
بقلم /محجوب فضل بدرى-
-الخطاب ليس من عنوانه دائماً فالعنوان أعلاه الذى يبدو كنوع من السخرية الا انه يخفى وراءه موضوعاً شديد الجدية والأهمية ليس لمن يحبون ضرب الشية والكبدة النيةولحمة الصاج، والمقارش، والديشان ولكنه مهم كذلك للدكاترة والبياطرة وعلماء الانتاج الحيوانى والزراعيين وأهل الاقتصاد،ثمَّ أهل السياسة،مثل ما يهم أهل الصناعة، ولا يحتاج الأمر الكثير من الشرح فبلادنا التى تتعافىٰ من حرب الكرامة التى لم يسدل الستار على نهايتها الوشيكة باذن الله بسحق آخر متمرد،ومحاكمة آخر متعاون،وعودة آخر نازح،وازالة آخر جسم غير متفجر، وتفكيك آخر عصابة نهب،ودمج أو تسريح أى جندى يتبع لأى حركة مسلحة، ووداع أى مستنفر، وتسليم أى قطعة سلاح للجيش،بحيث لا يكون السلاح الا فى يد الجيش والقوات النظامية أو من له الحق فى ذلك بالقانون.
-موضوع المقال هو ان السيرة الذاتية للسيد الخروف تقول:
الاسم:سانتاسودان .
العمر: ٤ أشهر.
الوزن: ٤٠ كيلوجرام.
اسم الأب: Santa lnes جنسية الأب برازيلى.
اسم الأم: صحراوية حمرية جنسية الام سودانية.
الدراسات:
تقول نستهدف بهذا الخروف الأسواق غير التقليدية،بكل ثقة،سواءً كان فى الشرق الاوسط،فى قطاع الفنادق والقصور و ال steak houses بالاضافة الي أسواق أوروبا.
نرى فى الولاية الشمالية من انه من السهولة بمكان تحديد مناطق ومزارع تستوفى شروط المناطق الخالية من الأمراض Free Zones Area وبذلك تتحقق شروط بعض أسواق الاتحاد الاوروبى ومن السهولة انتاج لحوم عضوية خالية من اى استعمال لأدوية او اى مستحضرات بيطرية علي حسب متطلبات السوق التي ترغب في اللحوم العضوية والتي تدفع فيها أسعار تفضيلية فى مثل هذه الأحوال. أيضا من السهل أن ننافس بلحوم الضان الهجين اي مستوي من حيث الجودة وخاصة المذاق panel test الدول المسيطرة علي بورصات اللحوم العالمية كالبرازيل وأستراليا والأرغواي مما يتيح للسودان القفز الي أن يكون لاعباً لا يستهان به في فترة وجيزة في مستوى التنافسية لتلك الأقطار المسيطرة من حيث الجودة والمذاق panel test
بالاضافة الى انتاج جلود حملان يكون له مستقبل واعد في الصناعات الجلدية وقد تمت تجربة أبحاث الجلود مع جامعة السودان بمركز أبحاث وتطوير الجلود التابع لجامعة السودان أظهرت ان جلود الهجين بقوة شدّ ثلاثة أضعاف قوة الشد مقارنةُ بالضأن الحمرى العادى مع ان التجربة أُجريت على هجين بنسبة دم ٢٥% Santa Ines ٧٥% ضأن حمرى. وبهذه التجربة نجد حلاً لرداءة جلود الضان الصحراوى السودانى و نخلق له قيمة إقتصادية وتسويقية بفرص أوسع .
الخبرة العملية:
قام فريق متجانس من أبناء هذا الوطن بحمل هم تحسين سلالات الضأن الصحراوى السودانى (الحمرى) بتهجينه مع الضأن البرازيلى سانتا اينز، بالتلقيح الصناعى وذلك بجلب السائل المنوى semen مجمداً من فصيلة santa lnes
وأجريت التجربة فى مزرعة د.أحمد ابراهيم بالمويلح بالتعاون مع مركز سفارى للانتاج الحيوانى بحلة كوكو بقيادة البروف اسماعيل فقيرى
وبتمويل من رجل الأعمال الراحل التجانى موسى أحمد
والأستاذ أحمد الشايقى مدير شركة زادنا السابق
وكونت شركة باسم فورتليزا Fortliza. (اسم قرية برازيلية تعتبر موطن سانتا)
وسجلت براءة المنتج باسم santasudan
لدى وزارة الثروة الحيوانية.
-يعتمد الحيوان على عشب البريكيريا وهو نبات نجيلى يصمد لمدة خمس سنوات ونسبة البروتين فيه عالية(أقل من البرسيم بقليل) ولا يحتاج لأكثر من الرى مرتين فى السنة، عكس البرسيم،فقط رى تكميلى أذ يعتمد على البرودة فى الشتاء وماء المطر فى الخريف وينبت حتى ارتفاع ٨٠ سنتمتر والعرض بنفس القدر،ويزرع فى شكل [سرابات] يرعى فيها الحيوان دون الحاجة للقطع والنقل،لتقل بذلك تكلفة الانتاج،وتقل حركة الحيوان بعد مسافة قصيرة جدا يجد طلبه من المرعى، فلا يحتاج للمشى مسافات طويلة الشئ الذى يؤدى الى تقوية عضلاته فتؤثر على جودة اللحم .
خلصت تجربة فورتليزا الى انتاج خراف يزيد وزن الواحد منها عشرة كيلوجرامات كل شهر فالخروف عمر ٤ أشهر يزن ٤٠ كيلوجرام،فى حين ان السلالة المحلية تحتاج لسنة وأكثر لتصل الى هذا الوزن، كما ان نسبة التصافى بعد الذبح وسلخ الجلد وازالة الاحشاء تصل الى نسبة أكثر من ٦٠% بينما المحلى لا تتجاوز نسبة التصافى فيه ٤٠% بكثير، وجلود سانتا سودان كبيرة طولاً وعرضاً وسمكها أكبر لذا فانها تتحمل الشد فلا تتمزق عند التعامل معها فى مجال الصناعات الجلدية،كما اسلفنا أعلاه،وهذا يقودنا الى الصناعات الثانوية فالأحشاء والقرون والأظلاف وحتى الروث تدر دخلا ربما يفوق ما تدره اللحوم نفسها،وغير هذا كثير من المعلومات والعلم والبيان العملى،
هذه التجربة نضعها على منضدة السيد وزير الثروة الحيوانية البروفسير المنصورى، مقنطرة ليضعها فى المرمى الخالى .
والتهانى بمناسبة المولد النبوى الشريف.
-العز لمين!! للجزارين.
-العز لمين!! للمربيين.
وبالتوفيق ان شاء الله