات والاشتراطات الفنية . علما بان هذه المنشئات الولائية لاتخدم السياحة الوافدة فحسب وانما تخدم اهل السودان بالداخل وقد شهدت بعد الحرب اقبالا كبير ولم تتعرف قيادة الوزارة ومنسوبي السياحة الاتحادية علي انشطة السياحة بها وفعاليتها ومشاكلها . ولم تعني بتدريب كوادرها.
نعلم جيدا ان قد هناك موانع حالت دون أستدعاء موظفي السياحة في مقر الوزارة المؤقت ببورتسودان لعقبات معلومة وهي عدم توفر سكن ومكاتب ونثريات لهم لكن كانت هناك ثلاث تدابير كان يمكن ان يؤخذ بها و هي تحتاج التفكير خارج الصندوق والاهم لا تحتاج لموارد مالية تذكر .
التدبير الاول ؛-
التوظيف الامثل للتطور التقني في مجال الاتصالات
وتتوفر خبرة كبيرة لادارات السياحة والتدريب والخارجية ابان انتشار مرض الكورنا او لعدم توفر تمويل للبرامج والفعاليات في الاستفادة من التطورالتكنولوجي الهائل في مجال الاتصالات و وسائلها ووسائطها وتطبيقاتها . فاقيمت عبر الاثير ملتقيات وزراء و مدراء السياحة بالولايات الدورية ونوقشت فيها خطط الولايات واستعرضت التقارير و وعقدت الدورات التدريبية التي انطلقت من داخل السودان وخارجه ونال القطاع الخاص حظه منها ، وتمت مشاركة فاعلة في اجتماعات منظمة التعاون الاسلامي وجامعة الدول العربية ومنظمة السياحة العالمية.
التدبير الثاني .
الاستفادة من الاتفاقيات الثنائية في مجال السياحة مع الدول والمنظمات.
فبعد اندلاع الحرب لجأ عدد من موظفي السياحة الي دول متقدمة في السياحة كمصر وتركيا والسعودية وقطر وروندا وما زالوا يقيمون بها اليس كان ممكنا لقيادة الوزارة التواصل مع سفاراتنا في هذه الدول الصديقة وتطلب منها اتاحة فرص تدريبية او دراسات عليا لهم لرفع قدراتهم وزيادة خبراتهم مؤهلاتهم. . علما بان معظم هذه الدول لنا معها برتكولات تعاون فني في مجال السياحة وقدمت لنا في العشر السنوات الاخيرة كم كبير من المنح.
تدبير ثالث
الاستفادة منسوبي السياحة في الولايات :’
ومعظم منسوبي السياحة غادروا الخرطوم للولايات الم يكن من الممكن الاتصال والتنسيق مع ولاة الولايات ليلحقوهم بادارات السياحة الولائية وتستفيد من مخزون خبراتهم ويكونوا سندا لها. علما بان موظفي السياحة عددهم دون المائة و الدولة تصرف لهم مرتباتهم كاملة غير منقوصة
انه عجز القادرين علي التمام.
انقطاع التواصل والتنسيق مع الولايات :’
نتابع في الاعلام زيارات وجولات لوزراء ووكلاء الوزارات المختلفة للولايات ولكن للأسف لم نشاهد زيارة للاعيسر واسلافه لادارات السياحية. الولائية او لمقصد سياحي اثري او لمحمية بحرية او برية ما عدا زيارة واحدة لسواكن في اطار ترميم الاتراك للشواهد الاثرية في سواكن.
لم نشاهد زيارات لفنادقنا ووكالات سفرنا التي اصابها الضر في عدد من الولايات ولم نر مبادرة لااعادة اعمارها.
ولقد غابت وزارة الاعلام والثقافة و السياحة وغاب دورها في مراقبة عن تاهيل وكالات السفر والسياحة ومراقبة خدماتها للحجاج والمعتمرين داخل السودان وفي المملكة.
كنا نتوقع من سعادة للاعيسر او وكيل الثقافة والسياحة زيارة لمقصدين سياحيين كانا ساحة للحرب هما اثار جبل موية ومحمية الدندر للوقوف علي ما حل بهما وما يجب ان يعمل.
فقد حدث ما حدث وعفي الله عما سلف فنأمل من قيادة الوزارة ان تتدارك ما يمكن تداركه وان تأتي متأخرا خير من ان لا تأتي نامل فتح صفحة جديدة يجد فيها قطاع السياحة الاهتمام .
ثلاث اعياد عالمية ذات اهمية قصوي للسياحة:’-
في العشرة الاواخر من شهر سبتمبر الجاري ثلاث اعياد عالمية ممكن ان تمثل فرص ذهبية لانطلاقة قوية لقطاع السياحة نحو مستقل افضل وتطور منتظر وهذه الاعياد هي:-
العيد الاول:-
هو اليوم العالمي( لتنظيف البيئة) والذي اعتمدت له الجمعية العامة للامم المتحدة في جلستها بتاريخ ٨ ديسمبر من عام ٢٠٢٣م يوم ٢٠ سبتمبر من كل عام احتفالا به. ومغزي الاحتفال به زيادة الوعي باهمية حماية البيئة من التلوث لاسيما ان احدي جواذب و مشوقات السياحة السودانية تكمن في خلو ارضها وبحرها وانهارها وسمائها ومنتجاتها الحيوانية والنباتية من التلوث . ويجب علي قيادة وزارة الثقافة والاعلام والسياحة بالتنسيق مع الجهات ذات صلة الحيلولة دون تلوث بيئتنا البحرية كما يجب درء خطر انشطة التعدين والمواد المستخدمة فيه من مواقعنا ومقصدنا ووجهاتنا السياحية وعلي راسها المقاصد الاثرية .
كما يجب حشد الطاقات لاسناد الولايات التي تعاني من اثار ومخلفات الحرب وتشجيع قيام المرافق السياحية الخضراء من فنادق ومنتجعات وقري سياحية الصديقة للبيئة واستخدام الطاقات المتجددة غير ملوثة للبيئة واتباع نظم امنة للتخلص من النفايات.
العيد الثاني:-
( اليوم الدولي للسلام )
والذي اختارت له الجمعية العامة للامم المتحدة يوم ٢١ سبتمبر من كل عام لتعزيز وقيم السلام وسط المجتمعات وبذل الجهود لمعالجة ما يؤجج الصراعات من الفقر والتمييز والظلم و المس بكرامة وحقوق الانسان.
ويجب عدم للالتفات للاصوات النشاز التي تقول هل يمكن ان تكون هناك سياحة في ظل الحرب الدائرة ولا يوجد سياح وافدين من الخارج بل هناك الكثير الذي يمكن عمله من تقوية بنيات السياحة ورفع قدرات العاملين واعادة اعمار ما اصاب من ضرر وخراب في المرافق السياحية والمتاحف في بعض الولايات و العمل علي اعادة القطع الاثرية المسروقة وتحسين الخدمات في مواقع الجذب السياحي.
ونؤكد علي ان السياحة هي التي تصنع السلامة وتجذر له و تحقق المحبة وتحدث التنمية المستدامة المتوازنة وتتيح فرص العمل مما يقلل العطالة و تحد من الفقر وتجلب العملة الصعبة للدولة مما يعظم قدراتها لتحقق تطلعات الشعب وتلبي احتياجاته.
العيد الثالث .
اليوم العالمي للسياحة الذي يصادف يوم ٢٧ سبتمبر من كل عام.
وشعار هذا العام ( السياحة والتحول المستدام) وتقيم منظمة السياحة العالمية احتفالها الرسمي له في منطقة ملقا بدولة مالبزيا.
فنأمل ان من قيادة الوزارة ومنسوبيها ان يترجموا هذا الشعار الي خطط وبرامج وفعاليات ايذانا بتحول قطاع السياحة من الخمول الي الانطلاق.
وان يكون للسياحة سهم كبير في تحقيق اهداف الالفية السبعة عشر وعلي راسها التنمية المستدامة
و لها دور فعال في ارساء دعائم السلام في كل ربوع السودان ويتحول السودان لواحة امنة تسوده المحبة ويختفي منه خطاب الكراهية الي الابد.
يا ابناء وطني
يا قياداتنا
يا حكومة الامل
فلا مكان لمتفرج او جالس علي الرصيف.
المرحلة مرحلة يد تحمل السلاح واخري تعمر وتبني فالحرب الدائرة هي ليست غاية وانما وسيلة لتحقق ما تخطط له دوائر التأمر العالمي لمنع السودان من استغلال موارده واسعاد شعبه . وليظل وطننا الحبيب في صراع وقتال وفقر وتخلف وجوع ونزوح ولجوء .
واخيرا
يا قيادة الوزارة ان لم يجمعكم بمنسوبي السياحة في القطاعين العام والخاص مبني او زيارات متبادلة فالشبكة العنكوبوتية تحقق وتنجز لكم الكثير .
وختاما عزيز انت ياوطني.
وما اردت من اسطري هذه الا الاصلاح والله من وراء القصد.